تلاحظ الكثير من الأمهات أن أطفالهن يبكون بدون سبب، بل أنهم حين يبدأون في البكاء لسبب بسيط فهم يبكون دون توقف ويتحول البكاء هذا إلى صراخ يستمر لساعات أحياناً دون أن يشعر الطفل بالتعب أو الملل وكأنه يعاقب الأم حسبما تُعبر بعض الأمهات، في حين أن بعض الأطفال يصرخون لمجرد الصراخ ولا تُجدي معهم طريقة للتوقف عن ذلك.
تحاول الأم أن تضع يدها على أسباب هذه الظاهرة المزعجة لها وللآخرين لأنها لا تتوقف في وجود الضيوف أو الغرباء، وقد يمارسها الطفل خارج البيت مثل مركز التسوق أو حديقة عامة أو مطعم، ولذلك فهي تبحث عن أسبابها وحلولها، وقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله، حيث أشار إلى أسباب وعلاج نوبات بكاء وصراخ الطفل المتواصلة والمزعجة، حيث إن من بين الأسباب الإفراط في تدليل الطفل، ومن بين طرق العلاج تجاهل هذا البكاء المستمر حتى يتوقف من تلقاء نفسه كالآتي:
الإفراط في التدليل
طفل يصرخ بشكل مزعج
حاولي أن تتخلي عن الإفراط في تدليل طفلك، حيث إنك يجب أن تعرفي العواقب السلبية للتدليل على نمو الطفل وعلاقاته من حيث إنه في سن صغيرة سوف يكون انتقائياً في اختيار الطعام ولا يحقق وزناً إضافياً مناسباً لسنه، أما حين يكبر فهو سوف يستغل التدليل لكي يحصل على ما يريد، وسوف تلاحظين مثلاً من ضمن هذه التصرفات أنه يبدأ في البكاء والصراخ ويدخل في نوبات منهما غير مبررة ليس إلا لمجرد إحساسه بأنه مركز الكون بالنسبة للأم وبأن رضاه هو كل ما يهمها، ولأن الأم تكون قد أفرطت في تدليل طفلها وتوفير كل ما يحتاجه وما لا يحتاجه وكأنها لا تصدق أنها قد أصبحت أماً بالفعل، فهو يُبالغ في استغلال شعورها هذا جيداً والذي اكتشفه بسهولة بسبب خوفها عليه ولهفتها على إرضائه.
لفت الانتباه
طفل يبكي بشكل مؤلم
ابحثي عن نواحي النقص في شخصية طفلك، فقد يكون مثلاً شعوره بالغيرة من أسباب البكاء والصراخ بلا سبب، فيجب أن تكوني على دراية بـ أنواع وأسباب الغيرة عند الأطفال وطرق علاجها لأن الغيرة هي أمر طبيعي عند الأطفال، وقد يبكي طفلك ويصرخ بشكل مستمر في البيت بسبب غيرته ولعدة أسباب مثل أن يكون هناك مولود جديد قد وفد إلى العائلة، أو أنه يُعاني من التفرقة في المعاملة بينه وبين شقيقه الأصغر أو الأكبر أو لديه مشاعر غيرة وشعور بالنقص من زملاء المدرسة، ولذلك فهناك أسباب نفسية تؤلم الطفل وتؤدي به لكي يبكي بشكل مستمر، ويجب أن تبحثي عنها وتحاولي معالجتها، وعدم اللجوء إلى زجر الطفل وتأنيبه أو ضربه لكي يقف عن البكاء والصراخ.
خوف الطفل من وجود الغرباء في المنزل
احتضني طفلك واغمريه بالحنان والحب والرعاية ولا تبتعدي عنه أو أن تهمليه، لأن هناك صنفاً من الأطفال يبكون لمجرد رؤية الغرباء في البيت فهم يشعرون بالخوف، كما أن بعضهم يشعرون بالخوف حين يسمعون أصوات شجار مثلاً أو أصوات آلات أعمال بناء أو صينانة في البيت أو في المحيط، وبالتالي فهم يبكون ويدخلون في نوبات بكاء وصراخ تمتد لساعات طويلة، حتى مع زوال المؤثر، فسوف تلاحظين أن طفلك لم يتوقف أبداً، وهذه المرحلة تُسمى نوبة هلع، ويجب أن تتعرفي إلى نصائح لإيقاف نوبة الهلع عند طفلك ويكون أولها احتضان الطفل والتربيت على شعره ووجهه وتلمسه برفق وتقبيله والهمس له لكي يطمئن.
