تهتم كل أم حديثة العهد بالأمومة بمولودها الجديد، وتقوم بالعناية بنظافته وتغيير ملابسه، وتحرص على استحمامه باستمرار، وتراعي أن يكون ذلك بشكل يومي في فصل الصيف مثلاً، وثلاث مرات أسبوعيا في فصل الشتاء؛ وذلك لأن الاستحمام يساعد على حصول المولود على نوم متواصل، ويهدئ من نوبات المغص والانتفاخات والغازات التي تصيبه في الشهور الأولى من عمره.
تقع بعض الأمهات بخطأ فادح أثناء العناية بالطفل والحرص على استحمامه وتنظيف جسمه، وهذا الخطأ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة زينب عبد الواحد، حيث أشارت إلى الخطأ الذي ترتكبه بعض الأمهات ويتسبب في اصابة المولود بالتهاب الجلد البكتيري، وطرق الوقاية منه، ونصائح للعناية ببشرة المولود في الآتي:
ما هو الخطأ الذي تقع به الأم أثناء العناية بجلد المولود؟
حمام المولود
لاحظي أنك تقعين في خطأ فادح بعد أن تنتهي من عملية الاستحمام للمولود، وذلك بأن لا تقومي بتجفيف مناطق ثنيات الجلد عند المولود، مما يؤدي لتراكم الأوساخ فيها، وكذلك تراكم بقايا الماء والصابون مما يعرض هذه المناطق للتسلخات والالتهابات التي قد تصبح خطيرة في حال إهمال علاجها.
تعرفي على مناطق ثنيات الجلد في جسم المولود الصغير، وهي ما بين أصابع يديه وقدميه، وخلف الأذنين، وبين فخذيه، وكذلك حول الرقبة وتحت الابطين، وهذه المناطق تعد مناطق ضيقة ويصعب الوصول إليها خلال تنظيف جلد الطفل، سواء خلال الاستحمام أو خلال التنظيف اليومي لجلد الطفل، ولذلك تتعرض هذه المناطق لأن تكون بيئة خصبة ومناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا، ولذلك فهذه البيئة هي من أسباب احمرار رقبة الطفل وكيفية التعامل معها يكون بالتواصل مع الطبيب لوصف العلاج المناسب، وهي من المناطق المظلمة أي لا تتعرض للتهوية.
اهتمي بتجفيف الليف الذي استخدمته في تنظيف جلد طفلك، ففي كل مرة وبعد الانتهاء من الاستحمام قومي بتنظيف الليف أو قطعة الإسفنج جيداً من بقايا الصابون، ثم قومي بتعريضها لأشعة الشمس وتجفيفها جيداً؛ لأن بقاء الليف رطباً وإعادة استخدامه للمرة الثانية في تنظيف جلد المولود يعني أن تعيدي الميكروبات والبكتيريا إلى جلده مرة ثانية، وكل الأوساخ التي تكونين قد أزلتها في المرة السابقة سوف تعود للتراكم فوق جلده، ومن انواع البكتيريا الضارة ما يعرف بالمكورات العنقودية.
تعريف الالتهاب الجلدي البكتيري
يعرف الالتهاب الجلدي البكتيري بأنه حالة من الإصابة بأنواع من البكتيريا التي تتجاوز سطح الجلد العلوي، بحيث تنفذ إلى مسامات الجلد الداخلية، ثم قد يصل إلى العقد الليمفاوية ثم إلى مجرى الدم مما يهدد حياة الإنسان، ويكون سبب وصوله إلى هذه المضاعفات الخطيرة هو إهمال علاج أعراضه الأولية، وعدم الوقاية من وصول الالتهابات البكتيرية إلى أماكن عميقة من الجلد، وغالباً ما يكون ذلك بسبب إهمال التنظيف أولاً وكذلك إهمال التجفيف، هذان العاملان المهمان هما أهم العوامل التي تقي الإنسان صغيراً أو كبيراً من الإصابة بالالتهابات البكتيرية الجلدية والتي تنقسم إلى أنواع منها القوباء والتهاب النسيج الخلوي في الجلد، وكذلك الحمرة والجمرة وأيضاً الوذح، وتترواح شدتها بين البسيطة والخطرة.
