فترة الحمل من أهم المراحل في حياة المرأة؛ حيث يمر جسمها بتغيرات كبيرة تتطلب عناية ورعاية مستمرة، والتغذية السليمة من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الحامل وصحة الجنين، بجانب النوم الكافي وممارسة الرياضة المناسبة.
وهناك عنصر غالبًا ما يُستهان به رغم أهميته القصوى في هذه الفترة وهو الماء، والذي يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في الحفاظ على صحة جسم الحامل ووظائفه الحيوية. فما هي خطورة قلة شرب الماء خلال الحمل؟ وكيف يؤثر الجفاف على صحة الحامل والجنين؟
أهمية الماء للحامل
شرب الماء ضرورة لترطيب الجسم
الماء هو أساس الحياة، ويشكل نسبة كبيرة من جسم الإنسان، حيث يتراوح محتوى الماء في الجسم بين 55% و60% من إجمالي الوزن، وتتغير احتياجات الجسم من الماء بشكل كبير أثناء الحمل؛ حيث يتطلب الحمل كمية أكبر من السوائل لدعم العمليات البيولوجية التي تحدث في الجسم.
يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا للحفاظ على حجم الدم الطبيعي، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وتسهيل عملية الهضم، والحفاظ على حركة الأمعاء الطبيعية، كما أن الماء يساعد في نقل المغذيات إلى الجنين، ويساهم في التخلص من الفضلات والنفايات الناتجة عن الحمل بشكل أسهل وأسرع.
التأثيرات السلبية لقلة شرب الماء على الحامل
قلة شرب الماء تُعرض الحامل لمشكلات صحية
عندما تعاني الحامل من قلة شرب الماء، فإنها قد تواجه العديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على حياتها وحياة الجنين مثل:
الجفاف:
الجفاف هو الحالة الأكثر وضوحًا نتيجة قلة شرب الماء، ومن أبرز المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها الحامل بسبب نقص السوائل في الجسم، ومن أعراضه: العطش الشديد، وجفاف الفم، والدوخة، والتعب المستمر، ومشاكل في التركيز، كما يتسبب الجفاف إلى تقليل حجم السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، مما قد يؤثر على تطور الجنين.
زيادة خطر الإصابة بالإمساك:
أثناء الحمل تصبح حركة الأمعاء أقل كفاءة بسبب التغيرات الهرمونية، مما يزيد من احتمال الإصابة بالإمساك، والمعروف علميًا أن الماء يساعد في الحفاظ على حركة الأمعاء بشكل طبيعي، وفي حالة نقص السوائل، قد يصبح الإمساك أكثر حدة، وهذا يؤدي إلى مشاكل إضافية مثل: الانتفاخ، وآلام البطن، وعدم الراحة العامة.
مشاكل الكلى والمسالك البولية:
يؤدي نقص الماء إلى زيادة تركيز البول، مما يزيد من خطر تكوّن حصوات الكلى، أو الإصابة بالتهابات المسالك البولية. الحمل يزيد من حساسية المسالك البولية، وإذا لم يتم شرب الماء بشكل كافٍ، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى التهابات قد تتطلب علاجًا مكثفًا.
انخفاض ضغط الدم:
يتسبب نقص السوائل في الجسم في انخفاض حجم الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
قد يسبب انخفاض ضغط الدم الدوار للحامل، والشعور بالتعب، وقد يؤثر بشكل كبير على قدرتها على أداء الأنشطة اليومية.
في الحالات المتقدمة، قد يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى مضاعفات مثل الإغماء أو فقدان الوعي.
الماء يعد عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الدورة الدموية السليمة؛ عندما يقل في الجسم، تتأثر قدرة الدم على الوصول إلى جميع الأنسجة والأعضاء بشكل صحيح، كما يؤدي هذا إلى انخفاض قدرة الأكسجين والمواد المغذية على الوصول إلى الجنين، مما يؤثر على تطوره الصحي.
