ترتبط قلة النوم بمشاكل صحية خطيرة مختلفة لدى الأطفال في المستقبل، بدءاً من السمنة والسكري وأمراض القلب، لذلك من المهم معرفة كيفية مساعدة طفلك على النوم بشكل جيد بدون أي اضطرابات.
على الجانب الآخر، ليس فقط لدى البالغين، يساعد نمط النوم الصحي على بناء عادات نوم أفضل والتغلب على اضطرابات النوم لدى الأطفال، مثل الأرق وتقليل التأثيرات السلبية المختلفة الناجمة عن قلة النوم.
حددي مواعيد النوم والاستيقاظ في نفس الوقت لطفلك –
يعد جدول الاستيقاظ والنوم في الوقت المناسب إحدى أهم الطرق التي تساعد الأطفال على النوم بشكل أفضل في الليل، فإذا اعتاد الطفل على النوم بانتظام؛ فسيعتاد عليه جسده أيضاً.
لذا، يجب تحديد مواعيد النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، حتى في أيام العطلات، فقد يحتاج الطفل تحت سن 10 سنوات في المتوسط إلى حوالي 9-11 ساعة من النوم يومياً، فقد يحتاج طفلك إلى الاستيقاظ في الساعة 5 صباحاً يومياً، ويجب عليكِ التأكد من أن الطفل جاهز للنوم وأنه في سريره بحلول الساعة 8 مساءً، وتجنب النوم في وقت متأخر جداً، فمن خلال الالتزام بجدول نوم منتظم، يتم إطلاق هرمون الكورتيزول بشكل أكثر انتظاماً، مما يمنح طفلك طاقة أكبر وأطول لممارسة أنشطته اليومية.
الحد من وقت القيلولة
يحتاج الأطفال إلى قيلولة للمساعدة في تلبية احتياجات نومهم خلال النهار، حتى لو كانت لفترة قصيرة فقط، يمكن أن تساعد القيلولة في تحسين مزاج الطفل وتركيزه وطاقته.
ومع ذلك، يجب أن تكوني حذرة في إدارة وقت القيلولة، لأنه إذا أخذ طفلك قيلولة لفترة طويلة، فسوف يشعر بالانتعاش في الليل وينتهي به الأمر إلى مواجهة صعوبة في النوم.
لذلك، تعد إحدى الطرق لضمان نوم الأطفال بشكل سليم في الليل هي تحديد وقت القيلولة، لذا يجب جعل مدة قيلولة طفلك 30 دقيقة كحد أقصى، والقيام بذلك قبل الساعة 3 مساءً.
روتين نوم يومي لطفلك
خذي وقتاً للتحضير للنوم قبل 90 دقيقة من موعد نوم طفلك، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعلمين أن طفلك يجب أن يذهب إلى السرير في الساعة 8 مساءً، فتوقفي عن أي نشاط بدني أو عقلي مرهق، مثل الرياضة أو الواجبات المدرسية، بحلول الساعة 6 مساءً، واستغلي وقت الفراغ هذا لطفلك للاستحمام بالماء الدافئ، أو شرب الحليب، أو تنظيف أسنانه، أو قراءة قصة قبل النوم، حيث يمكن لروتين ما قبل النوم أن يذكّر الأطفال بأن وقت النوم قد حان.
على الجانب الآخر، يجب الانتباه إلى أن أخذ حمام دافئ قبل ساعات قليلة من النوم يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم، مما يجعل الطفل يشعر بالنعاس عندما تنخفض درجة حرارة الجسم مرة أخرى.
استخدمي أيضاً الوقت المتبقي لإعداد كل ما يحتاجه طفلك في اليوم التالي، بما في ذلك الزي الرسمي والحقائب المدرسية واللوازم لتجنب التوتر الناتج عن الإرهاق في الصباح.
غرفة مخصصة للنوم
يجب تجنب الأنشطة التي قد تجعل الأطفال أكثر حماساً قبل النوم
يحتاج الأطفال إلى فهم أن السرير مخصص للنوم فقط، فحاولي ألا تجعلي طفلك يعتاد على استخدام غرفة النوم لأشياء أخرى غير النوم، على سبيل المثال اللعب أو أداء الواجبات المنزلية.
يجب تجنب أيضاً الأنشطة التي قد تجعل الأطفال أكثر حماساً قبل النوم، مثل اللعب ومشاهدة التلفزيون، فقد يعتاد عقل الطفل تدريجياً على ربط غرفة النوم بوقت الراحة والنوم.
خلق جو مريح في الغرفة
يجب جعل الأجواء في غرفة نوم طفلك مريحة قدر الإمكان ومثالية للنوم؛ حتى يتمكن من النوم بشكل سليم، فيعد من الأفضل إبقاء أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز والأجهزة الإلكترونية الأخرى بعيدة عن غرفة نوم طفلك، حيث تعمل الأشعة الزرقاء المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية على تعطيل إنتاج الجسم لهرمون الميلاتونين الذي ينتجه عند حلول الظلام، وهو الذي يخبر الجسم بأن وقت النوم قد حان.
ونتيجة لذلك، تعتبر الساعة البيولوجية للجسم هذا الضوء بمثابة إشارة إلى أن الوقت لا يزال صباحاً، وبالتالي يتعطل إنتاج الميلاتونين (الهرمون الذي يسبب النعاس)، لذا يمكنك إعطاء طفلك بطانية ودميته المفضلة بالقرب من سريره؛ لمنحه الشعور بالراحة.
الحد من تناول الأطعمة والمشروبات قبل النوم
تجنبي تقديم كميات كبيرة من الطعام قبل النوم؛ حتى ينام الطفل بشكل سليم أثناء الليل، لأن تناول الأطعمة الثقيلة أو الدهنية أو المقلية، والفواكه الحمضية، والمشروبات الغازية في وقت قريب جداً من وقت النوم؛ يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي لدى معظم الأطفال.
كما أن الاستلقاء بعد تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حمض المعدة إلى الحلق، مما يسبب آلاماً في المعدة وحرقاناً في الحلق، ويجعل الطفل يستيقظ في منتصف الليل.
يجب أيضاً تجنب تناول المشروبات أو الأطعمة التي تحتوي على الكافيين، مثل الصودا والشوكولاتة والشاي والقهوة، للأطفال، بالقرب من وقت النوم.
يمكن أن تستمر التأثيرات المنشطة للكافيين لعدة ساعات، حتى عند تناولها قبل النوم بثلاث ساعات، وبصرف النظر عن صعوبة النوم ليلاً على الأطفال، فإن الكافيين يجعلهم يستيقظون في كثير من الأحيان في منتصف الليل؛ لأنهم يضطرون إلى التبول ذهاباً وإياباً.
القيام بأنشطة مهدئة
إذا كان طفلك لا يزال غير قادر على النوم جيداً، يمكنك محاولة تهدئته؛ من خلال قراءة بعض القصص له، كوسيلة لجعله يشعر بالنعاس وينام بشكل سليم، فإذا لم ينَم بعد 20 إلى 30 دقيقة؛ يمكنك تكرار ذلك.