كثيراً ما تلاحظ الأمهات استغراق ابنها أو ابنتها المراهقة في النوم، وكأنهما كانا يبذلان مجهوداً شاقاً طوال ساعات النهار، ومع هذا؛ فإن الحصول على قدر كافٍ من النوم أمر مهم في جميع المراحل العمرية، حيث يتمكن الجسم من استعادة طاقته، ويستريح الدماغ من عمل النهار، كما أن النمو البدني يحدث خلال النوم؛ لهذا فالعلاقة قوية بين النوم وإفراز هرمون النمو.
وتقرير اليوم يبحث عن الرابط بين هرمون النمو والنوم العميق للمراهق ليلاً، وإلى أي مدي يؤثر نوم المراهق مبكراً في صحته وتطور نموه، وكذلك النوم المتأخر. اللقاء والدكتور مراد عبد الغني أستاذ الصحة العلاجية، الذي يشرح الأسباب والروابط بتفصيل علمي سهل ومحبب.
معلومات تهمك
فتاة مراهقة نائمة بعمق
يُعتبر هرمون النمو البشري من أهم الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية بالمخ، ويتأثر معدل إنتاجه وفقاً للإجهاد، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والنوم المتعلق بالطفل المراهق.
تنمو أعضاء الأطفال في الليل خاصة العظام، حيث لا تتحرك صفائح النمو طوال النهار، لكن في الليل ومع الاستلقاء واختفاء ضغط وزن الجسم على العظام، تنفتح لوحات نمو العظام لتستطيل وتنمو؛ ما قد يجعل الطفل يستيقظ أحياناً متألماً من وجع ساقيه.
تثبيت مواعيد النوم تساعد الطفل على دعم صحته الجسدية، والنفسية، والمعرفية؛ حيث يحدث اضطراب في ضغط الدم نتيجة قلة ساعات النوم، ومقاومة الأنسولين، والسمنةالزائدة، واضطرابات المزاج، واضطراب نقص الانتباه، وغيرها من الوظائف الإدراكية.
يحدث النوم العميق في بداية النوم الليلي، حيث يركز الجسم في هذا الوقت على النمو الجسدي، يفرز هرمون النمو طوال اليوم، لكنه يصل إلى حدوده القصوى عند الأطفال في أثناء النوم مساءً في المرحلة الأولى من النوم الليلي العميق.
تمثل كمية هرمون النمو المنتجة في تلك الفترة التي تلي استغراق الأطفال في النوم؛ نحو 48% من إجمالي هرمون النمو المُفْرَز.
يبدأ النوم العميق عند الأطفال في المرحلة الأولى من نومهم الليلي، وذلك قبل منتصف الليل؛ لذا يؤثر تأخرهم في النوم مساءً بصورة سلبية في مدة هذه المرحلة.
تختلف عدد ساعات النوم اللازمة لنمو الطفل الصحي تبعاً لعمره، حيث يحتاج الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال إلى ما يتراوح بين 10 و12 ساعة يومياً، مع بعض القليولات طوال اليوم، التي تقل مع وصول الطفل عمر الخامسة.
يحتاج الأطفال في المرحلة الابتدائية إلى ما بين 9 و11 ساعة يومياً، تمثل تلك الأرقام متوسط عدد ساعات النوم الذي يختلف من طفل لآخر بنسبة بسيطة.
أضرار قلة النوم
الحرمان من النوم
بطء نمو الطفل أو توقفه؛ حيث يعجز بعض الأطفال عن إنتاج ما يكفي من هرمون النمو لأسباب مختلفة، ويزيد الحرمان من النوم الوضع سوءاً.
يحدث عدد من المشكلات الصحية في: الرئة، والقلب، والجهاز المناعي، مع ضعف بالمهارات الحركية والتركيز؛ ما ينعكس على المستوى الدراسي وسلوكيات الطفل.
تتغير مستوى هرمونات الجسم الأخرى مثل: الهرمونات المسؤولة عن الشهية والشعور بالجوع والشبع؛ ما ينعكس على سلوكيات تناول الطفل للطعام، كالإفراط في تناول الكربوهيدرات عالية السعرات.
اختلاف طريقة هضم الأطعمة عالية السعرات؛ ما يؤدي إلى الإصابة بمقاومة الأنسولين التي قد ينتج عنها السكري النوع الثاني.
