الوخز في الجسم هو شعور غير مريح يتميز بإحساس يشبه التنميل أو الحرقان في مناطق مختلفة من الجسم. على الرغم من أن هذا الإحساس قد يكون ناتجاً عن أسباب عضوية بحتة مثل التهاب الأعصاب أو مشاكل في الدورة الدموية، إلا أن هناك عوامل نفسية قد تلعب دوراً كبيراً في حدوثه واستمراره. وهذا الموضوع يستعرض الأسباب المحتملة للوخز في الجسم، ويشرح كيف يمكن أن يكون للاضطرابات النفسية تأثير كبير على الإحساس الجسدي، كما توضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية في العلاج الإيحائي وفي العلاج بخط الزمن
الأسباب العضوية للوخز في الجسم
التهاب الأعصاب المحيطية: يُعدّ التهاب الأعصاب من الأسباب الرئيسية للوخز في الأطراف مثل اليدين والقدمين، والذي يمكن أن يُنتج عن حالات مرضية مثل السكري أو نقص فيتامين B12.
الضغط على الأعصاب: قد ينجم الوخز عن الضغط على الأعصاب كما هو الحال في متلازمة النفق الرسغي، حيث يُضغط على العصب المتوسط في المعصم، مما يسبب الوخز والتنميل في اليدين.
مشاكل الدورة الدموية: قد يحدث الوخز بسبب ضعف تدفق الدم إلى الأطراف، ويمكن أن يترافق مع حالات مثل ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين.
الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة، مثل الفشل الكلوي، قد تسبب تراكم السموم في الدم وتؤثر على الأعصاب، مما يؤدي إلى الإحساس بالوخز.
الأسباب النفسية للوخز في الجسم
هناك عوامل نفسية عديدة تؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل الوخز. يُعرف هذا النوع من الأعراض الجسدية بالنفس- جسدية، أي أن السبب الأساسي لها نفسي وليس عضوياً، ولكنها تُشعر الفرد بتجربة جسدية حقيقية.
القلق والتوتر: يُعتبر القلق أحد أكثر الأسباب النفسية شيوعاً للوخز. فعندما يكون الشخص متوتراً، قد يحدث تسارع في ضربات القلب وتوتر في العضلات، مما قد يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى بعض المناطق، ما يسبب الإحساس بالوخز.
الاكتئاب: الاكتئاب قد يكون له تأثير جسدي على الجسم، حيث يُلاحظ أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يعانون من ضعف الدورة الدموية أو تغيرات في الإحساس الجسدي، ما يؤدي إلى الوخز.
اضطرابات الهلع: قد يتسبب الهلع في زيادة إفراز هرمونات الإجهاد في الجسم، ما يؤثر على وظيفة الأعصاب ويؤدي إلى الوخز أو الشعور بتنميل في الجسم.
اضطراب التحويل: هو اضطراب نفسي حيث يتحول الضغط النفسي إلى أعراض جسدية حقيقية، مثل الوخز أو الشلل الجزئي أو العمى المؤقت. ويظهر هذا الاضطراب في حالات تعرّض الشخص لضغوط نفسية شديدة.
اضطرابات ما بعد الصدمة: قد يعاني الأشخاص الذين تعرّضوا لصدمات نفسية شديدة من أعراض جسدية مثل الوخز، خاصة عندما يستعيدون لحظات الصدمة نفسياً.
من المفيد التعرّف إلى الخوف من التقدم في السن أو رهاب الشيخوخة وفق علم النفس.
كيفية تشخيص الوخز في الجسم الناتج عن أسباب نفسية
من المهم عند الشعور بالوخز بشكل متكرر أو مستمر التوجّه إلى الطبيب
من المهم عند الشعور بالوخز بشكل متكرر أو مستمر التوجّه إلى الطبيب لإجراء فحوص طبية للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية.
إذا تمّ استبعاد الأسباب الجسدية، يمكن أن تتم إحالة المريض إلى اختصاصي نفسي، حيث يقوم بتقييم حالته النفسية ومعرفة ما إذا كان يُعاني من اضطراب نفسي يؤدي إلى هذه الأعراض.
إستراتيجيات للتعامل مع الوخز الناتج عن الأسباب النفسية
التقنيات الاسترخائية: يُنصح باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق للتخفيف من التوتر والقلق، مما قد يُساعد في تقليل الوخز المرتبط بالتوتر.
العلاج السلوكي المعرفي: يُعدّ العلاج السلوكي المعرفي أحد العلاجات الفعّالة للتعامل مع القلق والاضطرابات النفسية التي قد تُؤدي إلى الوخز، حيث يُساعد في تعديل الأفكار السلبية وتحسين طرق التعامل مع القلق.
التخلص من العادات السيئة: الابتعاد عن الكافيين والتدخين والمواد الأخرى التي تزيد من التوتر، يمكن أن يقلل من الأعراض النفسية والجسدية المرتبطة بها.
ممارسة الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تُساهم في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر والقلق، مما يُقلل من احتمال الشعور بالوخز.
الاستشارة النفسية: يمكن أن تكون الاستشارة النفسية وسيلةً فعّالةً للتعامل مع الاضطرابات النفسية التي قد تسبب الأعراض الجسدية مثل الوخز، حيث يتمكن الشخص من التعبير عن مخاوفه وضغوطه وتعلم إستراتيجيات للتكيف.
خاتمة
إن الوخز في الجسم قد يكون نتيجةً لمجموعة من الأسباب العضوية والنفسية. من المهم عدم إهمال هذا الإحساس، خاصة إذا كان متكرراً أو يؤثر على جودة الحياة. في الحالات التي يتم فيها استبعاد الأسباب العضوية، يجب التفكير في الأسباب النفسية، حيث إن الصحة النفسية تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية. الاستشارة الطبية والنفسية تُعتبر من أفضل السبل لتشخيص ومعالجة هذه الأعراض، حيث تُساعد الفرد على فهم مصدر هذه الأحاسيس والتعامل معها بشكل صحيح لتحقيق الراحة والسلامة النفسية والجسدية.