الأورام الليفية من الحالات الشائعة بين النساء، ورغم أنها أورام حميدة؛ أي لا تضم خلايا سرطانية، إلا أن لها تبعات وخيمة على صحة المرأة، ومن ثم يجب التدخل بالعلاج على الفور.
تجربة واقعية مع الورم الليفي
تقول ريهام، 47 عاماً، إنه بعد إنجاب طفلها الوحيد في عمر الـ38 عاماً، بدأت تعاني من بعض الأعراض، مثل ألم أسفل البطن، وكذلك نزيف خلال الدورة الشهرية أطول نسبياً من متوسط عدد الأيام المعتاد عليها.
وروت السيدة المصرية لـ”سيّدتي” قائلة: “في البداية لاحظت تغييرات غير معتادة في جسدي، من بينها آلام شديدة في منطقة البطن ونزيف غير منتظم. كانت الأعراض غامضة، ولم أكن أعلم ما السبب. بعد زيارة الطبيب النسائي، تبين أنني مصابة بورم ليفي في الرحم”.
وأضافت: “كان حجم الورم متوسطاً، لذلك نصحني الطبيب بالانتظار، مؤكداً أنه في بعض الحالات لا يصاحب الورم آثاراً جانبية تستحق الجراحة، كما أنه قد يضمر مع الوقت أو يستقر في حجمه. وربماً يزداد الحجم وفي هذه الحالة يجب إزالته”.
بعد تشخيص ريهام بالورم الليفي حملت حملاً طبيعياً دون منشطات، لكنها فقدت الجنين بعد شهرين فقط، وتكرر الأمر مرة أخرى خلال العام نفسه، وهنا قالت: “ذهبت لطبيب آخر لأنني كنت قلقة بشأن أن يكون الورم الليفي هو ما يسبب الإجهاض المتكرر، وهنا أبلغني الطبيب أنه بالفعل حجم الورم تضاعف وبات يشكل خطورة على صحتي وعلى الإنجاب”.
كانت مرحلة التدخل العلاجي بالاستئصال ضرورة في حالة ريهام، وعن خيار الجراحة تقول: “هناك أكثر من طريقة لاستئصال الرحم ومنها المنظار، غير أن مكان الورم داخل الرحم كان شديد الحساسية، ويشير الطبيب إلى أن الورم كان ملتصقاً بجدار الرحم في منطقة شديدة الدقة، من ثم كان الحل الأفضل هو التدخل الجراحي شديد الدقة مع الحفاظ على جدار الرحم من مضاعفات التمزق، التي ربما تحدث في بعض الحالات المشابهة لحالتي”.
نجحت جراحة ريهام، وتم استئصال الورم كبير الحجم واختفت الأعراض لكنها لم تنجب، غير أن السبب لا يعزى للورم، فتقول ريهام: “رحلة الورم الليفي استغرقت قرابة ثلاث سنوات بين المتابعة وزيادة الحجم وقرار الاستئصال، كنت قد تخطيت الثانية والأربعين من عمري، وبالطبع انخفضت فرص الحمل، ورغم ذلك حدث حمل واحد لم يكتمل، لكن وقتها الطبيب أرجع السبب إلى ضعف البويضات وليس لآثار جراحة الاستئصال”.
ما هو الورم الليفي؟
الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية
الأورام الرحمية الليفية هي أورام حميدة تتكوّن من نسيج عضلي وألياف تنمو في جدار الرحم. وفقاً لجمعية الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، تُعتبر هذه الأورام شائعة للغاية، حيث تصيب حوالي 70% من النساء في مرحلة ما من حياتهن. الأورام الليفية ليست سرطانية ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، لكنها قد تسبب أعراضاً مزعجة في بعض الحالات.
اقرئي أيضاً: أعداد مرضى السرطان تتزايد بين الشباب فما السبب؟.. دراسة تجيب
أعراض ومضاعفات الورم الليفي
صحيح أن الورم الليفي في حد ذاته لا يشكّل خطورة كبيرة على حياة السيدة المصابة، إلا أن أعراضه قد تتراوح بين بسيطة وشديدة، وتشمل الآتي:
نزيف شديد خلال الدورة الشهرية.
آلام مزمنة في الحوض.
انتفاخ ملحوظ في البطن.
مضاعفات أكثر حدّة، وتشمل الآتي:
نزيف غزير: يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
آلام الحوض والضغط: بسبب حجم الورم وتأثيره على الأعضاء المحيطة مثل المثانة والأمعاء.
مشاكل في الإنجاب: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤثر الورم الليفي على القدرة على الحمل أو يسبب مضاعفات أثناء الحمل.
علاج الورم الليفي
هناك أكثر من طريقة لعلاج الورم الليفي، ويتوقف الأمر على حالة المريضة وحجم الورم، وتشمل طرق العلاج التالي:
المتابعة
إذا كانت الأعراض بسيطة، يمكن للطبيب أن يوصي بمراقبة الحالة دون تدخل طبي. الأورام الليفية غالباً ما تتقلص بشكل طبيعي بعد انقطاع الطمث.
الأدوية
في بعض الحالات متوسطة الشدة، قد يصف الطبيب الأدوية الهرمونية أو مضادات الالتهاب لتخفيف الأعراض، مع متابعة دقيقة لتطورات الحالة وحجم الورم، وهذه الطريقة في بعض الحالات ربما تقضي على الورم ولا تُضطر المرأة إلى إجراء جراحة.
الاستئصال
هناك أكثر من طريقة لاستئصال الورم الليفي، وتشمل هذه الطرق:
استئصال الورم الليفي فقط: هذا الإجراء يتم فيه إزالة الورم الليفي مع الحفاظ على الرحم. يُعد هذا الخيار مناسباً للنساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على القدرة على الحمل.
استئصال الرحم: إذا كان حجم الورم كبيراً للغاية أو أن المرأة تعاني من أكثر من ورم واحد، ففي هذه الحالة قد يُضطر الطبيب لاستئصال الرحم بالكامل. لا سيما إذا كانت المرأة لا تخطط للحمل في المستقبل.
الطرق غير الجراحية
هناك طرق تعتمد على سدّ الشريان المغذي للورم، ما يضمن منع تدفق الدم إلى الورم، وهذا يؤدي إلى تقلصه بمرور الوقت.
التعافي والنتائج
في تجربةريهام كانت النتائج جيدة، فتقول إنها تعافت من الجراحة خلال أسابيع، وشبّهتها بالولادة القيصرية، ولكن شددت على تعليمات الطبيب، والتي تشمل أهمية متابعة الحالة الصحية بانتظام؛ للتأكد من عدم عودة الورم الليفي أو ظهور أية مضاعفات أخرى. وقالت: “على الرغم من أن احتمال تكرار الورم موجود في بعض الحالات، إلا أنني الآن أشعر بتحسن الكبير”.