يتم نقل العديد من الأطفال إلى قسم الطوارئ يومياً بسبب التسمم بالأدوية، هذا ما أمده الأطباء الموجودون في الطوارئ، إنه أمر مخيف ولكنه حقيقي، ويرجع ذلك إلى أن الأطفال فضوليون بطبيعتهم تجاه الكثير من الأشياء، وينبهرون بشكل خاص بأي شيء يتناوله الأب أو الأم. لذا عندما تتاح لهم إمكانية الوصول إلى الأدوية، فإن الكارثة تنتظر أن تحدث.
باعتبارك أمّاً فأنت تريدين أن تفعلي كل ما في وسعك لحماية أطفالك، ولكن مع كل ما تتعرضين له من مشكلات يومياً، فمن السهل أن تنسي الحفاظ على أدويتك، في مكان آمن، وقد يكون هذا مميتاً لأطفالك، إليك ما ينصحك به الأطباء، عند ابتلاع طفلك دواء عن طريق الخطأ.
أخطر الأدوية على الأطفال
أخطر الأدوية على الأطفال
في حين أن أي دواء يمكن أن يكون ساماً للطفل إذا تم تناوله في ظل ظروف خاطئة، فإن الأنواع الآتية تعتبر أدوية خطيرة بشكل خاص.
أدوية القلب
قد يستهين الشخص البالغ، بتناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، لكن يجب توخي الحذر عند وجود فشل قلبي وتناول أي دواء حتى وإن كان يُصرف بدون وصفة. حيث يمكن أن تحتوي مثل تلك الأدوية على مواد تعمل على تضييق الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى توقف عضلة القلب، لذا يجب استشارة الطبيب في مثل هذه الحالة. فما بالك إذا تناول طفلك أدوية القلب عن طريق الخطأ، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض معدل ضربات قلب الطفل وضغط دمه إلى مستويات منخفضة بشكل خطير. وقد يؤدي هذا إلى إصابة الطفل بصدمة ويؤدي إلى توقف القلب.
مسكنات الألم
حذرت دراسة أميركية حديثة من الإفراط في إعطاء مسكنات الألم وخوافض الحرارة التي تعطى بصورة مستمرة للأطفال. وذكر باحثون أن قرابة 3 في المائة من حالات الإصابة بأضرار بالغة في الكلى لدى الأطفال خلال العقد الأخير ترجع إلى استخدام مسكنات الألم مثل “الإيبوبروفين” و”النايروكسن”. تعد مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية أو بدونها أحد الأسباب الرئيسية للتسمم المميت لدى الأطفال، وتظهر الإحصائيات أنها تسببت في 31% من الوفيات بسبب التسمم لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في عام 2010.
مضادات الاكتئاب
يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب المرضى البالغين على الشعور بتحسن، لكنها تفعل العكس تماماً بالنسبة للطفل الصغير الذي يتناولها. وباعتبارها ثاني أعلى سبب للتسمم لدى الأطفال دون سن السادسة، يبدو أن المرضى لا يبذلون جهداً كافياً لإبعاد أدويتهم عن متناول أيديهم. وتمثل مضادات الاكتئاب وأدوية الحساسية والمهدئات مجتمعة 17% من حالات التسمم المميتة بين الأطفال.
كما أنها قد تخلق سلوكاً انتحارياً (أو تزيد من حدته) لدى عدد قليل من الأطفال والمراهقين. فأظهر التحليل أن بعض الأطفال والمراهقين الذين يتناولون مضادات اكتئاب قد ازدادت الأفكار الانتحارية لديهم بنسبة ضئيلة مقارنةً بالذين يتناولون حبوب السكر (دواء وهمي).
أدوية مرض السكري
مع انتشار مرض السكري بشكل متزايد، أصبح يتم وصف الأدوية الخاصة بهذا المرض بشكل متكرر. وقد تكون هذه الأدوية ضارة أيضاً بالأطفال الصغار، فقد يؤدي أخذ جرعة زائدة من حبوب السكر إلى بعض الآثار الجانبية الخطيرة منها: الوفاة المباشرة بسبب نقص السكر في الدم الناتج عن الجرعة زائدة من أقراص السكر. انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم ويتسبب في تلف خلايا الدماغ عند الطفل.
الأدوية المتاحة دون وصفة طبية
إن العديد من الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، والتي تبدو غير ضارة، مسؤولة عن ارتفاع معدلات التسمم بين الأطفال بشكل مفاجئ. إن المنتجات مثل مراهم العضلات التي تحتوي على الكافور أو عشبة الشتاء، وقطرات العين، وبخاخات الأنف، لها القدرة على التسبب في نوبات الصرع والغيبوبة وردود الفعل الأخرى لدى الأطفال الصغار.
