يعرف الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy) بأنه حالة تنمو فيها البويضة المخصبة في أماكن أخرى غير بطانة جوف الرحم، مثل قناة فالوب، أو المبيض، أو في تجويف البطن، أو عنق الرحم، أو جرح القيصرية السابقة ،ويعد أكثر مواضع الحمل خارج الرحم شيوعًا هي قناة فالوب، لذا يطلق عليه أيضًا الحمل الأنبوبي. ورغم ما قيل في الدراسات وتحليلات الأطباء عن علاجاتهم لهذه الحالة المرضية، التي قد تصبح مستعصية عند النساء، هناك الكثير من التحليلات والعلاجات، التي تدل عليها الدكتورة هديل زكريا حاج علي، أخصائية أمراض النساء والتوليد، عيادة أستر، قارئات “سيدتي” في هذا الموضوع الحساس والمهم.
يحدث الحمل في الحالات الطبيعية عندما يتم تخصيب البويضة التي أطلقت من المبيض في قناة فالوب التي تشكل ممرًا يصل بين المبيض والرحم، ثم تتحرك البويضة المخصبة فيها متجهة إلى الرحم لتنغرس في نهاية المطاف في بطانة الرحم، ولكن في بعض الحالات تظل البويضة المخصبة عالقة في قناة فالوب وتنمو فيها فيحدث الحمل خارج الرحم، وفي حال تأخر العلاج قد يصل الأمر إلى انفجار قناة فالوب، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الأم
أعراض الحمل خارج الرحم
ألم في الحوض أو البطن
تتشابه علامات الحمل خارج الرحم في البداية مع علامات الحمل الطبيعية نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في كلتا الحالتين، حيث تعاني المرأة من انقطاع الحيض، ووجع في الثدي، وغثيان وقيء، وكذلك تكرار التبول والتعب العام. وقد يبدأ بعد ذلك ظهور أعراض الحمل خارج الرحم، وتعدد د. هديل هذه الأعراض بما يلي:
ألم في الحوض أو البطن في جانب واحد، ويعد ذلك أبرز أعراض الحمل خارج الرحم المبكرة، قد يكون الألم خفيفًا أو حادًا، متقطعًا أو مستمرًا، ويمكن أن تعاني المرأة من ألم مفاجئ وشديد في أسفل البطن عند تمزق قناة فالوب.
نزيف خفيف أو شديد وقد يكون لون الدم أفتح أو أغمق من الحيض.
إفرازات مائية، وربما يتسم لون إفرازات الحمل خارج الرحم باللون البني الغامق.
ألم في الكتف والرقبة نتيجة حدوث نزيف داخلي يؤدي إلى تهيج العصب الحجابي إثر تجمع الدم تحت الحجاب الحاجز.
اضطراب في المعدة وقيء.
الشعور بضغط في منطقة المستقيم والإحساس بعدم الراحة عند التبول أو التبرز.
ضعف عام ودوخة، وربما يصل الأمر إلى الإغماء.
جدير بالذكر أنه ينبغي على النساء الحوامل مراجعة الطبيب على الفور في حال المعاناة من الأعراض السابقة.
هل تميزين علامات وأعراض الحمل خارج الرحم وطرق العلاج
أسباب الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم نتيجة عدم قدرة البويضة المخصبة على التحرك بسرعة عبر قناة فالوب إلى الرحم، لتتم عملية غرس البويضة في بطانة الرحم وحدوث حمل طبيعي، وقد يعزى ذلك إلى وجود مشكلة في قناة فالوب تعوق حركة البويضة أو تمنعها. وتشمل أسباب الحمل خارج الرحم المحتملة، كما تشير إليها الدكتورة هديل زكريا حاج علي ما يلي:
انسداد قناة فالوب جزئيًا أو كليًا نتيجة حدوث التهاب أو عدوى فيها.
حدوث التصاقات في قناة فالوب إثر الخضوع لجراحة سابقة في منطقة الحوض.
تندب في قناة فالوب جراء الإصابة بعدوى سابقة فيها أو الخضوع لجراحة.
وجود عيب خلقي أو تشوه في شكل قناة فالوب.
ما هي عوامل خطر الحمل خارج الرحم؟
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر حدوث حمل خارج الرحم، وفيما يلي توضح، د. هديل، أبرزها:
تاريخ من حدوث حمل خارج الرحم.
الخضوع لجراحة في منطقة الحوض أو البطن، مثل الولادة القيصرية، أو إزالة الأورام الليفية.
