يعد التهاب الحلق لدى الأطفال مشكلة صحية تحدث عادة بحلول فصل الشتاء، وقد يصاب بها الأطفال مرتين على الأقل شهرياً طوال مرحلة الطفولة، وتعد من أبرز أعراضه الحمى والتعب وألم الحلق والصداع، ويصاحبه أحياناً آلام في المعدة وتضخم اللوزتين واللحمية، وفي بعض الأحيان لا يختفي هذا التورم على الرغم من اختفاء العدوى؛ مما يجعل اللوزتين عرضة للإصابة مرة أخرى وتؤدي هذه الحالة إلى إصابة الأطفال بالتهاب الحلق المتكرر، فيما يلي وفقاً لموقع “بولد سكاي” أسباب وكيفية علاج التهاب الحلق وكيف تحمين طفلك من تكرار هذه العدوى؟
العدوى الفيروسية
العدوى الفيروسية السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الحلق
يعد السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الحلق عند الأطفال هو العدوى الفيروسية مثل فيروسات الأنفلونزا والفيروسات الغدانية والفيروسات الأنفية والفيروسات التاجية وفيروسات إبشتاين بار.
يعد الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق؛ لأن أجهزتهم المناعية ليست قوية مثل البالغين في مكافحة الالتهابات الفيروسية ولهذا السبب، من المهم للأمهات زيادة مناعة أطفالهن الصغار لمحاربة الفيروسات عن طريق التطعيم.
العدوى البكتيرية
يمكن أن تسبب الالتهابات البكتيرية من النوع العقدي أيضاً التهابات الحلق، ويمكن أن تنتشر هذه البكتيريا عندما يكون الأطفال على اتصال وثيق مع الأشخاص المصابين.
على سبيل المثال، عن طريق التحدث، أو من خلال قطرات اللعاب التي تخرج من الفم عندما يسعل المصاب أو يعطس بالقرب من الطفل.
التلوث بالدخان والغبار
يمكن أن يحدث التهاب الحلق أيضاً بسبب أبخرة التلوث والغبار الموجود في الهواء؛ مما يسبب تهيجاً في الحلق والأحبال الصوتية؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض حادة كالسعال الشديد والتهاب الحلق.
الحساسية والحالات الأخرى
هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد أيضاً من خطر إصابة طفلك بالتهاب الحلق، بما في ذلك:
تاريخ من الحساسية، على سبيل المثال تجاه بعض الأطعمة أو الغبار أو وبر الحيوانات.
البقاء في غرفة بها هواء جاف، أو غرفة مكيفة لفترة طويلة.
الصراخ بشكل متكرر أو القيام بأنشطة تؤدي إلى توتر عضلات الحلق.
أعراض التهاب الحلق عند الأطفال
يشعر الطفل المصاب بالتهاب الحلق بالألم وعدم الراحة.
حمى لمدة 3-5 أيام.
ارتعاش الجسم.
يبدأ الصوت بالاختفاء أو يصبح أجشَّ.
حكة في الحلق.
السعال.
الشعور بالألم في جميع أنحاء الجسم.
ضيق في التنفس أو انسداد الأنف.
ظهور الغثيان الذي يسبب القيء.
الصداع.
تصبح اللوزتان منتفختين وحمراوين.
تورم جدار الحلق مصحوباً باحمرار.
لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني بالفعل من التهاب في الحلق أم لا، يمكنك استشارة الطبيب لإجراء تشخيص شامل.
علاج التهاب الحلق عند الأطفال
على الرغم من أن معظم حالات التهاب الحلق تشفى من تلقاء نفسها، إلا أنه يمكنك القيام بمجموعة الخطوات التالية لتخفيف الأعراض والعدوى ومنع المضاعفات:
الغرغرة بالماء المملح
يمكن علاج التهاب الحلق لدى الأطفال من خلال مطالبة طفلك الصغير بالغرغرة بالماء المالح، فقد تساعد خصائص الملح المضادة للبكتيريا في عملية الشفاء من الالتهاب كما يمكن أن تساعد هذه الطريقة أيضاً في تخفيف تهيج الحلق وتوفير الشعور بالراحة.
يمكن للأم أن تقوم بإذابة حوالي نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب مملوء بالماء الدافئ، ثم جعل الطفل يتغرغر بالمحلول حوالي 5-6 مرات في اليوم.
