تحدث بطانة الرحم المهاجرة أو التهاب بطانة الرحم عندما تنمو بطانة جدار الرحم، وتتراكم خارج الرحم؛ مثل المبيضين أو قناتي فالوب، وتتسبب في بعض تشنجات وآلام الحوض وبعض الأعراض الأخرى، وقد تواجه النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أيضاً صعوبة أكبر في الحمل، ولكن في المقابل تتساءل الكثير من الحوامل هل يمكن أن يزيد التهاب بطانة الرحم من خطر حدوث مضاعفات الحمل؟ هل تتحسن أعراض بطانة الرحم المهاجرة أثناء الحمل؟
هل تتحسن أعراض بطانة الرحم المهاجرة أثناء الحمل؟-
يمكن أن تزداد أعراض التهاب بطانة الرحم؛ مثل آلام الحوض، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بسبب نمو الرحم بسرعة، وقد يؤدي تطور الرحم إلى تمدد الأنسجة المصابة بسبب التهاب بطانة الرحم لتصبح الأعراض أسوأ.
هناك عامل آخر يجعل أعراض التهاب بطانة الرحم أسوأ أثناء الحمل، وهو زيادة هرمون الإستروجين الذي يمكن أن يشجع على المزيد من تقرحات بطانة الرحم.
المخاطر المحتملة عند الحمل مع بطانة الرحم
النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل أو أثناء الولادة لذلك، يجب أن تخضع الحامل للمتابعة المستمرة من قبل طبيب التوليد لتجنب هذه الحالة.
إليك بعض مخاطر مضاعفات الحمل التي قد تحدث عند النساء الحوامل المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
تسمم الحمل
تسمم الحمل هو أحد مضاعفات الحمل، ويتميز بارتفاع ضغط الدم وتلف أجهزة الأعضاء، ولذلك تحتاج النساء الحوامل المصابات بهذه الحالة إلى المراقبة المستمرة قبل وأثناء الولادة.
يمكن أن يسبب تسمم الحمل غير المعالج التشنجات والإصابة بمتلازمة HELLP والسكتات الدماغية وخلل في الأعضاء؛ مثل الوذمة الرئوية، والفشل الكلوي، وفشل الكبد.
كما أن تسمم الحمل أيضاً يمكن أن يزيد من فرص إصابة المرأة الحامل بالتخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية، وهو اضطراب نادر في تخثر الدم، وفي الوقت نفسه يمكن أن يسبب تسمم الحمل مضاعفات مختلفة لدى الجنين؛ مثل تقييد النمو في الرحم والتشوهات الخلقية والولادة المبكرة.
المشيمة المنزاحة
الحمل مع بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة، وهي حالة تكون فيها المشيمة منخفضة في الرحم، لتغطي جزءاً أو كل عنق الرحم، وتزيد هذه الحالة من خطر تعرض الحامل لنزيف حاد قد يضر بها وبصحة الجنين.
خطر الإجهاض
تشمل أعراض الإجهاض النزيف، أو آلام البطن أو أسفل الظهر – الصورة من موقع AdobeStock
تشير بعض الدراسات إلى أن معدلات الإجهاض تكون أعلى لدى النساء الحوامل المصابات ببطانة الرحم المهاجرة مقارنةً بالنساء اللواتي لا يعانين من هذه الحالة؛ لذا يعد من المهم التعرف إلى الأعراض حتى تتمكني من طلب المساعدة الطبية بسرعة، وتشمل أعراض الإجهاض النزيف، أو آلام البطن أو أسفل الظهر، أو خروج السوائل أو الأنسجة قبل الأسبوع 12 من الحمل.
الولادة المبكرة
تظهر الأبحاث أن وجود بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن يزيد من خطر الولادة المبكرة، فقد يميل الأطفال الذين يولدون قبل الأوان إلى انخفاض الوزن عند الولادة، ويكونون أكثر عرضة للتعرض للعديد من المشاكل الصحية والتنموية؛ لذلك انتبهي إلى عدة أعراض للولادة المبكرة؛ مثل:
انقباضات الرحم المنتظمة،
تصبح الإفرازات مائية أو دموية أو لزجة،
الشعور بالضغط في الحوض،
تمزق الكيس السلوي.
الحمل خارج الرحم
الحمل خارج الرحم هو حالة تلتصق فيها البويضة المخصبة وتنمو خارج الرحم، والذي عادة ما يكون في قناة فالوب، وبشكل عام في هذه الحالة، لا يمكن الحفاظ على الحمل، لذلك يجب التخلص من الجنين بالأدوية أو الجراحة.
ربما تودين التعرف إلى علامات وأعراض الحمل خارج الرحم وطرق العلاج
الحمل والولادة مع بطانة الرحم المهاجرة
النساء الحوامل المصابات ببطانة الرحم المهاجرة لا يزال بإمكانهن التمتع بحمل سلس والولادة بأمان، ولتحقيق ذلك هناك حاجة إلى إشراف دقيق مستمر مع الطبيب؛ لذا قومي بإبلاغ الطبيب على الفور إذا كنت تعانين من بعض الأعراض غير العادية.
طرق لتقليل أعراض بطانة الرحم المهاجرة أثناء الحمل
يمكن عادةً علاج التهاب بطانة الرحم بواسطة العلاج الهرموني؛ مثل حبوب منع الحمل، ويمكن تخفيف الأعراض التي تظهر، من خلال تناول المسكنات لتخفيف الألم، ومع ذلك تحتاجين أيضاً إلى استشارة طبيبك حول مدى أمان استخدام المسكنات.
وبصرف النظر عن الأدوية، يمكنك القيام بعدة أشياء أخرى لتقليل أعراض التهاب بطانة الرحم أثناء الحمل؛ مثل الجلوس في الماء الدافئ أو ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة؛ مثل المشي واليوغا للتغلب على آلام الظهر أثناء الحمل.