تعد الولادة القيصرية هي الخيار الثاني بعد الولادة الطبيعية، ولكن تجربة الولادة القيصرية تعد من التجارب المؤلمة والمرهقة للمرأة، والتي يقوم بها الطبيب بعد أن يتم استنفاد كل المحاولات للولادة الطبيعية، أو ربما يلجأ إليها بسبب بعض العوامل الصحية المرتبطة بالأم أوالجنين، ولكن في النهاية فهناك امرأة تتألم ولديها في منطقة البطن شق عرضي وكذلك خياطة مؤلمة، كما أن هناك مخاوف من أعراض قد تحدث خلال أو بعد الولادة القيصرية.
تروج الكثير من المعتقدات حول احتياطات ما قبل الولادة القيصرية إضافة لما يجب على المرأة اتباعه من نصائح بعد الإفاقة من التخدير، ولذلك فقد التقت ” سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة حنان فتحي، حيث أشارت إلى ما هي العلاقة بين عملية الولادة القيصرية وشرب القهوة والحالات التي يجب أن تشربي فيها القهوة بعد الولادة القيصرية في الآتي:
ما العلاقة بين القهوة والتخدير أثناء عملية الولادة القيصرية؟
الاستعداد للولادة القيصرية
اعلمي أن القهوة بشكل عام تعتبر من المنبهات بسبب احتوائها على مادة الكافيين وتقوم وظيفتها على منع وصول الأدينوسين وهو ناقل عصبي، مما يقلل من شعور الإنسان بالنعاس، كما أنها تزيد من معدل إفراز بعض النواقل العصبية في الدماغ مثل ناقل الدوبامين؛ مما يزيد بالتالي من درجة اليقظة وقدرة الشخص على التركيز.
لاحظي على الرغم من أن القهوة تعد من المشروبات المنبهة ولكن على العكس من المعتقدات السائدة لدى بعض النساء، وهي أن شرب القهوة يبطل مفعول التخدير وأن المرأة الحامل قد تستيقظ وتشعر بالأم خلال عملية الولادة القيصرية بسبب زال مفعول المخدر أو بطء سريانه وذلك بسبب إدمانها السابق لشرب القهوة، فهذه مجرد معتقدات لا أساس لها من الصحة، وذلك لأن المخدر بوجه عام تختلف آلية عمله تماماً، حيث إن المستقبلات الخاصة بالمخدر في الدماغ تعرف باسم جاما وهي تختلف كلياً عن المستقبلات التي تستقبل الكافيين، وبالتالي فهي لا تتأثر أبداً بالمنبهات عموماً.
فوائد القهوة لتقليل صداع ما بعد الولادة القيصرية
فنجان من القهوة
لاحظي أنه من الطبيعي أن تصابي بالصداع بعد الولادة القيصرية، ولكن ذلك يحدث بنسبة أكبر في حال حصلت على تخدير نصفي وليس تخدير كلي خلال الولادة القيصرية، حيث إنه قد ازداد الطلب على خيار التخدير النصفي خلال الولادة القيصرية بسبب خوف النساء الحوامل من الولادة القيصرية عموماً، وفي هذه الحالة يمكن أن تصابي أيضاً بالصداع المصحوب بالدوار، أي الدوخة، وهو عرض طبيعي وغير مقلق، كما أن الأم النفساء بعد الولادة عموماً سوف تعاني من الأنيميا أي فقر الدم؛ ما يتسبب بالصداع أيضاً، وتعاني النفساء من الصداع والدوار مع محاولة الوقوف بسبب النوم المتواصل في السرير، ويجب أن تتحرك الأم من سريرها كل ساعتين على الأقل لكي تتخلص من أعراض الصداع والدوخة واللذين سوف يخفان تدريجياً.
