عادةً ما يتم إجراء عمليات نقل الدم للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية خطيرة، مثل ضحايا الحوادث والمرضى الذين يخضعون لعملية جراحية لتعويض خلايا الدم المفقودة أو لزيادة تعداد خلايا الدم لدى مرضى فقر الدم. وفي بعض الأحيان قد يكون نقل الدم ضرورياً أيضاً أثناء الحمل، وذلك إذا فاقت الفوائد المخاطر، فهو يُعد إجراءً آمناً للنساء الحوامل ولا يشكل مصدراً للقلق عند إجرائه، ومع ذلك قد تعاني النساء الحوامل من بعض الآثار الجانبية أثناء عمليات نقل الدم، وهي الصداع والحمى والحكة في منطقة الأوعية الدموية المستخدمة في عملية نقل الدم. فيما يلي وفقاً لموقع “هيلث” العديد من الحالات التي يمكن أن تجعل النساء الحوامل بحاجة إلى عمليات نقل دم وما الذي تحتاجين إلى معرفته قبل القيام بذلك؟
فقر الدم بسبب نقص الحديد
تُعتبر النساء الحوامل أكثر عرضة لحدوث فقر الدم من غيرهن، بسبب حاجتهن إلى كميات أكبر من الحديد وحمض الفوليك ويُعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو حالة يفتقر فيها جسم المرأة الحامل إلى كمية الحديد، مما يؤدي إلى انخفاض الهيموجلوبين بسبب عدة عوامل من أهمها الحمل المتعدد وتقارب المدة الزمنية بين حمل وآخر والقيء الحملى المفرط وعدم تناول الأغذية الغنية بالحديد، والفيتامينات، والمعادن الضرورية لإنتاج كريات الدم الحمراء وإصابة المرأة بفقر الدم قبل الحمل.
و عادةً ما يتم إجراء عمليات نقل الدم عندما تكون نسبة الهيموجلوبين لدى المرأة الحامل أقل من 7 جم/ ديسيلتر في الأسبوع 34 من الحمل و أقل من 5 جم/ ديسيلتر في أي ثلث من الحمل، حيث يمكن أن تزيد من خطر وفاة الأمهات.
الثلاسيميا
تُعتبر عمليات نقل الدم أحد الأشياء التي يجب على المرأة الحامل المصابة بالثلاسيميا القيام بها بانتظام، وذلك لأن جسمها لا يستطيع إنتاج خلايا الدم الحمراء وتحتاج إلى المزيد من الهيموجلوبين لدعم نمو الجنين. وبالتالي فإن عمليات نقل الدم التي قد تزيد خلال فترة الحمل.
إن كنت تعانين من الثلاسيميا فسيقوم الطبيب بمراقبتك ومراقبة الجنين باستمرار خلال المخاض ولكن عادةً ما يُنصح النساء الحوامل المصابات بالثلاسيميا، بالولادة بعملية قيصرية لتقليل خطر الإصابة بنزيف ما بعد الولادة.
خطر النزيف
يُعد السبب الآخر لحاجة النساء الحوامل إلى نقل الدم وهو النزيف الشديد والحالتان اللتان تتسببان في أغلب الأحيان في حاجة النساء الحوامل إلى نقل دم إضافي في وقت مبكر من الحمل، هما الإجهاض والحمل خارج الرحم.
يمكن أيضاً أن تكون مشاكل المشيمة، مثل انفصال المشيمة المبكر، والتهابات الأعضاء التناسلية الشديدة، وتآكل عنق الرحم، سبباً لاحتياج النساء الحوامل إلى عمليات نقل دم لأنها تزيد من خطر النزيف أثناء الولادة لذلك، فكري في الولادة في مستشفى تتوافر فيها خدمات نقل الدم الكافية إذا كنتِ تعانين من إحدى هذه الحالات أثناء الحمل.
قد يهمكِ الاطلاع على النزيف في أواخر الحمل.. أسبابه وأسرع علاجات تخلصك منه
أمور عليك الانتباه إليها قبل نقل الدم أثناء الحمل
عمليات نقل الدم التي تتم أثناء الحمل هي إجراء لتقليل مخاطر المضاعفات المختلفة
قد يكون إجراء عمليات نقل الدم، أمرا مخيفاً بعض الشيء أثناء الحمل ومع ذلك، عليك أن تتذكري أن عمليات نقل الدم التي تتم أثناء الحمل هي إجراء لتقليل مخاطر المضاعفات المختلفة التي يمكن أن تتعرضي لها أنت وجنينك بسبب نقص الدم، والسبب هو أن الدم له دور مهم في توزيع الأكسجين والمواد المغذية في الجسم، بما في ذلك جسم الجنين.
تستغرق عملية نقل الدم عادةً ما يصل إلى ثلاث ساعات لكيس دم واحد يحتوي على حوالي 300 سم مكعب من الدم وفي ظل ظروف معينة، يمكن زيادة معدل نقل الدم بحيث تكون المدة أقصر، وفي أغلب الأحيان يتضمن نقل الدم للحوامل خلايا الدم الحمراء فقط، ومن غير المرجح أن تكون هناك حاجة إلى الصفائح الدموية والبلازما.
وفي الوقت نفسه، يجب إيقاف عملية نقل الدم فوراً إذا كانت المرأة الحامل تشتكي من ضيق في التنفس، أو صداع شديد، أو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
في ظل ظروف معينة، يمكن أن يسبب نقل الدم أثناء الحمل أيضاً العديد من المضاعفات مثل ما يلي:
انخفاض حرارة الجسم أو انخفاض مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
فرط بوتاسيوم الدم أو مستويات البوتاسيوم في الدم مرتفعة للغاية.
نقص كلس الدم أو مستويات الكالسيوم في الدم منخفضة جداً.
اعتلال التخثر أو اضطرابات عملية تخثر الدم.
اليرقان.
وجود عدوى.
تفاعلات نقل الدم (هي حالة اضطرابية تظهر علاماتها وأعراضها أثناء نقل وحدات الدم أو بعض مكونات الدم أو بمرور 24 ساعة على عملية النقل).
في النهاية يجب الانتباه إلى نقل الدم طالما يتم بناءً على توصية الطبيب، وهو إجراء آمن للنساء الحوامل. ومع ذلك، ليس من الخطأ أن تكوني قلقة بشأن حالة الجنين أثناء عملية نقل الدم لذلك، ولا تترددي في طرح أسئلة مختلفة على طبيبك بخصوص مخاوفك بشأن عمليات نقل الدم