شهدت السنوات الأخيرة طفرة في جراحات التجميل، وباتت رائجة أكثر من ذي قبل، ولا سيّما تلك المخصصة لتجميل الثديين، سواء تكبير الحجم أو الرفع أو حتى التصغير. وفي الوقت نفسه، ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي، مما يثير القلق بشأن وجود علاقة بين جراحات تجميل الثدي والإصابة بسرطان الثدي.
سنستعرض في الآتي أبرز الحقائق العلمية والبحثية حول هذا الموضوع؛ من خلال مصادر طبية معتمدة وموثوقة.
جراحات تجميل الثدي.. ما هي؟
إنها عمليات تشمل مجموعة من الإجراءات الجراحية التي تستهدف تحسين مظهر الثدي، ما بين التصغير والتكبير والشد. وتعد جراحات تكبير الثدي الأكثر إقبالاً والتي تعتمد على حشو الثديين بالسيليكون ومواد أخرى لزيادة حجم الثدي وشده.
هناك جراحات أخرى لتصغير الثدي، ولكنها أقل، مقارنة بالإقبال على تكبير الثدي، فضلاً عن عمليات رفع الثدي، وعمليات إعادة بناء الثدي بعد استئصاله نتيجة الإصابة بسرطان الثدي.
رغم أن هذه الجراحات في مجملها تعد آمنة، شرط إجرائها لدى جراحين متخصصين وذوي خبرة، لكن بعض المخاوف الصحية بدأت تتصاعد حول تأثير هذه العمليات على الصحة العامة للنساء، خصوصاً فيما يتعلق بخطر الإصابة بسرطان الثدي.
العلاقة بين التجميل وسرطان الثدي
يجب إجراء الفحوص الدورية للثدي حال إجراء جراحة تجميلية –
ربط بعض الدراسات بين استخدام الحشوات لتكبير الثدي وبين ارتفاع فرصة الإصابة بسرطان الثدي. وعلى الرغم من أن هذه الدراسات العلمية لم تثبت وجود علاقة مباشرة بين تكبير الثدي وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هناك بعض النقاط التي يجب الانتباه إليها.
حشوات الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية
ربطت دراسات سابقة بين بعض أنواع حشوات تكبير الثدي وبين سرطان الغدد الليمفاوية الخلوي. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، تم تصنيف هذا النوع من السرطان كنوع نادر، ولكنه مرتبط بشكل مباشر باستخدام حشوات الثدي ذات السطح الخشن. يحدث هذا السرطان في الأنسجة المحيطة بالحشوات، مما يتطلب إزالة الحشوات والعلاج الكيميائي أو الجراحة لعلاجه.
عرقلة الكشف المبكر عن سرطان الثدي
من بين المخاوف التي تثيرها جراحات تجميل الثدي، خاصة في حالة استخدام حشوات لتكبير الثدي، صعوبة الكشف المبكر عن سرطان الثدي؛ لأن الحشوات تؤثر على دقة الفحوص الإشعاعية للكشف عن سرطان الثدي، مثل تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام). قد تعيق الحشوات رؤية الأنسجة الطبيعية للثدي، مما يجعل اكتشاف الأورام الصغيرة أكثر صعوبة.
ولكن مع تطور تقنيات التصوير، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أصبح بالإمكان الحصول على نتائج دقيقة في معظم الحالات.
اقرئي أيضاً: الفصل المناسب لإجراء عملية تجميل الأنف وأحدث التقنيات وفق طبيب تجميل
حشوات السيليكون وسرطان الثدي
ربط العديد من الدراسات بين حشوة السيليكون وبين الإصابة بالسرطان، وبالفعل ذهبت بعضها إلى حد التأكيد على وجود مضاعفات صحية خطيرة للسيليكون على الجسم، ومن بينها السرطان. ولكن بعد سنوات من البحث، خلصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن حشوات السيليكون آمنة ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. لكن يوصي المختصون للواتي استخدمن السيليكون داخل الثدي بإجراء فحوص دورية لمتابعة حالة الحشوات والكشف عن أية مشاكل صحية قد تنشأ.
ربما يهمك الإطلاع على الفصل المناسب لإجراء عملية تجميل الأنف وأحدث التقنيات وفق طبيب تجميل
عوامل يجب مراعاتها في عمليات تجميل الثدي
قبل اتخاذ قرار إجراء عملية تجميلية للثدي، من الضروري استشارة جراح تجميل معتمد والحصول على مشورة دقيقة، كما يجب فهم كل مخاطر جراحات التجميل، وليس التركيز على النتيجة والمظهر فقط. وفيما يلي العوامل التي يجب مراعاتها:
تاريخ العائلة مع السرطان: إذا كان هناك تاريخ للإصابة بسرطان الثدي في العائلة، فقد تكون هناك حاجة إلى مراجعة دقيقة للخيارات.
الفحوص الدورية: من المهم إجراء فحوص دورية للكشف عن أي تغييرات في الثدي، سواء تم إجراء العملية أم لا.
نوع الحشوات: يُفضل استخدام الحشوات ذات السطح الأملس لتجنّب المخاطر المحتملة المتعلقة بسرطان الغدد الليمفاوية المرتبط بجراحات التجميل.
المصادر الطبية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، تعتبر حشوات الثدي آمنة عند استخدامها تحت إشراف طبي متخصص، ولكن من الضروري الالتزام بإجراءات السلامة والفحص الدوري لضمان الصحة العامة.