السمنة أصبحت مرض العصر، كل الأنظار تتجه نحوها الآن، وخطوات جادة ومحاولات كبيرة تبذل لتوعية الآباء بالمنزل، وتثقيف أطباء التغذية والسمنة بالعيادات الخاصة والحكومية، هؤلاء الذين يتعاملون مع المرضى لمنع تفاقم السمنة التي يشكو منها الكبار والصغار على السواء.
ومن قبل وضع طرق وحلول لهذه المشكلة، تتساءل الأمهات بحرص وخوف معاً: متى تصبح سمنة الطفل مشكلة؟ وماذا عن هؤلاء الأطفال من 2-9 سنوات الذين يعانون من السّمنة، وكيف أعرف أن طفلي مصاب بالسمنة؟ وماذا لو كان أحد الوالدين يعاني من السّمنة؟ وهل للأسباب النفسية دخل في زيادة وزن الطفل؟
“أسباب سمنة الطفل
خلل الغدة الدرقية سبب للسمنة
خلل في النمط الغذائي عند الطفل، أو لتأثير العامل الوراثي؛ ففي حالة إصابة الوالدين أو أحدهما بالسمنة، يصاب بها الأبناء غالباً.
عدم الرضاعة الطبيعية، وتناول الحليب الصناعي، الذي يسبب زيادة الوزن للأطفال خاصة في أنواع معينة منه.
إدخال الطعام غير الصحي للطفل منذ صغره مثل الوجبات السريعة المشّبعة بالدهون والمقالي والزيوت غير الصحية.
تناول الطفل لكميات كبيرة من السناكس والمقرمشات، والسكاكر بكميات كبيرة؛ مما يرفع من السعرات الحرارية لدى الطفل.
شرب الماء بكميات كبيرة أثناء تناول الطعام.
عدم تناول الطفل للفواكه والخضروات الغنية بالألياف.
نقص بعض الأملاح والمعادن والفيتامينات يسبب السمنة لدى الصغار.
خلل الغدة الدرقية يؤدي للسمنة، وكذلك لأعراض أخرى.
تناول الطعام بكميات كبيرة قبل النوم.
شعور الطفل بالغيرة والتوتر والقلق، يجعله يقبل على الطعام بنهم.
تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز أو لعب الألعاب الإلكترونية، والأجهزة اللوحية.
شرب المشروبات الغازية بكثرة وخاصة بين الوجبات.
معاناة الطفل من القلق والاكتئاب من أكثر الأسباب التي تعرض الطفل للسمنة وزيادة الوزن.
قواعد مهمّة للتعامل مع سمنة الطفل في بدايتها
اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الدهون والسكريات
الإغاظة والاستهزاء غير مسموح بهما نهائياً.
اللوم والعتاب مرفوضان أيضاً بشكل قطعي.
الكذب أو إخفاء الحقيقة على الطبيب المعالج أو اختصاصي التغذية مرفوض؛ لأنه موجود لتقديم المساعدة وليس لإطلاق الأحكام!
يُمنع نعت الطفل بـ(السمين) أو ما شابهها من ألقاب سلبية لأن ذلك لا يجدي نفعاً.
اتّباع الأسرة لنظام غذائي صحي مع الطفل، وعدم منعه من أكل شيء بالتحديد والسماح لإخوته به؛ إذ يعد أمراً سلبياً.
حلول لمعالجة سمنة الطفل
ذهاب الطفل إلى اختصاصي نفسي؛ إذا كانت زيادة الوزن لديه مفاجئة ومرتبطة بمشكلات أسرية أو مشكلات في المدرسة، وفاة أحد أفراد الأسرة، فالأغلب أنها مشكلة نفسية.
تنظيم غذاء الطفل بالتعاون مع اختصاصي تغذية مع مراعاة عمره؛ حتى لا ينقص وزنه في مرحلة الطفولة المبكرة.
حددي ساعات لجلوسه أمام التلفاز والأجهزة، ورافقيه في رياضة المشي، ومن الممكن اللعب معه في الحديقة؛ ما يزيد من نشاطه وقوة علاقتكما.
أعطيه الفواكه الطازجة والمجففة، والحلويات بكميات قليلة وقطع صغيرة؛ حتى لا يتناولها سراً، وقدمي له الأطباق بطريقة مبتكرة.
لا تكافئيه بالطعام أو الحلويات، واجعليه يرافقك عند شراء الأغذية الصحية أو يشاهدك وأنتِ تحضرينها وخذي رأيه واسأليه عن الوجبات التي يحبها.
تعرفي إلى الطعام الذي يتناوله في المدرسة، كذلك من الممكن إعداد وجبة الفطور والوجبة الخفيفة من المنزل وإعطاؤها له عند ذهابه للمدرسة.
دور طبيب الأطفال واختصاصي التغذية
لطبيب الأطفال وأخصائي التغذية دور في علاج سمنة الطفل
عمل الفحوصات وأخذ العينات اللازمة؛ فهناك بعض الأمراض قد تؤدي إلى زيادة الوزن عند الأطفال كتفاقم مشاكل الربو ومشاكل نقص الأكسجين أثناء النوم.
ثم يطلب مذكّرة موجزة عن قائمة الأطعمة التي تناولها الطفل في فترة معينة (كيوم مثلاً) بشرط أن تكون القائمة صادقة، وتشمل كل الأطعمة بالفعل.
هناك أيضاً بعض الأطفال ممن يعانون من اضطرابات ونقص في الانتباه ناتج عن فرط الطاقة والحركة التي يمتلكونها.
وأطفال يعانون من مرض السكري أو أمراض الكبد الدهني أو أمراض في المفاصل، الصداع الدائم وضغط الدّم، قد تظهر نتائجها على شكل زيادة في الوزن.
ويقوم اختصاصي التغذية بكتابة توصيات غذائيّة وحياتيّة، كوقف شرب المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة بالسكر، استبدال الدّرج بالمصعد وتقليل نسبة النشويات.
وتتم المتابعة بعد أسبوعين مثلاً من التطبيق؛ لضمان بدء ظهور النتائج الإيجابية؛ مما يحفّز الطّفل ووالديه على الاستمرار.
نصائح مقدّمة لوالدي الطفل السمين
عدم جلب الوجبات من الخارج
لا تزني طفلك بانتظام في المنزل؛ حتى لا تزيدي من الاضطرابات في حياة الطفل أو التركيز على قضايا صورة الجسم.
وإذا أردت معرفة إن كان طفلك يكسب أو يخسر الوزن، يمكنك معرفة ذلك من ملابسه إذا أصبحت فضفاضة أو أصبحت ضيقة.
شرب كوبين من الماء قبل مغادرة المنزل لحفلة عيد ميلاد أو لتناول العشاء مثلاً؛ لأنها سوف تعطي شعوراً بالامتلاء؛ ما يحد من كمية الطعام المستهلكة للطفل.
تناول الطعام المطبوخ في المنزل عوضاً عن الأكل في المطاعم، فالوجبات في الخارج عادةً ما تكون مصدر تغذية سيئاً للغاية؛ نظراً لاحتوائها على كميات عالية من الصوديوم، والمواد المصنّعة والّلحوم المجمدة غير موثقة المصدر.
تقليل نسبة السكاكر قدر الإمكان واستبدال الفواكه بها، ولا تنسيْ استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي مع طفلك، بدلاً من أسلوب العقاب.
واعملي على ابتكار طرق مختلفة لتحبيب فكرة تغير النظام الغذائي إلى نفسه؛ كصنع لوحات ووضع صور لأغذية صحية وتعليقها في أماكن تناول الطعام.