كأمهات وآباء، يعد القلق بشأن الصحة البدنية لأطفالنا مستمراً، فنحن نريد أن نكون يقظين ومدركين لجميع أمراض الطفولة التي قد يتعرض لها أطفالنا الصغار، ويعد التهاب الدماغ من الحالات المرضية المزعجة، بل والخطيرة، فهو عدوى في الجهاز العصبي المركزي تسبب التهاباً وتضخماً في الدماغ، وتؤثر بشكل رئيسي على الرضع والأطفال لضعف الجهاز المناعي لديهم.
يمكن أن يكون هذا النوع من العدوى من المضاعفات التي تنشأ من أنواع مختلفة من الفيروسات؛ مثل الهربس البسيط أو الفيروس الغدي أو الفيروس المضخم للخلايا، والتي تتطور بشكل زائد بسبب ضعف جهاز المناعة، ويمكن أن تؤثر على الدماغ، مما يسبب سلسلة من الأعراض التي تختلف في شدتها، من الارتباك وتغيرات المزاج إلى النوبات والغيبوبة.
على الجانب الآخر وفقاً لموقع “بولد سكاي” يعد التهاب الدماغ الفيروسي له علاج، ولكن يجب البدء بالعلاج في أسرع وقت ممكن لتجنب ظهور المضاعفات والأضرار الناجمة عن التهاب الدماغ.
كيف يصيب التهاب الدماغ الأطفال؟
يمكن لبعض أمراض الطفولة أن تؤدي إلى التهاب الدماغ
غالباً ما يكون سبب التهاب الدماغ عند الأطفال فيروساً وثلاث مجموعات مختلفة من الفيروسات لديها القدرة على التسبب في التهاب الدماغ.
فيروسات الهربس: منها نجد فيروس الهربس البسيط الذي يسبب قروح البرد، وفيروس جدري الماء، والهربس النطاقي، وفيروس إبشتاين بار.
الفيروسات التي تنقلها الحشرات: يمكن للبعوض والقراد نقل الفيروسات والجراثيم؛ مثل مرض لايم، أو الحمى الصفراء أو حمى الضنك كلها يمكن أن تصيب بالتهاب الدماغ عند الأطفال.
فيروسات أمراض الطفولة: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وغيرها، هي بعض من أمراض الطفولة النموذجية التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الدماغ.
التهاب السحايا البكتيري: والذي يحدث عندما تلتهب الأغشية (السحايا) التي تغطي الحبل الشوكي والدماغ بسبب البكتيريا، يمكن أن يسبب التهاب الدماغ عند الأطفال.
الأمراض المعدية؛ مثل مرض الزهري وهو أحد مضاعفات هذا المرض، ويمكن أن يسبب التهاب الدماغ.
بعض أنواع الطفيليات: يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بضعف جهاز المناعة من التهاب الدماغ إذا كانوا على اتصال بالطفيليات؛ مثل داء المقوسات.
كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالتهاب الدماغ؟
لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من التهاب الدماغ، عليك الانتباه إلى الأعراض التالية والذهاب فوراً إلى طبيب الأطفال للحصول على تشخيص دقيق، يجب الانتباه إلى الأعراض التالية وهي كالتالي:
لدى الطفل صداع وحمى.
ملاحظة وجود كتلة على اليافوخ (خاصة عند الأطفال حديثي الولادة).
رقبة متصلبة، مع القليل من الحركة.
النوم كثيراً.
يبدو عصبياً.
إذا كان الطفل في سن التحدث، وتلاحظين تغيرات في طريقة التعبير عن نفسه، أو تظهر عليه صعوبات عند النطق.
ظهور طفح جلدي مفاجئ دون سبب.
يبدو مرتبكاً أو حتى يعاني من الهلوسة.
الخمول والتعب.
فقدان الشهية.
النوبات أو ضعف العضلات.
فقدان الذاكرة.
الحساسية الشديدة للضوء.
على الجانب الآخر يجب أن لا تكون أعراض التهاب الدماغ محددة دائماً للعدوى، ويمكن الخلط بينها وبين أمراض أخرى؛ مثل التهاب السحايا أو نزلات البرد، ويمكن تشخيص العدوى لدى الطفل من خلال اختبارات الدم والسائل النخاعي، أو مخطط كهربية الدماغ (EEG)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية، أو خزعة الدماغ.
هل التهاب الدماغ معدي؟
يجب على الطفل ارتداء قناع الوجه لتجنب انتقال الفيروس لأفراد الأسرة الباقين
التهاب الدماغ الناتج عن الفيروسات يعد معدياً، وينتقل للطفل عن طريق ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي؛ مثل اللعاب أو العطاس، لذلك من المهم أثناء العلاج أن يحافظ الطفل على نظافة جيدة، وأن يرتدي قناع الوجه لتجنب انتقال الفيروس لأفراد الأسرة الباقيين.
قد يهمكِ الاطلاع على أمراض الأطفال المعدية وكيف تحمين طفلك من الإصابة
كيفية علاج التهاب الدماغ عند الأطفال؟
يعد الهدف الرئيسي من العلاج هو مساعدة الجسم على محاربة العدوى وتخفيف الأعراض ولهذا السبب، فإن بقاء الطفل في حالة راحة واتباع نظام غذائي معتدل وتناول الكثير من السوائل خلال اليوم يعد أمراً ضرورياً لعلاج المرض.
ومع ذلك يمكن أن يصبح التهاب الدماغ عند الأطفال مرضاً خطيراً، مما يسبب نوبات متكررة وقيئاً لذلك يجب أن يكون العلاج في المستشفى؛ لأنه من الضروري السيطرة على ضغط الدم والتنفس ومعدل ضربات القلب.
يمكن استخدام أدوية مختلفة لعلاج المرض، وتعد من الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الأسباب هي الكورتيكوستيرويدات، والتي تساعد على تقليل الالتهاب في الدماغ.
لا يستمر التهاب الدماغ عند الأطفال عادة أكثر من أسبوع، لكن الشفاء التام قد يستغرق أشهراً، ومع ذلك، عادةً ما يكون التعافي كاملاً في معظم الحالات.
مضاعفات التهاب الدماغ عند الأطفال
على الرغم من أنه مرض نادر بفضل العدد الكبير من اللقاحات، إلا أن الأطفال الذين يعانون من التهاب الدماغ معرضون لخطر الإصابة بالعديد من المضاعفات؛ اعتماداً على شدة المرض، وتعد أبرز المضاعفات كالتالي:
مشاكل في الذاكرة.
شلل في العضلات.
اضطرابات بصرية.
الصرع.
حركات العضلات اللاإرادية.
صعوبات في النطق والسمع.
تغيرات في السلوك.
اضطرابات التعلم.
في النهاية وقبل كل شيء، يجب أن تظل الأم هادئة لأن التهاب الدماغ عند الأطفال يعد مرضاً نادراً جداً، وعلى الرغم من أنه لا يمكن الوقاية منه، إلا أنه من الممكن منع الإصابة بالفيروسات المسببة له.