فقر الدم، أو الأنيميا، من المشاكل الصحية الشائعة التي تصيب الملايين حول العالم، خاصة النساء والأطفال. هذه الحالة تنتج عن انخفاض نسبة الهيموجلوبين في الدم، مما يؤدي إلى ضعف نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
وعلاج فقر الدم يعتمد على عدة استراتيجيات من أهمها تغيير النظام الغذائي ودعم الصحة بأطعمة غنية بالحديد، وفي هذا الصدد
كيف يتم تشخيص فقر الدم؟
تقول السيدة فاطمة بداية: “بدأت رحلتي مع اكتشاف فقر الدم، عندما تكرر شعور التعب والدوار وصعوبة التركيز، إضافة إلى شحوب البشرة وبرودة الأطراف”. وتضيف: “زرت الطبيب الذي أوصى بإجراء فحوصات للدم. كشفت النتائج عن انخفاض مستوى الهيموجلوبين والحديد في جسمي، وشخّص الطبيب حالتي بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وفق ما قاله لي”. ومن هنا بدأت رحلة العلاج وتقول: “نصحني الطبيب بضرورة تحسين نظامي الغذائي وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد”.
أهمية الحديد للجسم
أطعمة غنية بالحديد
الحديد هو معدن غذائي أساسي تعود أهميته إلى كونه يساهم في إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن نقص الحديد يعد السبب الأساسي لفقر الدم في العالم.
يوجد نوعان من الحديد في الغذاء:
الحديد الهيمي الموجود في المصادر الحيوانية.
الحديد غير الهيمي الموجود في المصادر النباتية.
الحديد الهيمي يمتصه الجسم بشكل أفضل، لكن يمكن تعزيز امتصاص الحديد غير الهيمي من خلال الجمع بينه وبين مصادر غنية بفيتامين سي C.
تحسين النظام الغذائي
وفقًا لتجربة فاطمة فإنها اتبعت نظامًا غذائيًا متوازنًا يشمل الأطعمة الغنية بالحديد. في ما يلي أهم الأطعمة التي أدرجتها في نظامها ونصحت بها:
الكبدة
الكبدة تعد من أغنى المصادر الحيوانية بالحديد الهيمي. لذلك بدأت فاطمة في تناول كبدة الدجاج وكذلك كبدة الأبقار مرة إلى مرتين في الأسبوع، لأنها توفر كمية كبيرة من الحديد مع فوائد غذائية أخرى كفيتامين بي12 B12.
اللحوم الحمراء
اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر، تحتوي على نسبة عالية من الحديد الهيمي. ومن هنا اعتمدت عليها فاطمة رغم أنها لم تكن من قبل تميل إلى أكل اللحوم الحمراء، لكنها قالت أيضاً: “كنت أتناولها مشوية أو مطهية بشكل صحي مرة إلى مرتين في الأسبوع. كما بدأت التنويع في وصفات تحضير اللحوم الحمراء حتى أضمن استمرارية تناولها”.
الخضروات الورقية
السبانخ والخضروات الورقية بشكل عام مصدر نباتي غني بالحديد غير الهيمي. تقول عنها فاطمة: “كنت أضيفها إلى السلطات والعصائر الخضراء لتعزيز امتصاص الحديد عند دمجها مع مصادر غنية بفيتامين C مثل الليمون”.
البقوليات
البقوليات مثل العدس والفاصوليا والحمص كانت جزءًا أساسيًا من نظامي الغذائي، هكذا تقول صاحبة تجربتنا، وتضيف “فنجان واحد من العدس يحتوي على 6.6 ملغرامات من الحديد، وهي كمية كبيرة تُسهم في رفع مستوى الحديد”.
المكسرات والبذور
اللوز، الكاجو، بذور القرع وبذور السمسم كانت خيارات خفيفة ومغذية. هذه الأطعمة ليست غنية فقط بالحديد، بل تحتوي أيضًا على الزنك والمغنيسيوم. حسب توصيات Academy of Nutrition and Dietetics.
البيض
البيض مصدر غذائي غني بالبروتين والحديد. لذلك كانت تتناوله فاطمة كوجبة فطور يومياً لتحسين معدلات كلٍ من البروتين والحديد.
الفواكه المجففة
تعد الفواكه المجففة مثل الزبيب والمشمش المجفف، من الوجبات الخفيفة طيبة المذاق، وفي الوقت نفسه هي مصادر غنية بالحديد والألياف، وفقاً لما جاء في Iron Disorders Institute.
نصيحة هامة حول الأطعمة الغنية بالحديد
أثناء تناول الأطعمة الغنية بالحديد، كانت تحرص فاطمة على تجنّب المشروبات التي تعيق امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة، خاصة بعد الوجبات. وتقول: “بدلاً منها، كنت أشرب عصير البرتقال الطبيعي الغني بفيتامين C لتحسين امتصاص الحديد من قبل جسمي”.
هل الأطعمة الغنية بالحديد تعالج فقر الدم؟
بحسب تجربة فاطمة فهي تقول “بعد ثلاثة أشهر من الالتزام بالنظام الغذائي الجديد، أجريت فحصاً للدم آخر وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في مستويات الهيموجلوبين والحديد”. وتضيف “لم أعد أشعر بالتعب أو الدوار كما كنت في السابق، وبدأت بشرتي تستعيد حيويتها”.
غير أنها أكدت أيضاً أنه ورغم أن الأطعمة الغنية بالحديد كانت أساس العلاج، إنما أوصى الطبيب في البداية باستخدام مكملات الحديد لفترة قصيرة لتعويض النقص الحاد. كانت الجرعة تحت إشراف طبي دقيق لتجنّب الآثار الجانبية مثل اضطرابات المعدة.
التغذية المتوازنة تلعب دورًا محوريًا في صحة الجسم. والاعتماد على مصادر طبيعية للحديد لا يساعد فقط في علاج فقر الدم، بل يعزز الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.