شعور الطفل بالوحدة
جربي ألا تتركي طفلك وحيداً مع نفسه وتنشغلي عنه في أمور البيت أو بمكالمات الهاتف أو زيارة ضيوفك، فالطفل يشعر بالوحدة وهذا الشعور يؤدي به إلى البكاء والصراخ لأنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن إحساسه بالوحدة وهو قد اعتاد أن يكون مركز اهتمام الأم فهي عالمه الخاص والمحبب وشعوره بأنه لا يوجد شخص حوله يلاعبه ويستمع إليه، حتى لو لم يكن قد تعلم الكلام بعد، مثل أن يسمع منه كلامه غير المفهوم يدفعه إلى الاحتجاج على ذلك بالبكاء والصراخ لمدة طويلة دون أن تكتشفي السبب، ولكنه يتوقف حين تصبحين بجواره ويشعر بأنك متفرغة له.
فرقي بين شعور طفلك بالوحدة وبين أن يكون طفلك وحيداً بلا إخوة، ففي هذه الحالة يجب أن تعرفي أهم النصائح لتربية طفل وحيد، حيث يكون معرضاً ليصبح أنانياً ومتكبراً ومتبلد المشاعر أو عدوانياً، وفي هذه الحالة يجب أن تتركيه لكي يبكي ولا تهرعي إليه لأنه سوف يستغل خوفك عليه لكي يتحول إلى شخصية غير محبوبة كل ما يهمها هو إرضاء نفسها، وبالتالي فالطفل الوحيد يستخدم أساليب سيئة منها البكاء والصراخ ليحكم سيطرته على مشاعرك، ويجب الا تنساقي وراء أهدافه.
أعراض مرضية خفية عند طفلك
افحصي طفلك جيداً، فقد يكون هناك مرض خفي يعاني منه الطفل ويسبب له الألم ولا يُجيد التعبير عنه إلا بالبكاء والصراخ مثل المغص وانتفاخ البطن، وربما يكون هناك خيط مثلاً قد التفت حول إصبع قدمه وهو يرتدي الجورب، وربما هناك حشرة قد تسللت إلى ملابسه وأعضائه الداخلية وتقوم بلدغه ولكنه لا يعرف كيف يعبر عن ذلك فيبكي، ولذلك فمسؤوليتك هي تفتيش جسم الطفل جيداً للبحث عن أي عرض مرضي مثل الدمامل والحبوب والبثور المؤلمة، وكذلك الحشرات والخيوط والدبابيس التي تسبب له الألم ولا تنتبه لها الأم.
رغبة الطفل في استغلالك وابتزازك في وجود الضيوف
امتنعي تماماً عن الانسياق وراء نوبات بكاء وصراخ طفلك، وخصوصاً في وجود الضيوف، لأن هناك نوعاً من الأطفال الذين يبدأون بالبكاء بجوار الحائط أو خلف باب غرفة الضيوف بمجرد أن يصل الضيوف إلى البيت فهو يستغل وجود الغرباء وشعورك بالإحراج أمامهم لكي يحصل على طلبات كنت ترفضين تقديمها له، حيث يعرف الطفل الذكي والفطن أنك سوف تشعرين بالحرج وتقومين بتلبية الممنوع.
امتنعي عن ازدواجية الأوامر والقرارت أمام طفلك المستغل والذي يبكي لكي يحرجك مثلاً أمام الضيوف مثل أن يطلب منك السهر إلى وقت متأخر، أو اللعب في غرفة المعيشة، أو إشاعة الفوضى في البيت لمجرد أن هناك ضيوفاً في البيت ويمكن تجاوز القوانين المنزلية، وربما يقوم طفلك في هذه الحالة بحركات استفزازية مثل تحطيم الأشياء أو سكب العصير على الأرض، وهنا يأتي دورك لكي تعلميه أن كل إنسان يجب أن يدفع ثمناً مقابل ما يريده ويطلبه، وليس معنى موافقتها على كل طلباته من أجل أن يسكت عن الصراخ والبكاء المزعجين أن يتمادى في الوقوع في الأخطاء مثل أن يلتهم كل أصناف الحلوى بدلاً من وجبة العشاء، أو يكثر من شرب العصائر الصناعية والمشروبات الغازية استغلالاً لوجودها في البيت من أجل الضيوف دون أن يولي اهتماماً لتحذيراتك حول أضرار السمنة عند الأطفال وما تسببه لهم الحلوى والمشروبات الغازية من زيادة غير محببة في الوزن وما يتبعها من أعراض مرضية تهدد صحتهم.