يتميز الورم الأرومي الدبقي بأنه أكثر أنواع سرطان الدماغ فتكاً؛ بسبب طبيعته الشرسة، وخصائصه المقاومة للعلاج، وهو الشكل الأكثر شيوعاً من سرطان الدماغ الأولي.
وفي جديد الطب، دراسة تكشف عن نتائج نهج علاجي مبتكَر، يُمكن أن يحسِّن إجمالي فترة البقاء على قيد الحياة مع الحفاظ على جودة الحياة، لدى المرضى من كبار السن الذين تمَّ تشخيص حالتهم حديثاً بالورم الأرومي الدبقي.
ما هو الورم الأرومي الدبقي؟
تعرّف John Hopkins Medicine الأورام الدبقية (Gliomas) بأنها تلك التي تنشأ في الخلايا الدبقية في الدماغ، وتمثل نحو 33 بالمئة من مجمل أورام الدماغ. يُطلَق على الأورام الدبقية: أورام الدماغ داخلية المحور؛ لأنها تنمو داخل مادة الدماغ، وغالباً ما تمتزج بأنسجة الدماغ الطبيعية.
نهج علاجي جديد للأورام الدبقية في الدماغ
تولى د. سوجاي فورا، الاختصاصي في علاج الأورام بالإشعاع في مايو كلينك، قيادة فريق من الباحثين لدراسة استخدام العلاج قصير الأجل بحزمة البروتونات ذات التجزئة المصغرة، والذي يشتمل على تقنيات التصوير المتقدمة مع المرضى الذين تَزيد أعمارهم على الـ65 عاماً، والذين جرى تشخيصهم حديثاً بالورم الأرومي الدبقي الخبيث من الدرجة الرابعة، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO).
وقد “أظهرت النتائج أن 56% من المشاركين ظلوا على قيد الحياة بعد 12 شهراً، وكان متوسط إجمالي البقاء على قيد الحياة 13.1 شهراً. وهذه النتائج واعدة مقارنةً بدراسات سابقة من المرحلة الثالثة على مجموعة من المرضى الأكبر سناً؛ حيث كان متوسط إجمالي البقاء على قيد الحياة بين 6- 9 أشهر فقط. وفي بعض الحالات، عاش المرضى المصابون بأورام ذات خصائص جينية مواتية لفترة أطول؛ حيث كان متوسط إجمالي البقاء على قيد الحياة 22 شهراً. ونحن متحمسون للغاية بشأن هذه النتائج”. وَفق الدكتور سوجاي فورا.
وقد نُشرت نتائج دراسة مايو كلينك من المرحلة الثانية، أحادية المجموعة، في دورية The Lancet Oncology.
قد تهمك مطالعة هذا الموضوع 6 إنذارات تنبىء بوجود ورم دماغي
اسئصال الورم الأرومي مسألة معقدة
يتميز الورم الأرومي الدبقي بأنه من أكثر أنواع السرطان صعوبةً في العلاج؛ لأنه يجتاح أنسجة الدماغ السليمة بمخالب تشبه الشعر؛ مما يجعل عملية الاستئصال الجراحي معقدة.
يجب على الجراحين الموازنة بعناية بين استئصال أكبر قدر ممكن من الورم، مع تجنُّب إتلاف المناطق الحساسة في الدماغ، المسؤولة عن الوظائف الأساسية مثل الحركة والنطق.
فضلاً على ذلك؛ فإن التركيبة الخلوية للورم وقدرته على الهروب من العلاجات، تَزيد من صعوبة الجهود العلاجية.
ربما تودين قراءة الأورام الخبيثة.. جديد علاج السرطان بالأشعة وفق طبيب جراح
العلاج الإشعاعي لعلاج الورم الأرومي الدبقي
الصداع المستمر قد يكون علامة على ورم سرطاني في الدماغ
يتم استخدام العلاج الإشعاعي القياسي بشكل شائع لعلاج الورم الأرومي الدبقي، ويمكن أن يكون فعالاً، إلا أن أحد أوجه القصور في هذا العلاج، هو أنه يعرّض أنسجة الدماغ السليمة للإشعاع؛ مما قد يسبب أضراراً جانبية غير مقصودة.
وفي دراسة مايو كلينك، استخدم الباحثون أحد أكثر أشكال العلاج الإشعاعي تقدُّماً وابتكاراً، والذي يُسمى العلاج بحزمة البروتونات. يعمل هذا الشكل المتطور وغير الجراحي من العلاج الإشعاعي، على تدمير الخلايا السرطانية بدقة مستهدَفة، مع تقليل الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
رسم باحثو مايو كلينك خريطة للمنطقة المستهدَفة في دماغ المريض، من خلال الجمع بين تقنيات التصوير المتقدمة، بما في ذلك أشعة 18F-DOPA PET، والتصوير بالرنين المغناطيسي المعزز بصبغة التباين.
يقول الدكتور فورا: “لقد سمح لنا الجمع بين تقنيات التصوير المتقدمة، بتحديد المناطق الأكثر نشاطاً أو شراسة من الناحية الأيضية في الورم الأرومي الدبقي”.
وقد اكتمل العلاج خلال أسبوع إلى أسبوعين؛ بدلاً عن الأسابيع الثلاثة إلى الستة مع العلاج المعتاد.
“سمحت لنا تقنيات التصوير الحديثة، إلى جانب العلاج بحزمة البروتونات، بأن يكون الإشعاع مركّزاً بدرجة أكبر؛ بحيث نحمي نسيج الدماغ السليم المحيط بالورم من آثار الإشعاع. لقد لاحظنا أن المرضى يتحملون العلاجات بشكل جيد، ويعيشون لفترة أطول مما توقعنا”. يؤكد قائد الدراسة البحثية.
ما هي أعراض الإصابة بالورم الأرومي الدبقي؟
يُمكن للأورام الأرومية الدبقية أن تَحدث للأشخاص من كافة الأعمار، لكنها أكثر شيوعاً لدى البالغين.
قد لا تتسبب بعض الأورام الدبقية (Gliomas) بأيّة أعراض؛ وفقاً لـ John Hopkins Medicine، لكنها عندما تضغط على الدماغ أو الحبل الشوكي، تَظهر أعراض مثل:
الصداع.
نوبات.
تغيّرات في الشخصية.
ضعف في الذراعين أو الوجه أو الساقين، والإحساس بالخدر.
مشاكل في الكلام.
الغثيان والقيء.