مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتساءل العديد من الأمهات الجدد عن كيفية التوفيق بين الصيام ورعاية المولود الجديد، ولم أجد سوى تجربتي في رعاية مولودي، والتي مررت بها في رمضان السابق لأخبركم بها في هذا السياق؛ حيث كانت مليئة بالتحديات، وزاخرة أيضاً بالدروس المستفادة، والحلول التي أود مشاركتها معكن..
تحديات واجهت الأم هدى في رمضان
أم تقبل طفلها وتمده بالثقة والشعور بالآمان
في الأيام الأولى من شهر رمضان، واجهت تحديات متعددة؛ الصيام لساعات طويلة مع السهر الليلي لرعاية المولود، مما أدى إلى شعور مستمر بالإرهاق والتعب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تساؤلات حول كيفية الحفاظ على جودة وكمية حليب الرضاعة أثناء الصيام، خاصة مع زيادة احتياجات المولود الغذائية.
كانت هذه التحديات تتطلب توازنًا دقيقًا بين الالتزامات الدينية والاحتياجات اليومية للمولود، كما أن التغيرات في الروتين اليومي وزيادة الأنشطة الاجتماعية والدينية خلال الشهر الفضيل أضافت طبقة جديدة من التحديات التي تحتاج إلى إدارة فعالة.
التحديات لم تقتصر فقط على الجانب الجسدي، بل شملت أيضًا الجانب النفسي؛ فالشعور بالمسؤولية الكبيرة تجاه مولودي الجديد، مع الرغبة في الالتزام بالعبادات والأنشطة الدينية، كان يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلة تتعلق بتنظيم الوقت بين الرضاعة، وتغيير الحفاضات، والاهتمام بالنظافة الشخصية للمولود، مما يتطلب جهدًا كبيرًا وتخطيطًا دقيقًا.
كما أن التغيرات في نمط النوم والاستيقاظ المتكرر خلال الليل لرعاية المولود، كانت تؤثر على قدرتي على التركيز والقيام بالمهام اليومية بكفاءة.
إرشادات للمرأة الحامل في رمضان تابعيها ونفذيها
تفاصيل استعنت بها لتنظيم الوقت والمهام المنزلية
أم تطعم طفلها طعامًا مطحونًا
للتغلب على هذه التحديات، بدأت بتطبيق بعض الاستراتيجيات التي ساعدتني في تنظيم وقتي بشكل فعال، دعوني أحكي تفاصيلها:
قمت بإعداد جدول يومي: يتضمن فترات محددة للراحة، والعبادة، ورعاية المولود، هذا الجدول ساعدني في توزيع المهام بشكل متوازن، مما قلل من شعوري بالإرهاق والتوتر.
حرصت على تحضير وجبات طفلي أولًا: من مشروبات وخضار مطحون، ثم إعداد الإفطار والسحور مسبقًا، وتخزينها لتقليل الوقت والجهد المبذول في المطبخ، و اكتشفت أن تقسيم المهام إلى فترات قصيرة ومحددة يساعد في الحفاظ على التركيز والفعالية.
استفدت من فترات نوم المولود: للقيام بالمهام المنزلية والعبادة، مما ساعدني في تحقيق توازن بين الواجبات الدينية المحببة إلى قلبي، والاحتياجات اليومية التي لا أستطيع تركها؛ فأنا زوجة ومسؤولة.
خصصت وقتًا للراحة والاسترخاء: مما ساعدني في تجديد الطاقة والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، واستخدمت تقنيات إدارة الوقت مثل تحديد الأولويات.
استخدمت قوائم المهام اليومية: لضمان إنجاز الأعمال الأكثر أهمية أولاً، كما قمت بتقسيم الأعمال المنزلية بين أفراد الأسرة- زوجي وأمي التي تعيش- لتخفيف العبء عليّ، مما ساعدني في توفير وقت إضافي لرعاية المولود والاهتمام بالعبادة.
استعنت بالأدوات المنزلية الحديثة: مثل الأجهزة الكهربائية؛ لتسهيل الأعمال المنزلية وتقليل الوقت المستغرق في إنجازها.
أهمية الدعم الأسري والمجتمعي
زوج يدعم زوجته في الأعمال المنزلية
لا يمكنني التغاضي عن دور الدعم الأسري خلال هذه الفترة، كان لزوجي وعائلتي دور كبير في تقديم المساعدة، سواء من خلال رعاية المولود لبعض الوقت، أو المساهمة في الأعمال المنزلية.
