تُعد الرضاعة الطبيعية وسيلة التغذية الأولى للمولود حين يأتي إلى الحياة، وبما أنها هي وسيلة التغذية الأولى أو الخيار الأول للمولود فهي تجربة رائعة للأم خاصة التي أصبحت أماً للمرة الأولى، ولذلك فالتجربة والطريقة تستحقان الجهد من أجل إنجاحهما، رغم أن هناك الكثير من الأمهات يشتكين من أن المولود يرفض الرضاعة الطبيعية، وهذا ما يُزعج الأم بشكل كبير.
تتعدد الأسباب التي تؤدي لرفض المولود للرضاعة الطبيعية ويمكن أن يرفضها المولود في الأيام الأولى من ولادته، ويمكن أن يرفضها بعد عدة أسابيع أو أشهر من الولادة على الرغم أنه يُفضل أن يُرضع الطفل لمدة عامين نظراً لما يحويه حليب الأم من فوائد للطفل إضافة للفوائد النفسية له وللأم، ولذلك فقد التقت وفي حديث خاص بها بالدكتورة أميرة عبدالله، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، حيث أشارت إلى الإجابة على هذه المشكلة وهي لماذا يرفض مولودك الرضاعة الطبيعية رغم فوائدها وطرق ونصائح لنجاحها كالآتي:
أسباب فشل الرضاعة الطبيعية تعود للمولود
يفشل المولود الذي وُلد ولادة مبكرة أو الطفل الذي يُطلق عليه أنه “طفل مبتسر” في الرضاعة الطبيعية من الأم، وذلك لأنه يكون ضعيفاً وقدرته على الرضاعة ضعيفه، كما أن الطفل المبتسر الذي يقضي فترة في الحضانة الصناعية يكون ذا حجم صغير، وبالتالي ففمه يكون صغيراً وضيقاً ولا يتسع لحلمة صدر الأم، ولذلك فهو لا يستطيع الرضاعة مثله مثل الطفل المولود الذي أتم أشهر الحمل كاملة ويكون في الحجم الطبيعي ولديه قوة عضلات كافية لكي يلتقم الثدي، ويساعد على فشل رضاعته أن الأم لا تعرف طرق رعاية الأطفال المبتسرين والتعامل معهم ومع ضعف بنيتهم.
إصابة المولود بأي عارض صحي أثناء الولادة وهو ما يُعرف بمضاعفات الولادة مثل أن يُصاب المولود بخلع في الكتف أثناء جذبه من قناة الولادة أو أن يكون جسمه يحتوي على رضوض بسبب الجذب أو استخدام آلة الشفط مما يجعله ضعيفاً غير قادر على الرضاعة.
كثرة نوم الرضع والمواليد، حيث تلاحظ الأم أن مولودها ينام بمجرد أن يمسك بحلمة الصدر ثم يتركه بعد أن يرضع قليلاً، وبالتالي يؤدي لتوقف إدرار الحليب ويجب على الأم ملاعبة طفلها الصغير وتدليك أنفه وظهره وما وراء أذنه خلال الرضاعة لكي يظل مستيقظاً ويستمر في الرضاعة.
أسباب فشل الرضاعة الطبيعية عند الطفل الأكبر سناً
قد يتغير مذاق حليب الأم فيقبل على القنينة
إصابة الطفل بالرشح والزكام، وبالتالي يصبح أنفه مغلقاً ولا يقوى على مص الحلمة فيشعر بأنه سوف يختنق فيتوقف عن الرضاعة.
يؤدي تدفق الحليب في حلق الطفل وشراهته في الرضاعة إلى حدوث ما يعرف ب”الشرقة”، حيث يغص الطفل بالحليب ويبدأ معه السعال وقد يخرج الحليب من أنفه مما يؤدي لكراهيته للرضاعة من الأم.
تحول الطفل للنظر إلى العالم الخارجي ورغبته باللعب مثلاً يؤدي إلى عدم إقباله على الرضاعة والبقاء في حضن الأم لمدة طويلة.
إصابة الطفل بالمرض وشعوره بالألم مثل التهاب الأذن وكذلك آلام التسنين يؤديان إلى عزوفه عن الرضاعة، فعندما يشد الطفل أذنه خلال الرضاعة فيجب أن تعرف الأم أنها تؤلمه وكذلك يجب أن تعرف أعراض التسنين وكيفية تخفيف آلامه لكي تستمر في عملية الرضاعة منها.
شعور الطفل بالمغص والانتفاخ وتراكم الغازات يؤدي إلى عزوفه عن الرضاعة فهو كلما ابتلع قدراً من الحليب يُصاب بالمغص والثقل في بطنه مما يجعله يبكي ويترك صدر الأم.
تغير مذاق الحليب بسبب تناول الأم لبعض الأطعمة أو حبوب منع الحمل او حتى حدوث التغيرات الهرمونية بعد أن تصبح الدورة الشهرية تأتي للأم بشكل منتظم مما يؤدي لعزوف الطفل عن الرضاعة الطبيعية.
