اللقاح هو الوسيلة الأكثر فعالية حتى الآن للحدّ من المضاعفات المحتملة للإنفلونزا لدى الفئات الأكثر عُرضة للخطر. ومتابعةً لجهودها التي تهدف إلى نشر الوعي حول الإنفلونزا الموسمية ودفع الأفراد إلى الوقاية، أعادت الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية في لبنان، تفعيل حملة “الإنفلونزا مش نزلة برد” التي لاقت نجاحاً العام الفائت، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لطب الأطفال، وبالشراكة مع شركة أبوت “Abbott” الرائدة في مجال الرعاية الصحية. وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد بحضور اختصاصيين وإعلاميين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما مدى الحماية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا من الإصابة؟
يجيب الدكتور مشيراً إلى أن فيروس الإنفلونزا يتحوّر كل عام. لذا، توصي منظمة الصحة العالمية WHO بتلقي اللقاح المضاد للإنفلونزا، بهدف الحماية من سلالة الإنفلونزا الأكثر انتشاراً في الموسم.
اللقاح يجب تلقّيه كل عام، لكن هذا لا يعني عدم الإصابة بالفيروس نهائياً؛ بل التخفيف من حدّة الأعراض عند الإصابة، والتقليل من الحاجة إلى دخول المستشفى؛ خصوصاً لدى الفئات الأكثر عُرضة للخطر، وهم الأطفال والمسنون الذين تخطَّوا سن الـ65 عاماً.
هل هذا يعني أن لقاح الإنفلونزا هو موجّه للصغار والمسنين فقط؟
تجيب الدكتورة قائلة: “الأطفال من دون شك هم أكثر عُرضة للإصابة بالإنفلونزا؛ خصوصاً الذين يذهبون إلى دُور الحضانة والمدارس. وعندما يصاب الطفل بالإنفلونزا، قد تتأثر الأسرة بأكملها ومن بينهم الجَد والجَدة.
لكن ما يجب معرفته هو أن الإنفلونزا تصيب أيّ شخص، بِغض النظر عن سنه. لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة تلقّي اللقاح المضادّ للإنفلونزا لجميع الفئات، ولاسيّما المعرَّضة للخطر مثل: الحوامل، عمال الرعاية الصحية، المصابين بأمراض مزمنة كالربو وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والربو. إضافة إلى مرضى السرطان ونقص المناعة.
لكن الأطفال هم أكثر عُرضة لخطر الإصابة، بنسبة تصل إلى 6 أضعاف مقارنةً بالبالغين. من هنا يبقى اللقاح الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الإنفلونزا، إلى جانب الوسائل الوقائية الأخرى.
يعَدّ تلقيح الأطفال ضد الإنفلونزا خياراً ممتازاً، وعلى الأهل اصطحاب أطفالهم لتلقّيه؛ فهو لا يستغرق سوى دقائق معدودة. في حين يمكن أن يقلل من معدلات الإصابة عند الأطفال، وخطر الإصابة بأمراض مهددة للحياة لديهم. كذلك التقليل من الإصابة بالمرض بين كبار السن في المجتمع”.
قد يهمك الإطلاع على أهم الفروقات بين الزكام والإنفلونزا: اكتشفي نوع الفيروس من الأعراض
يعتقد كثيرون أن لقاح كوفيد-19 يحمي من سلالات الإنفلونزا، وبالتالي فإنه لا داعي لتلقي الأخير. ماذا تقولون لهؤلاء؟
أثناء مؤتمر الحملة الوطنية “الإنفلونزا مش نزلة برد”أثناء مؤتمر الحملة الوطنية “الإنفلونزا مش نزلة برد”
يقول الدكتور: “إن كوفيد-19والإنفلونزا فيروسات مختلفة تماماً. لذلك لا يمكن للقاحات كوفيد-19 أن تؤمّن الوقاية من فيروسات الإنفلونزا المختلفة.
للوقاية من الإنفلونزا، لا بد من لقاح الإنفلونزا، كما توصي منظمة الصحة العالمية. فهو يبقى الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية والحدّ من المضاعفات.
ننصح الجميع لاسيّما الفئات الأكثر عُرضة للخطر، بتلقّي لقاح الإنفلونزا لحماية أنفسهم وعائلاتهم، وبالتالي الحدّ من المضاعفات. لا يجب الاستخفاف بالإنفلونزا؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. وتقارير المستشفيات تشير إلى عدد كبير من الوفيات بسببها؛ فهي ليست نزلة برد”.
هل تتوقعون ارتفاعاً في عدد الإصابات بالإنفلونزا هذا الموسم؟
يجيب الدكتور قائلاً: “لا أعتقد أن الإصابات سوف تتزايد عن الأعوام السابقة، لكن علينا دائماً اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة لحماية أنفسنا وأفراد عائلتنا.
تلقّي اللقاح السنوي ضدّ الإنفلونزا وغسل اليدين المتكرر، من الأمور الأساسية. كذلك تغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، يمكن أن يساعد في تجنُّب العدوى.
بالإضافة إلى تجنُّب الاتصال الوثيق مع المرضى، وعلى كل شخص يعاني من الإنفلونزا، عليه أن يبقى بعيداً عن الآخرين لتجنُّب نقل العدوى إليهم”.
هل لقاح الإنفلونزا متوفر في الصيدليات؟ وهل له أية آثار جانبية؟
تجيب الدكتورة: “بالطبع يتوفر اللقاح في كافة الصيدليات والعيادات الطبية والمراكز الصحية.
يفضّل دائماً استشارة الطبيب المعالج ليزوّدكم بكافة المعلومات اللازمة حول لقاح الإنفلونزا لكم ولأفراد عائلتكم.
أما بالنسبة للأعراض الجانبية؛ فهي تكاد لا تُذكر ولا تستدعي القلق نهائياً؛ كونها تزول بعد يوم أو يومين. وهي عبارة عن: ألم في الذراع موضع الإبرة، بعض الاحمرار أو التورُّم. وهي تُعتبر دليلاً على عمل اللقاح داخل الجسم؛ حيث يجعل جهاز المناعة مستعداً لمكافحة عدوى الإنفلونزا في حال التقاطها”.
إنها المرة الأولى التي تنضم الجمعية اللبنانية لطب الأطفال إلى هذه الحملة. ما هو السبب الذي دفعكم إلى ذلك؟
حملة “الإنفلونزا مش نزلة برد” حققت نجاحاً العام الفائت، وانطلاقاً من مسؤوليتنا كأطباء في الجمعية تجاه مجتمعنا ومرضانا وحفاظاً على سلامتهم، اتخذنا القرار بالتعاون، وذلك لنشر الوعي على نطاق أوسع. إذ كلما زاد الوعي بأهمية التلقيح، انخفضت نسب الحالات التي تشهد مضاعفات، كما تقول الدكتورة منى علامة.
ما هي أفضل الأشهُر لتلقي لقاح الإنفلونزا وضمان فعاليته؟
يؤكد الدكتور أنه يوصَى بتلقي اللقاح الخاص بالإنفلونزا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.
لكن تبقى فعالية اللقاح قائمة في حال تم تلقيه بعد شهر أكتوبر؛ لأن ذروة موسم الإصابة بالإنفلونزا تبدأ في شهر فبراير، ويمكن أن يمتدّ حتى شهر مايو.