هذا الدعم لم يكن فقط عمليًا، بل كان له أثره النفسي الإيجابي؛ حيث شعرت بأنني لست وحدي في هذه الرحلة، هذا الدعم كان له دور كبير في تخفيف الضغط والتوتر، مما ساعدني في التركيز على رعاية المولود والعبادة.
كما أن الدعم العاطفي والمعنوي من الأصدقاء والجيران كان له تأثير كبير في تعزيز الشعور بالانتماء والتضامن ، فكثرت الهدايا ما بين صينية حلوى بسيطة أو مجموعة متنوعة من المعجنات تصلح مع الإفطار أو السحور.
الدعم الأسري لم يقتصر فقط على تقديم المساعدة العملية، بل شمل أيضًا تقديم النصائح والمشورة بناءً على تجاربهم الشخصية.
هذا النوع من الدعم ساعدني في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالاطمئنان، كما أن الدعم المجتمعي من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والدينية ساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية والشعور بالانتماء إلى المجتمع؛ حيث تم تنظيم لقاءات دورية مع الأمهات الجدد لتبادل الخبرات والنصائح.
وهذا ساعد في بناء شبكة دعم قوية ومساندة، بجانب أني استفدت من مراكز الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، التي تقوم بتقديم الدعم اللازم للأمهات الجدد خلال شهر رمضان.
تجربتي في التغذية والرعاية الذاتية كأم مرضعة
أدركت أهمية التغذية السليمة: للحفاظ على الطاقة وجودة حليب الرضاعة، من الناحية الصحية.
حرصت على تناول وجبات متوازنة: في السحور والإفطار، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات.
عملت على شرب كميات كافية: من الماء بين الإفطار والسحور؛ لتعويض السوائل المفقودة .
دائمًا ما كنت أستمع إلى جسدي: فإذا شعرت بإرهاق شديد، كنت أفطر وأعوض ذلك في وقت لاحق بناءً على الرخص الشرعية المتاحة.
اهتممت بتفاصيل الوجبة التي أتناولها: من حيث نوعية الأطعمة وتضمين بعض المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب؛ لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
تجارب وقصص نجاح لأمهات صديقات في رمضان
أم تقوم بإرضاع مولودها
ولازالت الأم هدى تواصل سرد تجربتها الممتعة والمفيدة معًا فتقول: ومن خلال تواصلي مع أمهات أخريات، استمعت إلى تجارب ملهمة؛ إحدى الصديقات شاركتني تجربتها في تقسيم الليل إلى فترات نوم قصيرة، تتناسب مع مواعيد رضاعة طفلها، مما ساعدها على الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
أخرى تحدثت عن أهمية ممارسة التمارين الخفيفة بعد الإفطار؛ لتحسين المزاج وزيادة الطاقة، هذه القصص أكدت لي أن التحديات المشتركة و تبادل الخبرات يساهم في إيجاد حلول مبتكرة.
تبادل التجارب والقصص كان له دور كبير في تعزيز الثقة والاطمئنان، كما أن مشاركة النصائح العملية والتجارب الشخصية ساعدت في بناء شبكة دعم قوية بين الأمهات من خلال مراكز الأسرة، أو عبر النت.
تجارب الأمهات لم تقتصر على الجانب العملي فقط، بل شملت أيضًا الجانب العاطفي والنفسي، إحدى الأمهات تحدثت عن تجربتها في التعامل مع القلق والتوتر من خلال ممارسة التأمل واليوغا، مما ساعدها على الاسترخاء وتحسين حالتها النفسية.
هذه القصص أكدت لي أن التحديات مشتركة، وأن تبادل الخبرات و التجارب والقصص كان له دور كبير في تعزيز الثقة والاطمئنان، كما أن مشاركة النصائح العملية والتجارب الشخصية ساعدت كثيرًا.
4 نصائح عملية للأمهات الجدد في رمضان
ترطيب الجسم بشرب الماء والعصير
الاستماع إلى الجسد: إذا شعرتِ بإرهاق شديد، فلا تترددي في الإفطار والاستفادة من الرخص الشرعية.
التخطيط المسبق: تحضير الوجبات مسبقًا وتنظيم جدول يومي، يساعد في تقليل الضغط والتوتر.
طلب الدعم: لا تترددي في طلب المساعدة من العائلة أو الأصدقاء، فالدعم النفسي والعملي ضروري خلال هذه الفترة.
الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب والوقاية من الجفاف.
التغذية المتوازنة: تناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية لدعم صحتك وصحة مولودك.