تاريخ من الإجهاض المتكرر المتعمد أو المستحث.
حدوث حمل أثناء وجود اللولب، أو خلال تناول حبوب البروجسترون لمنع الحمل.
حدوث حمل بعد الخضوع لجراحة ربط قناة فالوب.
تاريخ من الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
العدوى المنقولة والتي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الحوض.
استعمال أدوية الخصوبة التي تحفز التبويض كما عند إجراء الإخصاب في المختبر (التلقيح الصناعي).
التدخين.
النساء من عمر 35 عامًا فأكثر.
تجدر الإشارة إلى أن الحمل خارج الرحم قد يحدث لدى المرأة من دون وجود أي عامل خطر من العوامل السابقة
كيفية تشخيص الحمل خارج الرحم
قد يصعب تشخيص الحمل خارج الرحم في البداية لتشابه أعراضه مع الحمل الطبيعي وكذلك مع مشاكل صحية أخرى، ويعتمد تشخيصه على إجراء فحص للحوض، وتقييم الأعراض، وكذلك إجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار).
ويتضمن التصوير بالموجات فوق الصوتية سواء الخارجي على البطن والحوض أو الداخلي عبر المهبل فحص الرحم وقناتي فالوب، وموقع كيس الحمل، ونبض الجنين. يمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى أيضًا مثل تحاليل الدم
طرق علاج الحمل خارج الرحم
إزالة كيس الحمل (الجنين)
تستدعي حالات الحمل خارج الرحم إزالة كيس الحمل (الجنين) في أقرب وقت ممكن لتجنب حدوث مضاعفات صحية خطيرة، وقد يختلف العلاج المناسب من حالة لأخرى.
يمكن أن يوصي الطبيب بالانتظار ومراقبة الحالة عن كثب في حالة وجود ألم خفيف مع صغر حجم كيس الحمل أقل من 3سم وعدم وجود فعالية قلبية ضمن كيس الحمل وانخفاض هرمون الحمل تدريجيًا والمريضة مستقرة هيموديناميكيا، حيث قد يشير ذلك إلى احتمالية حدوث إجهاض تلقائي دون الحاجة إلى تدخل طبي.
المراقبة تكون مرتين أسبوعيآ مع معايرة مستويات ال B-hcg
العلاج الدوائي للحمل خارج الرحم
قد تفيد الأدوية كأحد الخيارات لعلاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة في الحالات المبكرة التي يكون فيها حجم كيس الحمل صغيرًا ولا تعاني المرأة من أي علامة تشير إلى وجود نزيف داخلي.
يستخدم دواء المثوتريكسيت (بالإنجليزية: Methotrexate) لعلاج الحمل خارج الرحم، حيث يعمل على منع انفجار الحمل عبر إيقاف نمو وتطور خلايا الجنين. يؤخذ دواء المثوتريكسيت عبر الحقن العضلي بجرعة تختلف حسب وزن المريضة ،ثم نقوم بمراقبة مستويات هرمون الحمل بالدم B_hcg حيث يجب أن تبدأ مستوياته بالانخفاض..
العلاج الجراحي
استئصال قناة فالوب
تعد الجراحة الحل الأمثل في بعض الحالات، وتنطوي جراحه الحمل خارج الرحم على إجراء تنظير للبطن بعمل شق صغير في السرة أو بالقرب منها وإدخال منظار وأداة رفيعة لإزالة محصول الحمل من قناة فالوب،
في كل حالات الحمل خارج الرحم المتمزق يجب استئصال قناة فالوب(salpingectomy) بسبب شدة الضرر الحاصل فيها.
في حالات الحمل خارج الرحم غير المتمزق الخيارات الجراحية هي استئصال قناة فالوب (salpingectomy)وذلك في حال السيدة أنهت حياتها الإنجابية.
أو فغر البوق (salpingostomy) وهو اجراء شق صغير في قناة فالوب فوق منطقة الحمل خارج الرحم ومن ثم ازالة محصول الحمل بال hydrodissection مع ترك الشق لينغلق ويشفى عفوياً بالمقصد الثاني دون خياطة، وذلك في حال السيدة لم تكمل حياتها الإنجابية.
تنهي حديثها عن فقدان الحمل الذي قد يتسبب في شعور المرأة بالحزن، وربما يؤثر سلبًا على صحتها النفسية؛ لذا يفضل مراجعة طبيب نفسي بعد علاج مشكلة الحمل خارج الرحم للمساعدة على تخطي هذه الفترة بأمان.