مع بداية الحمل والفرحة بالخبر السعيد تبدأ المرأة الحامل التي تخوض تجربة الحمل للمرة الأولى في الاستماع لبعض الخرافات والأقاويل من النساء المحيطات بها واللواتي خضن تجربة الحمل قبلها وربما لمرات عديدة؛ ولذلك فهي تُصاب بالقلق والخوف والتوتر، وتبدأ في التفكير منذ بداية الحمل بما سيحدث معها في أثناء الولادة والآلام التي سوف تصيبها خاصة حين تصر هؤلاء النسوة اللواتي خضن تجربة الحمل قبلها على أن الولادة الأولى ترتبط دائماً بشق العجان والخياطة الجراحية وما يتبعها من آلام ومضاعفات.
يجب على الحامل للمرة الأولى أن تستقي معلوماتها من طبيبها الخاص، وعليها عدم الانصياع للمعتقدات الخاطئة التي تؤثر في نفسيتها مثل ارتباط شق العجان بالولادة الأولى؛ أي البكرية، ولذلك فقد التقت في حديث خاص بها، استشارية النساء والولادة الدكتورة ريم عبد الواحد؛ حيث أشارت إلى تصحيح معلومة خاطئة، وهي هل يرتبط ضرورة شق العجان بالولادة الأولى كما يُشاع، ونصائح لتجنب شق الولادة وتسهيل الولادة الطبيعية مثل ممارسة الرياضة، في الآتي.
ما المقصود بشق العجان؟
آلام الولادة
اعلمي أن الجنين حين تبدأ مرحلة الطلق النشط يكون قد أصبح في قناة أو مجرى الولادة، ولم يعد أمامه سوى عدة سنتيمترات لكي يصبح خارج رحم الأم، ولكن في بعض الأحيان قد تطول فترة بقاء الجنين في قناة الولادة، وتُصاب الأم بالإجهاد، وقد يتوقف الطلق مثلاً، أو أن هناك عوامل أخرى تضطر الطبيب إلى استخدام المشرط الجراحي وتوسيع منطقة العجان، وهي المنطقة الضيقة التي سوف تسمح بخروج الجنين، وهي تشبه الفوهة، وفي حال توسيعها ومرور الجنين منها يعود الطبيب لخياطة هذه المنطقة بالخيوط الطبية، وتحتاج الأم للتعافي منها مثلها مثل أي جرح عميق وليس سطحياً على الجلد، وذلك لبضعة أسابيع لا تزيد على أربعة أسابيع، مع التوصية باستخدام المطهرات والغسولات الموضعية المتوافرة بكثرة، وأيضاً استخدام مسكن للألم ومضاد حيوي يصفهما الطبيب، ويتم تناولهما من خلال الفم ولعدة أيام لا تتجاوز خمسة أيام.
العوامل التي تؤدي إلى شق العجان أثناء الولادة الطبيعية
عدم ممارسة الرياضة
اهتمي بممارسة الرياضة الخاصة بالشهر التاسع من الحمل، وتوقعي أن يلجأ الطبيب إلى شق العجان بسبب عدم وجود مرونة في منطقة عضلات الحوض، وبالتالي فتمارين الحوض هامة خلال الحمل والتي يجب أن تمارسها الحامل خلال الشهر الأخير من الحمل، ومن أهم التمارين ما يعرف بـ” تمارين كيجل” والتي تعمل على دعم العضلات وتعزيز قوتها في كل المنطقة المحيطة استعداداً للدفع بسبب الطلق والتقلصات الرحمية.
الدفع المبكر أثناء الطلق
حاولي الحصول على نصائح قبل الدخول في الطلق من طبيبك، وذلك حول بداية حدوث التقلصات الرحمية ونهايتها حيث إنه يجب عليك مع بدء الشعور بتقلص الرحم الدفع بكل قوتك إلى الأسفل، وذلك بتخيل نفسك أنك تقومين بعملية التغوط لكي تساعدي في دفع المولود، أما في حال قيامك بالدفع قبل وصول الطلق فأنت بذلك تجهدين نفسك إضافة إلى أنك تتسببين في حدوث الجرح دون أن يقوم الطبيب بذلك، وسوف يكون ذلك مؤلماً وقاسياً بالنسبة لك، وسوف يؤدي إلى أن يضطر الطبيب للتعامل مع الجرح بالخياطة وتحتاجين لفترة تعافٍ بعد الولادة.
وزن الجنين
الجنين في الرحم
الجنين في رحم الأم
توقعي أن يلجأ الطبيب إلى شق منطقة العجان في حال كان وزن جنينك أكبر من الوزن الطبيعي أو المتوقع، وحيث يتراوح وزن الجنين في الشهر التاسع ما بين 3 إلى 4 كيلو جرامات، وربما أقل قليلاً، ولكن هناك أجنة تتميز بالحجم الزائد بسبب طبيعة حجم الوالدين إضافة لإسراف الأم في الطعام في شهرها الأخير بدعوى أنها تريد أن تكون قوية عند الولادة؛ مما يؤدي لزيادة وزن الجنين بشكل كبير وغير طبيعي، فيضطر الطبيب لاستخدام جهاز الشفط فيشفط رأس الجنين، ويرافقه حدوث تمزق في منطقة العجان، أو يلجأ إلى إجراء شق الولادة دون شفط.