اعلمي أن الطبيب سوف يصف لك شرب القهوة بعد إفاقتك من التخدير والسماح لك بشرب السوائل وذلك لتقليل صداع ما بعد التخدير النصفي، وبالتالي سوف تكتشفين فوائد القهوة في تقليل أعراض الصداع، ولكن يجب أن تشربي القهوة بعد أن تقومي بإرضاع المولود وليس قبل الرضاعة الطبيعية التي يجب أن تحرصي عليها، ويمكنك أيضاً أن تشربي الشاي المضاف له بعض أوراق النعناع الطازجة والتي تسهم كثيراً في تقليل أعراض الصداع.
نصائح عامة للتعافي السريع بعد الولادة القيصرية
الأم والمولود
اهتمي باتباع تعليمات الطبيب بعد الإفاقة من آثار التخدير، والتي تبدأ أولاً بضرورة أن تحاولي الحركة من سريرك، والمشي ولو لعدة خطوات، وكذلك محاولة التخلص من الريح، أي الغازات والانتفاخات المتراكمة في الأمعاء، ويفضل محاولة التغوط ولكن من دون حزق أو ضغط، فهاتان الخطوتان تعدان من أهم الخطوات أو النصائح التي لو اتبعتها الأم فهي تعني أن العمليات الحيوية في جسمها تعمل على ما يرام وليست لديها نواحٍ للقلق، ولذلك يطلب منك الطبيب بأن تنهضي من الفراش بمساعدة الأشخاص من حولك وتحاولي المشي في الغرفة؛ تجنباً لحدوث الجلطات في إحدى الساقين، فعموماً تعد الجلطات الوريدية بعد الولادة من الأخطار التي تهدد أي أم تلد عن طريق عملية الولادة القيصرية.
حاولي أن تنامي أكبر مدة متواصلة من الساعات؛ لأن الراحة والنوم المتواصلين يعنيان أن تتعافي من آثار الولادة القيصرية بشكل أسرع، واختاري وقت نوم المولود الصغير بعد أن تقومي بإرضاعه رضعة مشبعة وتغيير ملابسه، وتأكدي في هذه الحالة أنه سوف ينام لساعات لا تقل عن ثلاث ساعات، وفي هذه الحالة قومي باللجوء إلى النوم وهيئي المكان من حولك حتى لو كان الوقت نهاراً؛ ولأنك لن تستطيعي النوم في الوقت الذي يكون المولود فيه مستيقظاً من أجل رعايته ويجب أن تستمري على اتباع هذا النظام لمدة لا تقل عن خمسة أيام بعد الولادة حتى تعودي إلى ممارسة بعض الأنشطة المنزلية بالتدريج.
اهتمي بالحصول على التغذية السليمة والصحية المتوازنة، بحيث لا تتسبب في نمطها في زيادة وزنك، واهتمي أيضاً بتناول مجموعة خاصة من الفيتامينات والمعادن حسب وصفة الطبيب على شكل مكملات غذائية بعد أسبوع من الولادة تقريباً؛ لتعويض جسمك ما فقده من معادن وأملاح وفيتامينات، بسبب النزف الطبيعي خلال عملية الولادة، وما تلاها من مرحلة النفاس وتنظيف الرحم. كما ينصح الأطباء بتناول أقراص الحديد كمكمل غذائي لمدة شهرين متتاليين بعد الولادة.
احرصي على تناول المسكنات بشكل متواصل وحسب وصفة الطبيب؛ لكي لا تتركي فرصة لرجوع الآلام التي تعيق اهتمامك بصحتك ورعاية مولودك، كما عليك الاهتمام بتوفير كل مستلزمات المولود من ملابس وأدوات بالقرب منك لكي لا تضطري للحركة كثيراً والنزول من السرير، كما عليك أن تختاري جلسة وهيئة مريحة لكي ترضعي طفلك ولا تنسي خيار الرضاعة الطبيعية، بحيث تكون هذه الهيئة غير متعبة ومرهقة بالنسبة للمولود وبالنسبة لك، ولا تؤدي إلى الضغط على جرح الولادة بحيث لا تضطرين كل مدة قصيرة لتغيير طريقة جلوسك ومما يفاقم من الألم أيضاً.