إن الأفكار الخيالية السعيدة والتمنيات التي تسمى أحلام اليقظة عند الأطفال العاديين، إلا أن المقصود بهذه المشكلة هو انغماس الطفل بالأحلام في وقت غير مناسب مع فقدان القدرة على التركيز. وأكثر أحلام اليقظة شيوعاً أن يحلم الأطفال بأنهم أبطال أو فائزون، أو أنهم من مشاهير العالم. وكثيراً ما يؤدي التلفاز والكتب المصورة والأفلام إلى تضخيم هذا الميل عند الأطفال، حيث يحلم كثير من الأطفال أحلام اليقظة بعد مشاهدتهم أفلام الأبطال العظام. وغالباً ما يحلمون ليلاً بأنهم أنفسهم يملكون قوة خارقة، وتستمر أحلام اليقظة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، التي غالبًا ما تعكس خيالات وأحلام الطفولة رغبات الطفل نفسه، وفيما يلي بعض الموضوعات الأكثر شيوعًا، في أحلام/ تخيلات الطفولة، كما يؤكدها الاختصاصيون النفسيون.
أهم 3 تخيلات
يتخيل العديد من الأطفال أنهم يمتلكون قوى خارقة
تتشعب تخيلات الأطفال بصورة قد تكون مضحكة، لكن أغلبها يدور حول هذه الأمور:
الأبطال الخارقين : يتخيل العديد من الأطفال أنهم يمتلكون قوى خارقة، مثل الطيران، أو الاختفاء، أو القوة الخارقة، وغالبًا ما يكون ذلك مستوحى من الكتب المصورة والأفلام.
المغامرة : غالبًا ما يحلم الأطفال بالانطلاق في مغامرات مثيرة، مثل استكشاف الأراضي المجهولة، أو اكتشاف الكنوز المخفية، أو الذهاب في مهام مثل القراصنة أو المستكشفين.
الحيوانات : يتمنى بعض الأطفال أن يتمكنوا من التحدث إلى الحيوانات أو حتى التحول إلى حيوانات. غالبًا ما يتضمن هذا الخيال رعاية الحيوانات البرية أو تكوين صداقات معها.
وحسب رأي علم النفس، أن العديد من الأطفال يتخيلون أنهم أذكى من أقرانهم الآخرين، مع أنهم لا يعرفون سوى أفكارهم الخاصة، معتقدين أن لا أحد يمتلك هذه الأفكار مثلهم، لذلك يؤمنون بأنهم الأكثر ذكاء، ومعظم الأطفال، الذين هم في سن صغيرة جداً، يحلمون بالشهرة والثروة في عالم الموسيقى الشعبية أو في وظائف مثيرة، وبالنسبة لأطفال العائلات المهووسة بالرياضة، فإن لقاء لاعبهم المفضل يأتي في مرتبة عالية من أولوياتهم.
وبعيدًا عن ذلك، فإن أحلام وطموحات الصغار تختلف على نطاق واسع وفقًا لتجاربهم الفردية المحدودة. فالآباء الذين يستطيعون منحهم في وقت مبكر من حياتهم حب السفر واللغات والحياة البرية والريف والمزارع وغيرها من الأشياء التي يحبونها، تدور أحلامهم حول أشياء شاهدوها أصلاً في الحياة الواقعية.
يحيلنا الأطباء إلى أفضل ما نشره الكاتب يونج المسمى أحلام الأطفال، حيث يتناول الكتاب العديد من أحلام الأطفال ويتم تفسيرها، يمكنك العثور على هذا الكتاب على الإنترنت. كما يمكنك أيضًا قراءة المراجعات والحصول على تعليق موجز على محتوياته.
قصص من تخيلات الأطفال
الملياردير الوسيم
في طفولتي، ربما منذ أن كان عمري 8 سنوات أو نحو ذلك، كنت أتخيل حياة ما. وفي كل ليلة عندما أخلد إلى النوم، كنت أستكمل أحداث الحلقة السابقة، أي خيال الأيام السابقة. وكان خيالي متأثرًا تمامًا بالرسوم المتحركة التي أشاهدها. لذا فإن حياتي الحلمية ستكون على النحو التالي.