هيئة الحامل خلال الولادة
اهتمي بأن تتخذي هيئة مناسبة أثناء الولادة الطبيعية لتسهيل خروج الجنين من قناة الولادة؛ لأن من الهيئات والأشكال غير المناسبة للولادة هي الشكل الذي تتخذه معظم النساء، وهو النوم على الظهر فيما يمكن تجربة هيئة الركوع والوقوف مع فتح الساقين والمباعدة بينهما في تسهيل الولادة، ومرور الجنين مع التنفس بطريقة مناسبة، وكذلك الموازنة مع بدء التقلصات والدفع للأسفل لكي لا تصابي بالإجهاد والتعب دون جدوى.
نصائح هامة لتسهيل الولادة الطبيعية
نصائح لتسهيل الولادة
طبيبة تقدم بعض النصائح للحامل لتسهيل ولادتها
اهتمي بممارسة التمارين الرياضية، ويفضل أن تكون رياضة المشي وهي أفضل أشكال وأنواع الرياضات إضافة لممارسة رياضات مثل التأمل والاسترخاء متمثلة في تمارين اليوغا، فيجب أن تهتمي بمعرفة أهمية الاسترخاء والتأمل لصحة الحامل والجنين الجسدية والنفسية، حيث إن الحالة العاطفية والنفسية للمرأة الحامل تلعب دوراً كبيراً في تسهيل الولادة الطبيعية، وبدون حدوث مضاعفات وتعمل الرياضة المناسبة على توسع وارتخاء عنق الرحم بشكل مناسب؛ مما يؤدي لنزول رأس جنينك بمعدل الطلق والانقباضات الرحمية نفسها، وبالتالي عدم اضطرار الطبيب إلى اللجوء لاستخدام جهاز شفط رأس الجنين، وإجراء شق جراحي يحتاج لعناية سابقاً.
اهتمي بتدليك المنطقة ببعض الزيوت وترطيبها باستخدام زيت اللوز أو زيت جوز الهند، وذلك للمساعدة في عدم اللجوء إلى شق المنطقة بمشرط الطبيب، وذلك لأن التدليك يساعد على سهولة مرور الجنين من قناة الولادة إلى خارج الرحم.
تعودي على ممارسة تمارين القرفصاء وكذلك الإكثار من القيام بأعمال منزلية بحيث تكون مرتبطة بانحناء النصف السفلي أي الجذع مثل قيامك بخطوة مسح الأرضيات في البيت، وكذلك صعود الدرج والسلالم عوضاً عن المصعد الكهربائي؛ لكي تسهمي في عملية نزول رأس الجنين إلى الأسفل وتسهيل عملية الولادة الطبيعية.
توقفي عن الحركات المفاجئة وكذلك الوقوف بسرعة وبشكل مفاجئ؛ لكي لا تصابي بالصداع والدوخة وخاصة في شهر الحمل الأخير، واهتمي كذلك بشرب الماء وكذلك السوائل المرطبة؛ مثل الأعشاب والعصائر الطبيعية، وترطيب جسمك باستمرار يساعد على منع إصابتك بالجفاف مع الاهتمام بالتغذية اليومية الصحية والمتوازنة، وحاولي تجهيز مستلزمات المولود تحسباً لأن تحدث ولادة طارئة وذلك لكي تشعري بالفرح والترقب بدلاً من الخوف والقلق.
نصائح لسرعة شفاء جرح الولادة الطبيعية
اعلمي أن جرح الولادة أي شق العجان قد يكون في المنطقة الخارجية فقط، وقد يكون داخلياً أيضاً حسب الهيئة التي يكون فيها الجنين أثناء وجوده في مجرى الولادة، وفي كلتا الحالتين فهذا الجرح يلتئم خلال أربعة أسابيع، ويجب عليك عدم القلق من استمرار الألم طيلة هذه المدة.
اهتمي باستخدام طريقة التنظيف من الأمام للخلف بعد قضاء الحاجة، وليس العكس لكي لا يزداد الألم، ولا تتعرض المنطقة للتلوث والالتهابات، ويمكن استخدام المغاطس المعقمة بعد غسل المكان بالماء الدافئ فقط، ويمكن أن تستخدمي المغاطس التي يضاف لها معقم الديتول؛ لكي لا يتلوث الجرح وذلك عدة مرات يومياً مع التجفيف الجيد بطريقة التربيت.
قللي من الجلوس لأن هذه الطريقة بعد الولادة لإرضاع المولود مثلاً أي الجلوس على المقعدة تكون مؤلمة، ومن الممكن أن تقومي بإرضاع مولودك وأنت مستلقية على جانبك وتتركي الصغير على السرير أو أن تستلقي أيضاً جانباً، وتساعدك أي مرافقة أو المربية مثلاً في إرضاع مولودك، ويمكن أن تستخدمي وسادة على شكل حدوة حصان لكي تقللي من الضغط على المنطقة أثناء جلوسك.
توقفي عن الاستماع لأي نصائح من أجل إسراع التئام الخياطة مثل استخدام مغطس المحلول الملحي، وكذلك استخدام زيت الزيتون أو استخدام الكحل العربي؛ لأن هذه الوصفات تعمل على زيادة التهاب وتلوث المنطقة، وتسبب الكثير من المضاعفات، ويمكنك متابعة تمارين كيجل بعد الولادة؛ لأنها تسرع من شفاء الجرح عن طريق تقوية عضلات الحوض بشكل عام.