بعد عامين تقريبا من الخروج والمظاهرات ضد نظام شرذمة الجنرالات و بعد عامين من الفر والكر الجميع في الجزائر يتسائل ماذا يمكن أن تفعل الاحتجاجات السلمية أمام الجنرالات وعتادهم العسكري؟ وماذا يمكننا أن نفعل في الأيام القادمة لإسقاط نظام الجنرالات ؟…
الإجابة ببساطة يمكننا ويمكن للمظاهرات فعل الكثير لكن إذا نُفذت بالطريقة الصحيحة وخير مثال على ذلك ثورة قوة الشعب في الفلبين التي أوضحت ما الذي يمكن أن تفعله أساليب الاحتجاج السلمية أمام دبابات الطاغية فالدكتاتور دائمًا ما يستمد قوته من خلافات واختلافات وتقسيمات شعبه فيسهل عليه سحق أي فصيل يعارضه منفصلًا لكن إذا توحدت الفصائل السياسية والأطياف الشعبية المختلفة يفقد الكثير من قدرته على إقناع جنوده بسحقهم فالجنود من الشعب وسيصعُب إدارتهم إذا تحول مشهد الاحتجاجات لمشهد شعبي سلمي إذ يسهل على النظام تشويه وتخوين فصيل معين أو سحق أي مقاومة مسلحة لكن يصعب إقناع الجنود بفتح النار على الاحتجاجات السلمية التي تضم فئات وفصائل الشعب المختلفة وخاصة أسر الجنود وكان هذا مفتاح نجاح الثورة الفلبينية إضافة لعامل مهم هو الضباط الأحرار في الجيش والذي يجب أن يلعبوا دورا همها في إسقاط نظام الجنرالات الديكتاتوري لأن الضباط الأحرار هم المهاجمين في فريق الثورة الشعبية لذلك عليهم تسجيل الأهداف بمجرد أن يمرر الشعب الجزائري لهم الكرة فهم أمام خيارين إما تسجيل الهدف وإسقاط نظام الجنرالات ودخولهم التاريخ من أوسع أبوابه أو الخيانة ويلتحقون بمن سبقهم في مزبلة التاريخ.