سائق الشاحنة
في طفولتي كنت أحلم كثيراً أن أصبح سائق شاحنة. كنت أحب الشاحنات الكبيرة والشاحنات نصف المقطورة لأنها كانت تسيطر على الطريق في تلك الأيام، وكنت أحب القيادة بسرعة دائمًا، ربما لأن والدي كان يصطدم بتيار شاحنة نصف مقطورة سريعة الحركة وكنا ننزلق معها. ولكن عندما بدأت التنقل بمفردي، كان العديد من سائقي الشاحنات يوصلونني على الطريق، وكانوا يريدون دائمًا التحدث، حتى لو كان حديثاً فارغاً، فقط ليبقوا مستيقظين، فتوقفت عن حب هذا الخيال بعد أن مكثت في عدد قليل من سائقي شاحنات النقل، ولمست صعوبة حياتهم.
القوى العقلية
كنت أتصور دائمًا أنه في يوم من الأيام سيأتي شخص ما إلى المدرسة المتوسطة أو الثانوية ويأخذني إلى مكان آخر حيث يمكنني تعلم استخدام “قواي العقلية”. حتى يومنا هذا لا أستطيع أن أخبرك بالضبط ما هي “القوى العقلية”، فقط كنت متأكدًا دائمًا من أنني أمتلكها. كنت أعلم أن الأمر له علاقة بحقيقة أنني كان لدي الكثير من الأفكار، وفكرت في أشياء معقدة لم أسمع أقراني يتحدثون عنها، وكنت جيدًا في الاستدلال الاستنتاجي، وقرأت الكثير من الكتب، وكنت أتوقع باستمرار نوعًا من المغامرة في حياتي، حتى كبرت وأصبحت أتوجه إلى علم الطقس، وصرت أجيد التوقعات التي تصيب في أغلب المرات، معتمداً على الاستدلال الاستنتاجي.
المتحدث الشهير
في بعض الأحيان، أتخيل أيضًا أنني سأقوم بإلقاء خطابات أمام جماهير كبيرة – فأنا أحب التحدث أمام الجمهور، وخاصة حول المواضيع التي تحمل وصمة العار مثل الأمراض النفسية عند الأطفال، وهو شيء أحب أن أفعله في مرحلة ما من حياتي.
وعندما بلغت سن المراهقة، لم أستطع أن أتوقف عن حلم أنني متحدث مشهور أمام الجمهور، فمرة أحلم أنني رئيس وزراء يكلم شعبه، ومرة أحلم أنني مدرب يخلص الناس من مشاكلهم النفسية، عبر خطاباته التي لا تنتهي، ومرة أتخيل نفسي طبيباً يحذر الناس من وباء قادم، ثم يعلن الدواء الذي يقضي عليه، ومن كل هذه الأحلام، لم أستطع أن أحقق ولا أي نسبة مئوية منها، ولا زلت فاشلاً أخاف الظهور والرفض من الناس، ولم أقف يوماً على مسرح لألقي أي خطاب لكنني لا زلت أحلم.
هاري بوتر
أحلم أنني أصنع العجائب بهذا السحر العجيب
ذات يوم، بينما كنت في الصف الثاني، عمري 6 سنوات أدرس في المدرسة، فدخلت بومة من النافذة إلى صفي، حيث انقلب الفصل الدراسي إلى ضجيج، وكان التلاميذ يركضون هنا وهناك، يضحكون ويبكون، بينما كانت البومة المسكينة تركض، ثم تطير داخل الفصل، حتى طردوها، كانت بومة لطيفة حقًا، وفيما كانت عيناي مثبتتين على البومة. وفي ذلك الوقت أيضًا كنت أقرأ هاري بوتر، تخيلت أنني في سن الالتحاق بمدرسة هوجوورتس للسحر والشعوذة، وقد أتت بومة طوال الطريق لتمنحني خطاب القبول. هكذا تبدأ كل الأمور مع نشأة السحر والشعوذة، وأنا الآن في سن الثالثة عشرة، ولم أنته من حلم أنني أصنع العجائب بهذا السحر العجيب الذي أمتلك قدراته.
رغبات وليست أحلام
في الواقع، لم نطلق عليها الأحلام بالمعنى الأكاديمي. كنا نعرف أفضل من ذلك. عندما كنا أطفالاً، كانت لدينا آمال الأطفال ورغباتهم. لكن الأحلام كانت للأرستقراطيين، و”الأشقياء”. كنا فقراء للغاية، لكننا لم نكن نعرف أننا فقراء. كنا نعيش حياة جيدة أو أفضل من أي شخص عرفناه من قبل. وكان لدينا الحب. قيم الأسرة الأساسية. أشياء لا يمكن شراؤها بالمال. لذلك شعرنا بالبركة. كنا أشخاصًا أقوياء، جديرين بالثقة، يتمتعون بشجاعة وصدق اكتسبناها بشق الأنفس، في مكان حيث كان الناس سعداء للغاية.