قسط كافٍ من الراحة
إن السماح لطفلك بالحصول على قسط كافٍ من الراحة يساعد على تخفيف أعراض التهاب الحلق وذلك لأنه خلال النوم، تتاح للجسم الفرصة لإصلاح وترميم الخلايا والأنسجة التي أصيبت بالتهاب الحلق، إضافة إلى أن الحصول على قسط كاف من النوم يدعم أيضاً جهاز المناعة لدى الطفل في مكافحة العدوى.
إعطاء المضادات الحيوية
يمكن للمضادات الحيوية أن تساعد في علاج التهاب الحلق
إذا كان التهاب الحلق لدى طفلك ناتجاً عن عدوى بكتيرية، فيمكنك إعطاؤه المضادات الحيوية، ولكن يجب عليك استشارة الطبيب أولاً وذلك لأن تناول المضادات الحيوية يجب أن يتناسب مع الحالة الصحية لطفلك ونوع العدوى التي يتم علاجها.
تناول المزيد من الماء
تحتاج الأم إلى التأكد من بقاء طفلها رطباً من خلال تناوله للعديد من السوائل الدافئة لتهدئة الحلق مثل الشاي الساخن مع العسل، وشاي الأعشاب، والماء الدافئ مع عصير الليمون.
يمكن للأم أيضاً أن تقدم الحليب لطفلها لتعزيز مناعته لاحتوائه على بكتيريا البريبايوتكس، وهي بكتيريا جيدة تعيش في الأمعاء، وتساعد في محاربة البكتيريا المسببة للأمراض وتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال الصغار الذين تزيد أعمارهم على عام واحد.
أطعمة سهلة المضغ
تقديم الأطعمة سهلة المضغ مثل العصيدة أو الحساء تعد مريحة للحلق؛ فهي تحتوي على نسبة كبيرة من البريبايوتكس، وهي من المكملات الغذائية التي تزيد من مقاومة الجسم وتقلل من انزعاج الطفل عند تناول الطعام.
تشغيل جهاز الترطيب
البقاء في غرفة جافة لفترة طويلة قد يؤدي إلى تفاقم التهاب الحلق، وقد يساعد تشغيل جهاز الترطيب في الغرفة في الحفاظ على رطوبتها، وبالتالي تقليل شدة السعال وتهيج الحلق ومع ذلك جهاز الترطيب لا يساعد بمفرده في علاج التهاب الحلق؛ فهو يساعد فقط في تقليل الأعراض.
البخار الدافئ
يمكن أن يساعد البخار الدافئ أيضاً في تخفيف تهيج الحلق عند الأطفال و للقيام بذلك، اجعلي طفلك يجلس في الحمام أثناء تشغيل الدش الدافئ، وانتظري حتى ترتفع درجة حرارة الحمام من تلقاء نفسها، ودعيه يأخذ نفساً عميقاً من الفم حتى يتدفق البخار إلى أسفل الحلق لمدة 10-15 دقيقة، كما يمكنك أيضاً ملء وعاء مملوء بالماء الساخن، وضعي رأس طفلك مباشرة فوق سطح الوعاء، وغطي رأسه بمنشفة حتى لا يتسرب البخار الساخن إلى كل مكان.
الوقاية من تكرار التهاب الحلق عند الأطفال
اتباع نظام غذائي صحي للطفل، وتناول الفيتامينات المتعددة إذا لزم الأمر، والحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة بانتظام.
الحفاظ على نظافة فم الطفل وتنظيف أسنانه بانتظام مرتين يومياً (في الصباح وقبل النوم) .
تجنب خطر نقل التهابات الجهاز التنفسي العلوي من أو إلى الأشخاص المحيطين بالطفل من خلال عدم المخالطة بشكل مكثف مع الأشخاص المصابين بالسعال ونزلات البرد.
تجنب الأطعمة أو المشروبات التي تهيج الجهاز الهضمي أو التنفسي العلوي؛ مثل الأطعمة الزيتية، أو الغنية بالمنكهات أو المواد الحافظة، أو الحلوة جداً والباردة وتقليل تناول الوجبات الخفيفة للأطفال.
تعليم الأطفال أن يغسلوا أيديهم بشكل متكرر وعدم لمس وجههم كثيراً، بما في ذلك العينان والأنف والفم أو استخدم معقم اليدين إذا لم يتوفر الماء النظيف لغسل اليدين.