علاج التهابات الجلدية البكتيرية عند الأطفال
قومي بعرض طفلك على الطبيب في حال ظهور أعراض الالتهابات على الجلد، وقد تتنوع تلك الأعراض حسب نوع الإصابة فمثلاً الإصابة بالوذح يؤدي لظهور بثور وردية على الجلد، وتكون مغطاة بقشور مجعدة وردية، ويتحول لونها إلى اللون البني لاحقاً وتبدأ في التقشر، وهي تظهر في أماكن الاحتكاك والتي لا يتم العناية بنظافتها، مثل بين أصابع القدمين والفخذين والإبطين، وتسبب الإصابة بالحرقة الخفيفة وبكاء الطفل باستمرار، وعند الأطفال الأكبر سناً يقوم الأطفال بالهرش، ويعانون من الحكة المستمرة.
احرصي على أن يحصل طفلك على رعاية طبية كاملة في حال إصابته بأعراض جلدية في منطقة ثنيات الجلد؛ لكي لا تصل إلى الدم وتهدد حياته، ولذلك فعند ظهور تلك الأعراض في ثنيات الجلد وعدم استجابتها للعلاج عن طريق المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب، فيجب أن يقوم الطبيب بإجراء اختبار يعرف بـ “إليسا” وهذا الاختبار يكشف عن كائنات حية محددة تسبب أعراضاً أخرى للطفل مثل ارتفاع درجة الحرارة.
نصائح للعناية بجلد الطفل منذ الولادة
أم تعتني بجلد رضيعها
اهتمي باختيار نوع الشامبو المناسب لبشرة الطفل، ولا تستخدمي أي نوع من أنواع الصابون مهما كانت جودته؛ لأن الصابون يتسبب في جفاف بشرة الطفل بشكل عام، ولكن شامبو الأطفال يحتوي على مرطبات وإضافات مغذية للبشرة، مثل إضافة فيتامين أ لبعض أنواع الشامبو المخصصة للأطفال كما أنها تغذي شعر الطفل وتقويه؛ لأنه يكون ضعيفاً في شهوره الأولى، إضافة لكونها لا تسبب ادماع عيني الطفل وكراهيته للاستحمام بسبب ذلك
استخدمي فوطة من القماش بحيث تكون ناعمة لتنظيف وجه الطفل وشعره ومحيط رأسه، مع الحرص على تغطية عينيه ولا تسرفي في استخدام الشامبو عند القيام بتحميم الطفل، كما يجب عليك عدم استخدام نفس القطعة في تنظيف باقي جسم الطفل ويمكنك تخصيص أكثر من قطعة بحيث تكون هناك قطعة للرأس وأخرى للجذع والثالثة للنصف السفلي لكي لا يتعرض الطفل للتلوثات.
توقفي عن طريقة نقع الطفل في حوض الاستحمام لأن ذلك يتسبب له بالاصابة بالعدوى وحيث يمكن أن يقوم الطفل بالتبول والإخراج في الماء ويتسبب ذلك له بالالتهابات خاصة في حال الطفلة الأنثى، وكذلك أسلوب إبقاء الطفل في حوض الاستحمام لا يحقق نظافة فعالة لجسم الطفل، إضافة لأنه يعرض الطفل للإصابة بالبرد لذلك من الطبيعي أن تلاحظي أن طفلك قد تقيأ بعد ذلك.
اهتمي بتغيير حفاض الطفل كلما شعرت أنه قد أصبح مبتلاً؛ لكي لا يصبح بيئة مناسبة لنمو الفطريات والتي تؤدي لإصابة الطفل بتسلخات الجلد وما يعرف بالتهاب الحفاض أو التسميط، كما أن الرطوبة تلعب دوراً في نمو البكتيريا التي تتسبب في التهابات الجلد عند الطفل ويجب التشطيف للطفل بالماء الدافئ والصابون بعد كل تغيير للحفاض وتجفيفه جيداً وتعريض المنطقة للتهوية قليلاً قبل إضافة الحفاض الجديد.