طرق لدعم طفلك حتى يتمكن من تحقيق أحلامه
لا تُثقلي جدول طفلك بالمهامّ، فالأطفال يحتاجون إلى وقت الفراغ
هناك العديد من الآباء والأمهات يعطون الأولوية لدعم الأطفال لتحقيق أحلامهم وبلوغ أهدافهم، حتى ولو كنّا نجهل طريقة فعل ذلك بالتحديد. ونريد أن نقول للآباء والأمّهات الذين يبحثون عن طرقٍ لتوجيه أطفالهم إلى اكتشاف مواهبهم، من دون أن يُشعروهم بالضغط: أنتم على الطريق الصحيح، كذلك، نودّ أن نشارككم في بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكم على اكتشاف مواهب صغاركم، من خلال أحلامهم:
تجنّبي الأحكام المسبقة، ولا تفاجئي ابنك بانتقادات مسبقة، قبل أن تشهدي النتائج.
علمي ابنك الطبخ إذا كان يرغب بذلك، ولا تمنعي ابنتك من شغفها في السيارات، فهذا طبيعي جداً، لذلك تجنّبي الحكم على الأنشطة التي يستمتعون بها، واطمسي ذلك الخط الفاصل بين “أنشطة الأولاد والبنات”، إذ يحق لكلّ شخصٍ أن يطوّر مهاراته في المجال الذي يجعله سعيداً.
امنحي طفلك الحرية، وانظري إلى ما يلفت انتباهه ويدفعه للابتسام؛ وسيسهل ذلك عليه تحديد ما يفضّل فعله أكثر إذا سمحت له بالاستكشاف؛ وستتمكّنين أيضاً من بناء رابطٍ أفضل معه حين تُظهرين اهتمامك بما يحبّ فعله.
لا تقلّلي من قدراته، حيث يمكن تحديد اهتمامات الطفل التي ستتراوح من الفنيّة إلى العمليّة في سنٍ مبكرة. ستُصبح هذه الأذواق جزءاً من شخصيته حين يكبر، وربّما تكون بمثابة الجسر الذي سينقله إلى مستقبلٍ شديد الإبداع؛ ولهذا من الضروريّ ألا تنتقدي أو تحطّي من قدر المواهب التي قد تبدو بلا وظيفةٍ عمليّة من وجهة نظر البالغين.
امنحي صغيرك بعض الوقت إذا لم يكن قد اكتشف ما يحبّ فعله بعدُ، أو لا يحلم بوظيفةٍ معيّنة؛ ولا تتوقّفي عن التفاعل معه أثناء رحلته للعثور على شغفه. أضيفي مختلف الألعاب والأنشطة إلى روتينه اليوميّ، لأنّها ستؤدّي دوراً رئيسيّاً في تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لمساعدته مستقبلاً.
لا تُثقلي جدول طفلك بالمهامّ، فالأطفال يحتاجون إلى وقت الفراغ؛ لهذا ليس من المفضّل أن نغمر الأطفال بالأنشطة لمجرّد قناعتنا بأنّ زيادة الأشياء التي يفعلونها ستزيد نجاحهم، إذ يُمكن أن يؤثر الأمر على الأطفال عاطفيّاً حين نُحمّلهم الكثير من المسؤوليّات المدرسيّة. وتذكّري أنّه من الطبيعيّ تماماً أن يحصل الطفل على أوقاتٍ للراحة.
اسمحي له بتجربة أشياء مختلفة، فربما يسأم الأطفال ممارسة نشاطٍ واحد، ويرغبون في استكشاف أنشطةٍ أخرى، كما البالغين الذين يملّون تكرار الفعل نفسه مرّاتٍ ومرّات. يعتبر هذا الأمر جزءاً طبيعيّاً من عمليّة النمو، ويُمكنك أن تدعمي الطفل بالمشاركة النّشطة ومساعدته في العثور على الأندية والألعاب والمساحات التي تقدّم أنشطةً تثير اهتمامه.