أعراض قلق الإنفصال
بكاء الطفل بشكل شديد عند ابتعاد الأم عنه حتى ولو للحظات قليلة، مع أنها في الكثير من الأحيان تكون موجودة في الغرفة على مرمى نظره ولكنه لا يراها، فيظن أنها تركته وذهبت. وهذا يحصل كثيراً على سبيل المثال مع الطفل الذي يبدأ حديثاً بالذهاب إلى الحضانة حيث “ينفصل” عن أمه.
هذه الأعراض تُعتبَر طبيعية في السنوات الأولى من الطفولة، ويمكن التغلب عليها باهتمام الأهل وصبرهم. ولكن في بعض الحالات يصل الأمر إلى حالة تُسمى “اضطراب قلق الإنفصال” وهنا يبدأ الطفل بالتعبير عن خوفه من حصول أي مكروه له أو لأحد والديه، كما أنه يجد الأعذار لعدم الذهاب إلى المدرسة كأن يدّعي أنه يعاني من الصداع أو الألم في البطن، وتختفي هذه الآلام عندما يمر وقت الذهاب إلى المدرسة ويبقى هو في البيت بالقرب من أمه. كما أنه يعبّر عن الخوف والهلع من البقاء لوحده في أي مكان أو النوم بمفرده في غرفته.
وهذا الإضطراب من شأنه أيضاً أن يؤثر على قدرة الطفل التعلمية وقدرته على التواصل وتكوين الصداقات، كما أنها تصعّب على الأهل مهمة إرساله إلى الحضانة وإلى المدرسة وتدريبه على الإستقلالية.
كيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟
في المقام الأول، يجب أن تعرف الأم أن قلق الإنفصال هو من المراحل الطبيعية في حياة الأطفال، وأن طفلها من الضروري أن يقضي بعض الوقت بعيداً عنها وأن يتعوّد على ذلك، من هنا عليها أن تكون قوية وأن لا تتراجع عند بكاء الطفل لأنه سوف يتوقف عن البكاء بعد فترة قصيرة من ذهابها.
من الممكن أن تجعل الأم طفلها يترقّب شيئاً جميلاً بعد مغدرتها كاللعب أو التلوين أو أي سيء مبهج آخر.
من المهم أم تودّع طفلها حتى لا يشعر أنها اختفت فجأة، وأن تحدد له التوقيت الذي ستعود فيه، كأن تقول له أنها ستعود بعد أن يتناول الغذاء ويأخذ قسطاً من النوم في الحضانة.
يمكنها أيضاً أن تترك معه أي لعبة أو شيء يشعره بالأمان مثل دميته المفضلة أو بطانيته أو أي غرض آخر.
من المهم أيضاً أن تحاول الأم ترك طفلها وهو يشعر بالراحة، أي بعد أن يتناول الطعام وتكون حفاضته نظيفة وأن تتأكد أنه لا يشكو من أي عارض صحي.