علامات تشير إلى أن طفلك قد تناول أدويتك
علامات تشير إلى أن طفلك قد تناول أدويتك
تتفاوت أعراض التسمم الدوائي عند الأطفال بشكل كبير بناءً على نوع الدواء المسبب للتسمم، والكمية التي تم تناولها، إضافةً إلى التاريخ الطبي والمرضي للحالة، وقد تشمل:
أعراض الجهاز الهضمي: الغثيان، والقيء، وألم البطن، والإسهال عند الأطفال.
أعراض عصبية: كالدوخة، والصداع، والتشوش، والنعاس، أو حتى الغيبوبة في الحالات الشديدة.
أعراض تنفسية: كصعوبة التنفس، وفي حالات نادرة، توقف التنفس.
تفاعلات جلدية: كالطفح الجلدي، و الحكة، وتهيج الجلد.
كما تجدر الإشارة إلى أن وقت ظهور الأعراض قد يختلف تبعاً لنوع الدواء المستخدم وجرعته، حيث يمكن لبعض الأدوية أن تسبب ظهور الأعراض بشكل فوري بعد تناولها، بينما قد تتأخر هذه الأعراض لساعات في أدوية أخرى.
لهذا السبب، إذا لوحظ وجود علبة دواء فارغة بطريقة تثير الشكوك، خاصة إذا كان هناك أطفال في المنزل، من الضروري الاتصال بخدمات الطوارئ فوراً، حتى لو لم تكن هناك أعراض تسمم واضحة بعد، لمنع دون حدوث أي مضاعفات خطيرة. وفي بعض الحالات، قد يصاب طفلك بنوبة أو يصبح مضطرباً وفي ظروف شديدة قد يدخل في غيبوبة.
هل تعرفين الإسعافات الأولية لطفلك بعد شرب الكلور.. سارعي بعملها؟
ماذا تفعلين إذا ابتلع طفلك الدواء؟
امنعي طفلك منعاً كلياً من شرب الحليب
في حالة تمكن طفلك من بلع أي كمية من الدواء، فمن الضروري أن تتخذي إجراءً فورياً.
ساعدي الطفل في تنظيف فمه من بقايا الدواء.
يجب أن يشرب الطفل الكثير من الماء أو الشاي أو العصير لتخفيف آثار المادة المبتلعة.
امنعي طفلك منعاً كلياً شرب الحليب في مثل هذه الحالة، وتبرر مؤسسة صحة الأطفال أن شرب الحليب يمكن أن يسرع من امتصاص الأمعاء للسم.
اذهبي إلى غرفة الطوارئ الأقرب إليك، و لا داعي للذعر، فالذعر لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. اصطحبيه إلى غرفة الطوارئ الأقرب إليك دون تأخير.
حاولي تحديد نوع الدواء الذي ابتلعه وخذي الزجاجة معك إلى غرفة الطوارئ، حتى تتمكني من إخبار طبيب الطوارئ بالجرعة والكمية التي ربما ابتلعها. سيساعد هذا الفريق الطبي على تقديم العلاج الصحيح في أسرع وقت ممكن.
التخزين الذكي لأدويتك
لا تحتفظي بالأدوية المتبقية في المنزل لسنوات
إن الوقاية دائماً أفضل من العلاج، لذا اتخذي الاحتياطات اللازمة لضمان عدم حصول طفلك على أي نوع من الأدوية، عليك بالخطوات الآتية:
قومي بتخزين جميع الأدوية بعيداً عن أنظار ومتناول الأطفال الصغار.
ضعيها في زجاجات ذات أغطية مقاومة للأطفال.
احرصي على إعادة الزجاجة إلى مكانها الصحيح في كل مرة تستخدمينها. لن يسهل عليك العثور عليه فحسب، بل يقلل أيضاً من خطر ترك الدواء على المنضدة حيث يمكن لطفلك الوصول إليه.
حاولي ألا تتناولي الدواء أمام أطفالك، لتقليل احتمالية رغبتهم في تقليد أفعالك.
لا تشيري أبداً إلى الدواء أو الأقراص على أنها حلوى، في حالة تمكن الطفل من الوصول إلى الدواء، فإن فكرة أن الدواء قد يكون لذيذاً تزيد من إغراء تناوله.
اطلبي من ضيوفك أيضاً إبعاد أي حاويات تحتوي على أدوية عن متناول أيديهم عندما يزورونك.
لا تحتفظي بالأدوية المتبقية في المنزل لسنوات بعد الانتهاء من تناولها أيضاً. فمن السهل أن تتغافلي عن شيء لا تستخدمينه بانتظام، ورغم أن الأدوية تفقد فعاليتها بمرور الوقت، إلا أنها لا تزال قادرة على التسبب في أضرار وألم كبيرين إذا ما استخدمتها بأيدٍ خاطئة.