أسباب فشل الرضاعة الطبيعية تعود للأم المرضعة
عدم معرفة الأم بطريقة الرضاعة يؤدي إلى فشلها
عدم معرفة الأم بطريقة الرضاعة الصحيحة يؤدي لفشلها، وذلك لأن الهيئة التي يمسك بها الطفل حلمة الثدي تُعرف بالمزلاج ويعني أن ينزلق الحليب إلى داخل فم الطفل، عن طريق إدخال الحلمة والهالة المحيطة بها في فم المولود، ولكي يحدث ذلك يجب أن تعرف الأم خطوات الرضاعة من الجلوس المناسب وطريقة حمل الطفل، وكذلك طريقة الإمساك بالثدي لكي يتمكن الطفل من الرضاعة، والقيام بمرحلة تكريع الطفل بعد رفعه عن كل صدر، وفي حال نوم الطفل خلال الرضاعة فهي لا تعرف خطوات وطرق تكريع الرضيع أثناء نومه ولذلك فسوف يتجشأ ويُخرج كل ما في جوفه ويكره الرضاعة نتيجة ما تسببه له عملية التجشؤ من ضيق وانزعاج.
وجود الحلمة الغائرة أو المشققة أو المقلوبة أي مشكلة في حلمة الأم تؤدي إلى عدم نجاح واستمرار الرضاعة الطبيعية، حيث إن مشاكل الحلمة هي أهم أسباب عزوف الأم نفسها عن الرضاعة بسبب التعب والمعاناة وعدم القدرة على الاستمرار بمحاولات الرضاعة، وغالباً ما تكون مشاكل الحلمة مرتبطة بعدم الاستعداد للرضاعة خلال فترة الحمل من حيث تدليك الحلمة وسحبها للخارج.
إصابة بعض الأمهات المرضعات بمشكلة تأخر إدرار الحليب في الثدي وتعرف لحظة نزول الحليب بـ”عرس الحليب” وتشعر الأم برعشة وحرارة في جسمها وثقل في صدرها وعلى الأم عدم تعجل العملية والتأكد بأن ذلك سوف يحدث وقد يتأخر قليلاً ولكن يجب تقديم الثدي للطفل رغم ذلك لكي يتعود على الرضاعة ولا يبحث عن مصدر تغذية بديل.
نصائح هامة لنجاح الرضاعة الطبيعية
قومي بشفط الحليب من صدرك وقدميه للمولود المبتسر لكي لا يخسر الفائدة العظيمة منه، ويجب أن تتحلي بالصبر وطول البال في هذه العملية مستخدمة آلة خاصة لشفط الحليب تباع في الصيدليات.
استخدمي طريقة وهيئة مناسبة للرضاعة تناسب ظروفك الصحية بعد الولادة وتناسب ظروف مولودك لكي يتمكن من الرضاعة بشكل جيد ودون مشكلات ويمكن استشارة الطبيب في هذا الشأن، حيث يقدم النصائح المناسبة، ويمكن الاستعانة بشخص موجود لرعاية الأم حيث يساعدها في تهيئة طريقة الرضاعة.
استمري بتقديم صدرك للمولود ولا تتوقفي عن ذلك بدعوى أن الطفل يرفض الرضاعة واستمري بتفريغ صدرك من الحليب لكي يستمر إدرار الحليب فيه، فعملية الإدرار تتناسب طردياً مع عملية التفريغ.
أرضعي طفلك في مكان هادئ ومناسب وبعيداً عن الضوضاء وكذلك يفضل أن ترضعيه وأنت في مكان خاص بك وبه، فالطفل يحب الخصوصية، وهناك بعض الأطفال يمتنعون تماماً عن الرضاعة بسبب وجود الآخرين حولهم.
لا ترغمي طفلك على الرضاعة حين يرفضها لكي لا تصبح بالنسبة له تجربة سلبية، بل حاولي البحث عن أسباب رفضه وعلاجها، ويمكن تكرار المحاولة بعد الرفض بنصف ساعة وليس التكرار المستمر.
استبدلي حلمتك المشققة أو الغائرة بالحلمة الصناعية، فيجب أن تعرفي كيف تتغلبين على مشاكل الحلمة والرضاعة؟، والحلمة الصناعية هي عبارة عن قطعة من السليكون الرقيق والمرن وبها عدة ثقوب وتوضع فوق الحلمة الأصلية وبالتالي تستمرين بالرضاعة بكل سهولة.
استخدمي كوب الرضاعة للتغلب على رفض الطفل الإمساك بالحلمة، فالمهم عدم التوقف عن الحصول على حليب الأم وليس طريقة الحصول عليه ويمكن يكون الكوب أو حتى قنينة الرضاعة حلاً مؤقتاً، حتى يعود الطفل للرضاعة من الأم ويحدث ذلك كثيراً، فلا يعني امتناع الطفل عن الرضاعة من الأم أنه لن يعود لها ثانية.