تتساءل الأم.. هل يمكن أن يكون ذلك الطفل الصغير الذي لم يصل إلى الحياة إلا منذ شهور قليلة عصبياً، وتبدو عليه علامات وأعراض التهيج مثله مثل الكبار، والذين نعزو عصبيتهم إلى تراكم مشكلات الحياة، والإجابة أنه بالفعل يمكن أن يكون الطفل الرضيع عصبياً خصوصاً في شهور حياته الأولى؛ لأسباب غريبة وغير متوقعة.
من الضروري أن تُراقب الأم الأسباب التي تؤدي إلى عصبية الطفل الرضيع، وتعمل على تجنبها أو التقليل منها؛ وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور حيث أشار إلى أهم الأسباب الغريبة لعصبية طفلك الرضيع، ومنها الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وقلة النوم وعصبية الأم خلال الحمل، وغيرها في الآتي:
عصبية الأم الحامل تؤدي إلى عصبية الرضيع
لاحظي أن الحالة النفسية للأم الحامل تلعب دوراً كبيراً في الحالة النفسية للمولود سواء كان جنيناً في رحمها أو بعد الولادة، ويجب أن تتوقع الأم أن طفلها القادم سوف يرث العصبية منها، وألا تتساءل هل تؤثر الحالة النفسيّة للحامل على الجنين؟ حيث إن ذلك صحيح، فتظهر عليه علامات العصبية، ومنها كثرة البكاء والصراخ والإصابة بنوبات الغضب، التي قد تستمر لساعات؛ إضافة لسرعة التهيج وصعوبة الإرضاء.
حافظي على هدوئك النفسي، واضبطي أعصابك خلال فترة الحمل، وحاولي الاسترخاء والنوم خلال النهار وسماع الموسيقى وممارسة الرياضات الخفيفة وبعض تمارين اليوجا؛ حيث إن حالتك النفسية سوف تكون مخزناً للحالة النفسية لمولودك، وتعرضك لضغط نفسي خلال فترة الحمل يعني أن تكوني مستعدة لعصبية مولودك في شهور قادمة، بل قد تستمر عصبية الطفل مدى حياته.
الرضاعة باستمرار دون إدخال الطعام الصلب
الرضاعة الطبيعية
اعلمي أنه من الأخطاء الكبيرة التي تقعين بها أن يظل طفلك الرضيع معتمداً على الرضاعة الطبيعية كمصدر تغذية له حتى بعد تجاوزه الشهر الرابع، وبالتالي فمن الطبيعي أن يشعر الطفل بعدم الشبع؛ حيث تتسع معدة الطفل الرضيع، ويصبح بحاجة إلى مصدر آخر للتغذية وهو الطعام الصلب، ولكن اعتقادك أن الوقت لا زال مبكراً أو أن حليبك لا زال غزيراً وكافياً، يؤدي إلى شعور الرضيع الدائم بالجوع، وبالتالي استمرار البكاء لديه وظهور أعراض العصبية عليه.
راقبي الأعراض التي تظهر على طفلك، والتي تعني أنه يرغب في الطعام الخارجي؛ حيث ستلاحظين أنه يفتح فمه حين تضعين ملعقة طعام في فمك، أو أنه يقرب فمه حين تمرين من أمامه وأنت تضعين الأطباق فوق مائدة الطعام، كما أن جلوس الرضيع مستنداً يعني أن عضلاته قد أصبحت أقوى بصورة مناسبة، يستطيع من خلالها تناول بعض الطعام المسلوق والمهروس جيداً.
آلام التسنين
اعلمي أن الطفل حين يصبح عصبياً وكثير البكاء وخصوصاً بعد الشهر الرابع، فذلك يكون من علامات وأعراض التسنين؛ حيث يعد التسنين مرحلة صعبة وحرجة في مراحل تطور ونمو الرضيع، ولذلك يمكن أن تلاحظي انتفاخ لثة الرضيع، وقد يحدث ذلك قبل أن يُكمل رضيعك الشهر الرابع، وبالتالي يجب أن تتوقعي أن يكون عصبياً وكثير البكاء، إضافة لظهور أعراض أخرى عليه ومنها كثرة إفراز اللعاب وشد الطفل لأذنه ووضع أصابعه في فمه.
