لقد ثبت بالملموس أنه لا يوجد نظام في الأمة العربية تلاعب بالقضية الفلسطينية خطابياً وتاجرَ بها لخدمة أجنداته الداخلية والخارجية مثل نظام الجنرالات فلقد أكَّدَ شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” أن جنرالات فرنسا يتاجرون بقضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين فلم يعملوا هم واتباعهم على مدى 50 عاماً شيئاً من اجل تحرير القدس وتبين أن دعوتهم فقط لترويض القطيع وصهينة المعارضين بالشعارات والخطب البلاغية التي تدغدغ عواطف الجماهير الغفيرة…
طبعت الإمارات مع الصهاينة وباركت موريتانيا تلك الخطوة وكنا ننتظر بلاغ شديد اللهجة من كلب الجنرالات تبون وأن ينبح بأعلى صوته ويقول يجب قطع العلاقات مع الإمارات ويجب طرد السفير الإماراتي ويجب معاقبة موريتانيا بحصار اقتصادي بسبب مباركتها هذه الخطوة لأننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة لكن شيء من هذا لم يحدث وظهر الجنرالات كأن على رؤوسهم الطير وانفضح غش بضاعتهم والتي تاجروا بها لنصف قرن وجعلوا قطيعا كبيرا من الأغنام تصدقهم فلو كان جنرالات فرنسا من بومدين إلى شنقريحة عازمون حقا على تحرير القدس لكان لهم دور في صد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولكان لهم دور في كسر الحصار الإسرائيلي المصري المفروض على غزة منذ سنين ولكنهم بكل ترسانتهم من الصواريخ والأسلحة الروسية والتي يشترونها بمليارات الدولارات وعلى حساب قوت الشعب اكتفوا بموقف المتفرج في حين أن تصريحاتهم العنترية الطنانة كانت تتوعد اليهود وأن فلسطين ستتحرر يا جنرالات فرنسا لقد وعى الشعب الجزائري وبخاصة الأحرار والذين أدركوا المرامي الخداعة لجنرالات فرنسا من متاجرة بالقضية الفلسطينية فلقد بات معلوما للقاصي والداني أن الجنرالات لا تهمهم فلسطين ولا تهمهم القدس ولا تعنيهم في شيء سوى استخدامهما كورقة دعائية وخديعة للمخدوعين من الشعب الجزائري المطحون الذين صدقوا أو يصدقون أن الجنرالات مع فلسطين ظالمة أو مظلومة فإلى متى يظل المخدوعين على انخداعهم بهذه الشعارات الجوفاء التي بان كذبها وافتضحت مراميها…