لو تمعنا اليوم في الدول المتقدمة من كوريا الجنوبية إلى فلندا ستجد أن هذه الدول تتبع فلسفة أن بناء الوطن رهين ببناء الإنسان وأن تخريب الإنسان يعني تخريب الوطن وتخريب الماضي من خلال نسيانه وتهميش رموزه وتخريب الحاضر من خلال التفريط فيه وتخريب المستقبل من خلال غياب الخلف…
وفي إطار هذه المعادلة الصعبة يمكن القول بأن قضية التعليم والمدرسة هي أم القضايا التي يجب أن تكون محط نقاش وطني واسع بين كل الأطراف الوطنية الغيورة على هذا البلد لكن ما يحصل عكس ذلك فكلب الجنرالات تبون أراد أن يستميل الشباب للموافقة على دستور الجنرالات وأطلق رصاصة الرحمة على التعليم بإرسال عشرات ألاف من الشباب الذين لا يستحقون النجاح إلى الجامعات فقد كشف وزير التربية الوطنية أنه تم خفض معدل النجاح في شهادة البكالوريا هذا العام إلى 9/20 وهذا ما خلف فرح كبير وسط الشباب وأسرهم لتؤكد هذه الفرحة واقع التخلف الذي يعيشه البلد والذي مرده إلى تدهور المنظومة التعليمية سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية أو المناهج التعليمية أو البنيات التحتية وهذا الوضع هو نتاج سياسات الجنرالات اللا وطنية ولا شعبية ولاديمقراطية وهي بمثابة جريمة نكراء في حق الوطن والشعب فهي جريمة بكل المقاييس ففاقد الشيء لا يعطيه وهذا هو حال الحاكم والمحكوم وحال المدرس والمتعلم ثم حال الأسرة والأبناء والنتيجة الحتمية لكل هذا الفراغ هو التخبط في إصلاحات ترقيعيه لم تعد تجدي نفعا مع قطاع مريض منذ خمسين سنة.