خطورة قلة شرب الماء على صحة الجنين
اهمية الماء والغذاء الصحي للحامل
الجفاف أثناء الحمل لا يؤثر فقط على صحة الأم، بل يمتد تأثيره ليشمل الجنين، إليك بعض التأثيرات التي قد تحدث بسبب نقص السوائل في جسم الحامل:
انخفاض السائل الأمنيوسي:
السائل الأمنيوسي هو السائل الذي يحيط بالجنين في الرحم، ويوفر له الحماية والعناصر الغذائية الضرورية للنمو. عندما لا تتناول الحامل كمية كافية من الماء، قد ينخفض مستوى السائل الأمنيوسي، مما يعرض الجنين لمخاطر أكبر مثل التشوهات الجسدية، وقلة الحركة، وصعوبة التنفس بعد الولادة. في بعض الحالات، قد يؤدي هذا الانخفاض إلى الحاجة للتدخل الطبي المبكر.
الولادة المبكرة:
أثبتت الدراسات أن قلة شرب الماء قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الولادة المبكرة. نقص السوائل يمكن أن يؤدي إلى حدوث انقباضات في الرحم، ما قد يسبب الولادة المبكرة. كما أن الجفاف قد يؤثر على المشيمة، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل في نمو الجنين.
هل تودين الاطلاع على: أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الولادة المبكرة ؟
انخفاض وزن الجنين عند الولادة:
يشير نقص الماء في الجسم إلى انخفاض قدرة الدم على توصيل الأوكسجين والمغذيات إلى الجنين، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض وزن الجنين عند الولادة. الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية في المستقبل مثل ضعف جهاز المناعة، وصعوبة في التنفس، ومشاكل في النمو.
مشاكل في التطور العصبي للجنين:
يؤثر الجفاف أيضًا على تطور الجنين العصبي. المياه ضرورية لنمو دماغ الجنين بشكل سليم. في حالة الجفاف، قد تتأثر عملية التطور العصبي، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل في النمو العقلي والجسدي للطفل في المستقبل.
كيف يمكن للحامل تجنب قلة شرب الماء؟
الماء والعصائر الصحية ضرورة للحامل
تجنب قلة شرب الماء ليس أمرًا صعبًا، لكنه يتطلب وعيًا واهتمامًا مستمرين، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الحامل في الحفاظ على توازن السوائل في جسمها:
تحديد كمية الماء اليومية: من المهم أن تتبع الحامل نظامًا يوميًا لشرب الماء. يُنصح بأن تتناول الحامل من 8 إلى 12 كوبًا من الماء يوميًا، ولكن هذا يعتمد على مستوى نشاطها وحالة الطقس. يمكن استخدام تطبيقات الهاتف المحمول لتذكير الحامل بشرب الماء بانتظام.
شرب الماء بين الوجبات: من الأفضل أن تشرب الحامل الماء بين الوجبات بدلاً من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة، لأن ذلك قد يسبب الشعور بالامتلاء ويقلل من تناول الطعام. كما يساعد شرب الماء بين الوجبات على تحسين عملية الهضم.
مراقبة لون البول: لون البول يعد مؤشرًا جيدًا لمعرفة مستوى الترطيب في الجسم. يجب أن يكون البول شفافًا أو أصفر فاتحًا. إذا كان البول داكنًا، فهذا يشير إلى الجفاف ويجب على الحامل شرب المزيد من الماء.
تضمين السوائل الأخرى في النظام الغذائي: يمكن للحامل زيادة كمية السوائل من خلال تناول العصائر الطبيعية، والشوربات، والفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار والبطيخ والبرتقال. ولكن يجب أن تكون الأولوية دائمًا للماء، لأنه الخيار الأكثر فعالية لترطيب الجسم.
تجنب المشروبات المدرة للبول: يجب على الحامل تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات الغازية؛ لأنها تعمل على زيادة إخراج الماء من الجسم، مما يزيد من خطر الجفاف، من الأفضل استبدال هذه المشروبات بالماء أو العصائر الطبيعية.