توقعي عصبية طفلك خلال مرحلة التسنين عموماً، ويمكنك التقليل منها بمسح أصبعك النظيف والمعقم حول لثته وتدليكها بلطف، ويمكن أن تستخدمي اللهاية أو العضاضة بعد تبريدها، وحين يبدأ رضيعك في تناول الطعام الصلب، وبعد الشهر السادس ضعي بين أصابعه شرائح من الجزر المثلج؛ حيث يفيده كثيراً في تخفيف آلام التسنين، ويمكن أيضاً أن تضعي عوداً من البصل الأخضر؛ حيث يعد مسكناً طبيعياً فعالاً في تقليل ألم التسنين عند الطفل.
نقص المعادن مثل الكالسيوم والحديد
لاحظي أن نقص بعض الفيتامينات والمعادن في جسم الإنسان، يؤدي إلى أعراض صحية وعصبية ونفسية، ولذلك فمن الضروري أن تعرفي أن نقص الكالسيوم والحديد وهما عنصران أساسيان يجب أن يحصل عليهما الطفل بنسبة جيدة، وحدوث هذا النقص يؤدي إلى أعراض صحية خطيرة، من بينها قلة النوم والعصبية والتي قد لا تكتشفها الأم إلا متأخراً وبعد تجربة الكثير من الوصفات والنصائح لتقليل عصبية الطفل دون جدوى.
قدمي لطفلك المكملات الغذائية التي تحتوي على عنصري الكالسيوم والحديد، وذلك لكي لا يحدث لديه نقص فيهما، كما يجب أن تضيفي أصنافاً غذائية في مرحلة إدخال الطعام التكميلي للطفل بحيث تكون غنية بهذين العنصرين، ويفيد إدخال صفار البيض والجبن المنزوع الدسم بعد هرسهما كوجبتين للرضيع نظراً لمحتواهما العالي من الحديد والكالسيوم.
قلة النوم عند الطفل
اعلمي أن الإنسان الطبيعي قد يعاني من العصبية وسرعة التهيج، وأنه يكون سريع الغضب في حال تعرضه لقلة النوم لساعات طويلة، فعدم حصول الإنسان بشكل عام على ساعات نوم كافية يؤدي إلى تدهور في قواه الصحية والنفسية والعصبية، وينطبق ذلك على الطفل الرضيع، وفي حال عدم حصوله على ساعات نوم كافية فسيكون عصبياً بشكل واضح، وتبدو عليه سرعة التهيج بحيث يبكي بمجرد أن يقترب من أي شخص غير الأم.
ابحثي عن أسباب قلة النوم عند الأطفال وخاصة الرضع، ومنها إصابة الرضيع بالمغص وكثرة المحفزات حوله ووجود حشرات مثلاً في فراشه، ولذلك يمكنك تحميم الرضيع مساء وتغيير ملابسه والتخلص من الثنيات فيها، وكذلك تدليك بطنه بزيت زيتون دافئ، وذلك عكس عقارب الساعة وإرضاعه في مكان هادئ، والتأكد أنه يرضع حتى نهاية الرضعة؛ لكي يحصل على الحليب الخلفي، وهو الحليب الغني بالدهون، والذي يُشعره بالشبع، ويؤدي إلى نومه لساعات متواصلة.
كثرة الخروج بالطفل من البيت
رضيع في مقعد السيارة
اعلمي أن هناك بعض الأطفال الرضع الذين لا يحبون الخروج من البيت، ويفضلون عدم رؤية الأماكن المفتوحة، وكذلك عدم التعرف إلى الوجوه الغريبة، ولذلك فمن الطبيعي أن تلاحظي أن رضيعك وبمجرد الخروج به من البيت سوف يبدأ في البكاء، وأنت قد لا تعرفين السبب في ذلك، ولكنه يبكي لأنه لا يريد الخروج من البيت؛ خاصة لو كنت تخرجين به كل يوم أو ربما تخرجين به أكثر من مرة مثل الأمهات اللواتي يصطحبن أطفالهن للتسوق، وفي هذه الحالة يعاني الطفل من الزحام والصخب، فيبدو عصبياً ولا يتوقف عن البكاء إلا حين يعود إلى البيت.