يعرف مسحوق صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم بدوره في امتصاص الروائح الكريهة كما أنه مسحوق يستخدم في المخبوزات، فضلًا عن دوره في تقشير الجلد.
انتشر مؤخراً توجّهٌ لتناول مياه بيكربونات الصوديوم بهدف تحسين الحالة الصحية، بحسب تجارب بعض الأشخاص فإن مسحوق بيكربونات الصوديوم الذائب في الماء يحسن الأداء الرياضي ويعالج ارتجاع المريء كما يحسن مستويات الطاقة، لكن هل هذه الادعاءات لها أساس علمي؟
قالت فرانسيس لارجمان روث، أخصائية التغذية ومؤلفة كتاب “Everyday Snack Tray ” إن صودا الخبز يعتبر مكونًا طبيعيًا رائعًا له استخدامات عديدة رغم ذلك قد ترتبط ببعض المخاطر وكونها طبيعية لا يعني أنها آمنة تماماً.
وتشير روث إلى أنه يجب الحذر عند استخدام ماء بيكربونات الصوديوم بسبب تأثير التركيب الكيميائي لها على الجسم، لأن التفاعل بين الجسم وبيكربونات الصوديوم في أوقات يساعد وفي حالات أخرى يضر.
من جانبها قالت جريس ديروشا، أخصائية التغذية والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في الولايات المتحدة الأمريكية في تصريحات لـ “سي إن إن” ، إن بيكربونات الصوديوم، تعد مادة قلوية تتكون من الصوديوم والهيدروجين والكربون والأكسجين، لذلك هي علاج جيد لحالات ارتجاع المريء و الحد من الإفرازات الحمضية في المعدة.
تأثير ماء بيكربونات الصوديوم على درجة حموضة الجسم
وعلى مقياس درجة الحموضة للقلوية والحموضة، فإن أي شيء بدرجة حموضة أقل من 7 يكون حامضيًا، في حين يكون 7 إلى 8 محايدًا وأي شيء من 8 إلى 14 يكون قلويًا أو قاعديًا. فيما يشير خبراء التغذية إلى أن درجة الحموضة الطبيعية لجسم الإنسان، يتراوح بين 7.35 و7.45 ، لكن أجزاء معينة من الجسم لها درجة حموضة خاصة بها – مثل درجة الحموضة العالية للمعدة التي تبلغ 1.
ومن هنا يشير الخبراء إلى أن المبالغة في تناول ماء بيكربونات الصوديوم يخل بتوازن حموضة المعدة ما قد يؤدي إلى اختلال التوازن.
فوائد وأضرار ماء بيكربونات الصوديوم
دعونا نقول إن ماء بيكربونات الصوديوم لها فوائد وفي الوقت نفسه مجموعة من الأضرار، فيما يلي تأثيرات ماء بيكربونات الصوديوم على الجسم بين الفوائد والأضرار:
تحسين اللياقة البدنية
في ثمانينيات القرن العشرين تم إثبات أن تناول ماء بيكربونات الصوديوم تساعد على ممارسة التمارين الرياضية بشكل أفضل، قالت الدكتورة تامارا هيو بتلر، أستاذة علم وظائف الأعضاء الرياضية في جامعة وين ستيت في ديترويت، أنه أثناء ممارسة التمارين الرياضية تنتج العضلات أيونات الهيدروجين، ثم يؤدي تحلل جليكوجين العضلات الذي ينتج الطاقة أيضًا إلى تكوين حمض اللاكتيك بالإضافة إلى أيون الهيدروجين، و تراكم الأيونات يزيد من الحموضة في العضلات مما يخفض القدرة على أداء التمارين الرياضية هنا تكمن فائدة ماء بيكربونات الصوديوم قبل التمرين في تقليل الحموضة في العضلات مما يحسن الأداء في التمارين الرياضية قصيرة المدة وعالية الكثافة.
خفض حموضة المعدة
وفقًا لطبيعتها القلوية فإن بيكربونات الصوديوم تعمل على خفض حموضة المعدة وتخفيف ارتجاع المريء أو عسر الهضم لذلك تعد ماء بيكربونات الصوديوم علاج شائع في هذه الحالات.
الحد من أمراض الكلى
من بين فوائد ماء بيكربونات الصوديوم هو أن تناولها يؤدي إلى الحد من الإصابة بأمراض الكلى، وإن كنت مصابًا بالفعل بأمراض الكلى فإن هذا المشروب الطبيعي يحد من تطور الحالة ويبطئ المضاعفات. وفقًا لدراسة نُشرت في 5 أغسطس في المجلة الأمريكية للطب، فإن تناول جرعتين يوميًا من ماء بيكربونات الصوديوم يبطيء مضاعفات مرض الكلى .
قال الدكتور بول أوكونور، أستاذ علم وظائف الأعضاء في كلية الطب بجامعة أوغوستا في جورجيا، إن الأعضاء لا يمكنها التخلص الحمض الزائد كل يوم خاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، مما يؤدي إلى زيادة حمضية الدم.
ربما تودين الإطلاع على أسباب احتباس السوائل في الجسم وخطوات العلاج وفق خبيرة
ارتفاع ضغط الدم
رغم تأثير ماء بيكربونات الصوديوم الإيجابي على مرضى الكلى لكن تأثيرها على ضغط الدم مختلف لأنها قد تسبب ارتفاع ضغط الدم ومن ثم ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تقليل الالتهابات
صودا الخبز تقلل الالتهاب، وهو عامل خطر للعديد من المشاكل الصحية بما في ذلك أمراض القلب والاكتئاب ومرض الزهايمر ولكن حدت الدراسات من تأثير بيكربونات الصوديوم على الالتهابات وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن تستفيد من مزيج الماء وبيكربونات الصوديوم.
أشخاص لا يمكنهم تناول ماء بيكربونات الصوديوم
هناك أشخاص لا يمكنهم تناول ماء بيكربونات الصوديوم على الإطلاق لأنها تشكل خطورة عليهم، ويأتي في المرتبة الأولى الأطفال والحوامل، كما أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب والأوعية الدموية أو أصحاب الضغط المرتفع.
ويرجع هذا التحذير إلى ارتفاع محتوى الصوديوم، حيث تحتوي ملعقة صغيرة على أكثر من 1200 مليجرام . ويبلغ الحد الأقصى اليومي المثالي للصوديوم من جمعية القلب الأمريكية 1500 مليجرام يوميًا لمعظم البالغين، وخاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولا يزيد عن 2300 مليجرام يوميًا.
إذا كنت تعانين من عسر الهضم، يمكنك تجربة ربع ملعقة صغيرة مخلوطة بكوب من الماء، حتى لا تعانين لاحقًا من الإسهال أو الغازات أو الغثيان أو القيء بسبب تناول كمية كبيرة.