توقف التنفس في أثناء النوم يُعد من أهم اضطرابات النوم، حيث يعاني الطفل من انسداد في مسالك الهواء العلوية التي تظهر في الشخير أو توقف التنفس؛ ما يسبب استيقاظ الطفل لا إرادياً .
تؤثر عملية الاستيقاظ المتكرر في استغراق الطفل في النوم، وينعكس ذلك على إفراز هرمون النمو، وهو يشابه تأثير عدم حصول الطفل على عدد ساعات كافٍ من النوم نتيجة السهر على سبيل المثال.
يتم علاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم كما في حالة توقف التنفس في أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين، ويتعافى غالبيتهم ويعودون إلى مسار النمو الطبيعي مثل أقرانهم.
تحذير من فقدان الشهية العصبي للمراهقات
نصائح حول نوم الأطفال المراهقين
العلاقة وثيقة بين نوم المراهق وهرمون النمو
قد يكون من الصعب تثبيت مواعيد النوم بالنسبة للأطفال، في ما يلي بعض الإرشادات للمساعدة في تنظيم مواعيد نوم الطفل:
جعل النوم أمراً إيجابياً ومثيراً للحماسة لدى الطفل، عن طريق ربط النوم بأنشطة الطفل وإنجازاته اليومية الرائعة التي حدثت بسبب نومه المبكر أو حصوله على قيلولة.
الاهتمام بالطعام والوجبات الغذائية الصحية غير المشبعة بالدهون، والغنية بالمعادن، والفيتامينات، والبروتينات، والكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية والأطعمة المصنعة، حيث يرتبط النوم الصحي بالغذاء الصحي.
احرصي على العلاقة الوثيقة بين النوم وهرمون النمو؛ حيث يتأثر معدل إفراز هرمون النمو عند المراهق والمراهقة بعدد ساعات النوم العميق التي يحظيان بها، ما يجعل اضطرابات النوم على اختلافها؛ أحد أسباب نقص هرمون النمو.
اعملي على عدم سهر المراهق إلى وقت متأخر أو اضطراب نمط النوم؛ ما يؤثر سلباً في إفراز هرمون النمو، وبالتالي معدل نمو الطفل، حيث إن معظم إنتاج هرمون النمو يحدث في المرحلة الأولى من النوم قبل منتصف الليل.
رياضة الجري تقلل الرغبة بتناول الوجبات السريعة
أسباب أخرى لكثرة النوم عند المراهقين
تجنب السهر والنوم المتأخر
عدم اتباع عادات نوم صحية
هي أحد أسباب كثرة النوم عند المراهقين؛ إذ إن السهر لساعات متأخرة بعد منتصف الليل يؤدي إلى الشعور بالتعب والدوخة خلال اليوم التالي؛ ما يسبب الاستيقاظ لساعات طويلة خلال النوم.
الإصابة ببعض الأمراض
انقطاع النفس، أو انقطاع النفس المركزي في أثناء النوم أحد الأمراض التنفسية، وتتمثل بالتوقف المفاجئ والسريع للنفس خلال الليل؛ ما يؤدي إلى انخفاض جودة وعدد ساعات النوم ليلاً.
متلازمة تململ الساقين
وهي تتمثل بشعور غير مريح في الساقين يؤدي إلى الحاجة الملحة لتحريكهما بشكل مفاجئ وغير منتظم كل ما يقارب 20 – 30 ثانية في أثناء الليل؛ الأمر الذي يؤدي إلى عدم الحصول على الحاجة الكافية من النوم.
الاكتئاب
اختلاف ساعات النوم هي أحد أهم الأعراض المرافقة للاكتئاب؛ لذلك يُعد الاكتئاب من أهم الأمراض النفسية التي تمثل أحد أسباب كثرة النوم عند المراهقين.
استخدام بعض الأدوية
هُناك بعض الأدوية التي تمثل أحد أسباب كثرة النوم عند المراهقين، مثل: أدوية ضغط الدم المرتفع الشعور بالتعب؛ ما يؤدي إلى النوم الزائد، وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للحساسية.
الشعور بالقلق الدائم
انخفاض الطاقة، ووجود مشكلات في التركيز والذاكرة، والإصابة ببعض الأمراض مثل: البدانة، والسكري، وأمراض القلب.