الصيام يأتي بالأساس كفرض ديني، غير أن الأطباء أثبتوا أن للصيام فوائد صحية أخرى، من بينها تأثير الصيام على بكتيريا الأمعاء والحد من مشكلات الهضم.
يُعتبر ميكروبيوم الأمعاء، الذي يتألف من تريليونات الكائنات الحية الدقيقة، عنصراً أساسياً في الحفاظ على صحة الإنسان. يلعب هذا النظام البيئي الداخلي دوراً أساسياً في عمليات الهضم، وتنظيم عمل الجهاز المناعي. وحسب دراسات عديدة، فإن الصيام يؤثر إيجاباً على وظيفة بكتيريا الأمعاء، وقد يؤدي إلى تحقيق توازن بكتيريا المعدة، مما ينعكس على الصحة العامة.
تأثير الصيام على بكتيريا الأمعاء
يُظهر البحث العلمي أن الصيام يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على بكتيريا الأمعاء، مما يُعزز صحة الجهاز الهضمي ويدعم جهاز المناعة. في ما يلي أبرز فوائد الصيام لبكتيريا الأمعاء:
زيادة البكتيريا النافعة
أظهرت دراسة في مجلة “PLOS Pathogens” أن الصيام لعدد ساعات متصلة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات إيجابية في تحقيق توازن بكتيريا الأمعاء. في هذه الدراسة، تم حرمان الفئران من الطعام لمدة 48 ساعة، مما ساهم في تقليل تأثير بكتيريا “السالمونيلا” المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء. وأشار الباحثون إلى أن الصيام يُحدِث تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة في عدد البكتيريا النافعة وتقليل عدد الضارّة منها.
تقليل فرص التسمم الغذائي
وفقاً للدراسة السابقة، فإن الصيام يساعد أيضاً في الحد من تنامي بكتيريا العطيفة، وهي من أكثر مسببات التسمم الغذائي، مَن ثم فقد يقي الصيام من الإصابة بالتسمم.
تقليل الالتهابات
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أجراها Salk Institute أن الصيام يؤثر على الدماغ بطريقة تساعد على منع انتشار البكتيريا المعوية في مجرى الدم. هذا الدور يعزز التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي، مما يقوي الحاجز المعوي ضد الميكروبات ويمنع الالتهابات غير الضرورية.
تحسين البيئة المعوية
أثناء الصيام، تشهد الأمعاء بعض التغييرات بسبب عدم توافر العناصر الغذائية لبعض الوقت، مما يؤدي إلى تقليل نمو بعض البكتيريا الضارّة وتعزيز نمو البكتيريا النافعة التي تستطيع التكيف مع هذه الظروف.
تحسين الوظائف الهضمية
يُحفز الصيام الوظائف الهضمية، لأنه يساعد في تجديد الخلايا المبطنة للأمعاء، مما يعزز صحة الأمعاء ويمنع تسرب البكتيريا إلى مجرى الدم، وهذا ينعكس على وظيفة الهضم.
تقوية المناعة
يُسهم الصيام في تقليل الالتهابات من خلال تقليل إنتاج السيتوكينات المحفزة للالتهاب، مما يساعد في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي وتجنب الاستجابات المفرطة التي قد تضر بالأنسجة.
قد تهمك قراءة هذا الموضوع أعراض التسمم الغذائي عند الكبار والطرق العلاجية بالتفصيل
نصائح للصيام الصحي
للاستفادة القصوى من فوائد الصيام على بكتيريا الأمعاء، يُنصح باتباع ما يلي:
الترطيب
خلال ساعات الصيام يجب شرب كمية كافية من الماء والأطعمة الغنية بالماء لتجنّب الجفاف والذي قد يكون سبباً مباشراً للعديد من المشكلات الصحية.
اختيار الأطعمة بذكاء
ركزي على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروبيوتيك خلال فترات الإفطار لدعم نمو البكتيريا النافعة، فهذه الأطعمة تضاعف الفوائد السابق ذكرها.
الاستماع لجسمك
إذا شعرتِ بأي أعراض أثناء الصيام، فهذا يعني أن النظام الغذائي الذي تتبعينه غير مناسب، لا سيما إن كنتِ تعانين من أحد الأمراض المزمنة، وفي هذه الحالة يجب إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي خلال ساعات الإفطار.
يجب مراعاة أن تأثيرات الصيام قد تختلف من شخص لآخر بناء على عوامل متعددة، مثل العمر، والنوع، والحالة الصحية العامة. لذا، يُفضل استشارة طبيب إذا كنتِ تعانين من حالات طبية مزمنة أو تتناولين أدوية بانتظام قبل البدء في الصيام.
نصائح إضافية لصيام آمن
هناك فوائد عديد للصيام، فالأمر لا يقتصر على صحة الجهاز الهضمي فحسب، بينما التالي فوائد أخرى مدعومة علمياً:
تحسين صحة القلب
تُشير دراسات طبية إلى أن الصيام يمكن أن يُسهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. حيث لوحظ أن الصيام قد يؤدي إلى خفض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يُقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تحسين الصحة النفسية
من الناحية النفسية، يساعد الصيام في تعزيز الصحة العقلية لأنه يُحسَّن من المزاج ويُعزز من القدرات العقلية، مثل التركيز والذاكرة.
تحسين وظائف الدماغ
الصيام عن الطعام لفترات محددة يُحفز إنتاج بروتينات معينة في الدماغ والتي بدورها تُعزز من صحة الخلايا العصبية وتُحسن من وظائف الدماغ.
تقليل التوتر والقلق
الفوائد السابقة تنعكس على التوتر والقلق أيضاً، فوفقاً لدراسات سابقة، يمكن أن يُسهم الصيام في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يُعزز من الشعور بالراحة النفسية والاستقرار العاطفي.