المريء هو أنبوب مجوف طويل يصل الحلق بالمعدة. ويساعد المريء على نقل الطعام الذي يتم تناوله من نهاية الحلق إلى المعدة لهضمه. وسرطان المريء هو مجموعة الخلايا الشاذة التي تبدأ النمو في المريء، وتحديداً في الخلايا المبطنة للمريء من الداخل على طول المريء.
هذا النوع من السرطان هو أكثر شيوعاً لدى الرجال، بسبب التدخين وعوامل أخرى. ولعل أبرز الأعراض التي تشي بالإصابة هي صعوبة في البلع ونقص وزن الجسم من دون سبب مبرر والألم.
تغير خلايا المريء تُنبىء بسرطان المريء
تعتبر التغييرات في خلايا المريء السابقة للسرطان، وهي داء يُطلق عليه “مريء باريت”، أبرز عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء.
ينتُج داء باريت عن حالة الارتجاع المعدي المريئي، الذي يحدث عند تكرار ارتداد حمض المعدة إلى المريء، ما يؤدي إلى تحسس بطانته.
لذلك يوصي الأطباء الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر متعددة للإصابة بداء مريء باريت بإجراء فحص الكشف المبكر. ولكن رغم توفر أدوات الفحص طفيفة التوغل، تظل معدلات فحص داء مريء باريت منخفضة.
فحص جديد لسرطان المريء يعتمد على الذكاء الاصطناعي
الكشف المبكر عن السرطان ضروري لإنقاذ الحياة
ووفقاً لمصادر “مايو كلينك”، فقد عمل الدكتور براساد آير، طبيب الجهاز الهضمي في مايو كلينك والباحث في فينيكس، ولاية أريزونا، مع فريقه على تطوير أداة باستخدام الذكاء الاصطناعي وقاموا باختبارها للتنبؤ بخطر التعرّض لداء مريء باريت وسرطان المريء استناداً إلى بيانات من قاعدة بيانات ضخمة مستخرجة من السجلات الصحية الإلكترونية. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة طب الجهاز الهضمي السريري والتحويلي في عام 2023.
استخدم الدكتور براساد وفريق بحثه نموذج ذكاء اصطناعي تم تطويره بالاستناد إلى السجلات الصحية الإلكترونية غير محددة الهوية لمرضى من مايو كلينك بلغ عددهم 6 ملايين مريض لإنشاء أداة تنبؤ بالمخاطر يمكنها رصد خطر الإصابة بداء مريء باريت وسرطان المريء قبل عام على الأقل من التشخيص.
ويمكن دمج الأداة التنبؤية بالسجل الصحي الإلكتروني وتنبيه الطبيب، عند اللزوم، للنظر في فحص مريض بشأن خطر التعرض لداء مريء باريت.
وقد قام الباحثون بتحديد ثلاث مجموعات، بالاستناد إلى الملاحظات السريرية والتنظيرية والمخبرية وملاحظات علم الأمراض المتضمنة في السجلات الصحية الإلكترونية،
شملت 8476 مصاباً بداء مريء باريت، و1539 مصاباً بسرطان المريء و252276 شخصاً في المجموعة الضابطة. ثم استخدموا هذه المجموعات لتطوير نماذج تنبؤية لأداة التنبؤ بالمخاطر.
وبينّت نتائج الدراسة أن النماذج التنبؤية للأداة تتمتع بمستوى عالٍ من الدقة، فقد:
تنبأت بداء مريء باريت بنسبة حساسية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها سلبية)، ونسبة نوعية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها إيجابية)، ومنطقة واقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل بلغت 0.84. والمنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل هي مقياس يستخدم لقياس جودة التنبؤات التي ينتجها نموذج الذكاء الاصطناعي. وتتراوح من 0 إلى 1، حيث يمثل 1 أعلى جودة.
تنبأت بسرطان المريء بنسبة حساسية بلغت 84%، ونسبة نوعية بلغت 70%، وبلغت المنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل 0.84.
حددت الأداة كذلك عوامل الخطر المعروفة لداء مريء باريت وسرطان المريء، بالإضافة إلى عوامل الخطر الجديدة التي يجب مراعاتها، بما في ذلك مرض الشريان التاجي ومستويات الدهون الثلاثية ومستويات الكهارل.
ويقول قائد الدراسة الدكتور براساد: “يمكن دمج هذه الأداة في السجل الصحي الإلكتروني بالاقتران مع أداة فحص طفيفة التوغل (غير تنظيرية) واستخدامها من قبل الأطباء في الرعاية الأولية”.
ربما تهمك قراءة تجربتي مع العسل والماء الدافئ على الريق زادت من طاقتي وحسّنت عمل الجهاز الهضمي
نسبة الشفاء من سرطان المريء
معدل بقاء المصابين بسرطان المريء على قيد الحياة يرتبط بوقت اكتشافه، بحسب الدكتور أحمد الخطيب – أستاذ مساعد جراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة واستشاري جراحة الأورام والمناظير- كدكتور خبير في مجال جراحة أورام المريء، ووفق ما جاء في موقعه الإلكتروني الخاص.
يبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات نحو 20%، إلا أن هذا الرقم قد يرتفع كثيراً ليصل إلى 47% في حال التشخيص والعلاج المبكرين.
وتشمل طرق علاج سرطان المريء الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الموجّه. أما خطة العلاج فتعتمد على مرحلة السرطان وموقعه في المريء والأعراض التي يعاني منها المريض:
أورام الجزء الأوسط من المريء: يتم علاجها في الغالب بمزيج من العلاجين الكيميائي والإشعاعي. وقد تتم ملاحظة استجابة جيدة للعلاج، مما يزيد من فرص نجاح الجراحة سواء تمت بالطريقة التقليدية أو بالمنظار. وقد يختفي الورم نهائياً لدى بعض المرضى، بعد العلاج.
أورام الجزء السفلي من المريء: يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي لتحسين نتائج الجراحة التي تتضمن استئصال الجزء المصاب من المريء وأجزاء من المعدة مع إعادة توصيل المريء بالمعدة أو الأمعاء الدقيقة.
أورام الجزء العلوي من المريء: تُعالج هذه الأورام عادة بالعلاجين الكيميائي والإشعاعي، وقلما تحتاج إلى جراحة.
سرطان المريء: خاتمة
تبقى طرق الكشف المبكر هي الأهم، خصوصاً الأكثر حداثة منها، للوقاية وعلاج أي خلل في خلايا المريء قبل تحولها إلى سرطانية.
وفي حال الإصابة بسرطان المريء، والحاجة إلى جراحة، فيجب التوجه إلى طبيب مختص في جراحة الأورام وله خبرة واسعة في هذا العمل الطبي، من أجل ضمان استئصال الورم بشكل كامل مع حواف أمان كافية وتفريغ الغدد الليمفاوية المحيطة لضمان عدم عودة الورم وتحقيق شفاء المريض.
علماً أن نسبة الشفاء من سرطان المريء والبقاء على قيد الحياة التي تمّ ذكرها آنفاً، هي تقديرات إحصائية مبنية على دراسات أُجريت على مجموعات كبيرة من المرضى، وتشير إلى توقعات عامة، لكن تبقى استجابة كل مريض للعلاج هي الأهم.