لم تعد وسائل التنحيف محصورة بنظام معيّن بل انتشرت وتعدّدت لتلبي احتياجات كل من يبحث عن أسرع وسيلة لخسارة الوزن بسرعة. وتمكّن بعض الأشخاص، الذين يعانون من فقدان الوزن، من الحصول على نتيجة من خلال الأدوية التي تساعد على التخسيس بسرعة، بغض النظر عمّا تتركه من آثار سلبية.
ومن بين الأدوية المعتمدة، برز دور كبير لأدوية ليست وظيفتها خسارة الوزن بل لعلاج أمراض أخرى مثل داء السكري، ونذكر على صعيد المثال إبر أوزمبك التي تُستعمل لعلاج المرض المذكور، إلا أنّ الدراسات الحديثة تثبت أن هذا الدواء، يساعد على إنقاص الوزن، رغم أنّه غير معتمد من إدارة الغذاء والدواء لهذه الغاية.
شهادات بعد تجربة إبر أوزمبك
إبر أوزمبك ليست للتنحيف!
قد يهمك الاطلاع على هكذا تختارين السعرات الحرارية لخسارة الوزن على نحو صحي
يعتقد المعنيون طبياً بالموضوع، أنّ إبر أوزمبيك تساعد الأشخاص على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة الشديدة في الجوع ويسمح لهم بتجنّب الإفراط في تناول الطعام، مما قد يؤدي لإنقاص الوزن.
تتحدث الكثير من الدراسات والتجارب السريرية عن فوائد هذا الدواء الجديد لإنقاص الوزن. ومع ذلك، من المفيد أن نسمع عنها من أشخاص قاموا بتجربتها ورأوا نتائج إيجابية، وكانوا قد تحدّثوا عنها لموقع “هيلث لاين” الذي يقدم عدداّ من نصائح التغذية الصحية التي ترتكز على الأبحاث العلمية.
واحدة من أكبر فوائد استخدام أوزمبك لإنقاص الوزن بالنسبة لـلسيدة بريتاني، هي “قدرتها على مساعدتها على التوقف عن الإفراط في تناول الطعام.”
تقول بريتاني “قبل البدء بحقن أوزمبيك، كنت أشعر بالجوع الشديد وأتناول وجبة دسمة يومياً. الآن، نادراً ما أشعر بالجوع، وإذا حصل، فإنه لا يسبب لي الإزعاج، لأني اعتدت على البقاء من دون طعام لفترة طويلة”.
اعتمدت بريتاني نظام حقن أوزمبيك مرة واحدة أسبوعياً لمدة أربعة أسابيع، وهي متحمسة لتحصل على نتيجة سريعة. وتضيف”على الرغم من أنني أشعر أحياناً بـغثيان خفيف أو آلام في المعدة، إلا أنه عادةً ما يكون ذلك في اليوم الأول بعد الحقن فقط”. تلتزم بريتاني بالحقن أسبوعياً وتقول “الإبرة صغيرة جداً لدرجة أنني بالكاد أشعر بها عندما أحقنها”.
من جهتهما، يشارك الزوجان سوزان ومايكل ديكسون تجربتهما مع حقن أوزمبيك على صحتهما وتغيير علاقتهما بالطعام، فيقولان “عندما تم تشخيص إصابة سوزان ديكسون (51 عاماً) بمرض السكري، مما يعني أن مستويات السكر في الدم لديها أعلى من المعتاد، ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي لاعتبارها داء السكري من النوع الثاني، وصف الطبيب لها دواء أوزمبيك”.
كانت سوزان تعلم عن هذه الإبر لأن زوجها مايكل (54 عاماً)، بدأ بحقنها قبل ستة أشهر تقريباً لعلاج مرض السكري وكان قد خسر 6 كيلوغرامات.
على مر السنين، حاولت سوزان العديد من برامج فقدان الوزن، ونجحت في المهمة لتحصل على النتيجة التي انتظرتها. وقبل موعد زفافها من مايكل، تناولت أيضاً وصفة طبية جديدة ونتيجة لذلك خسرت 18 كيلوغراماً. رغم ذلك، وجدت صعوبة كبيرة في الحفاظ على وزنها المفقود، بغض النظر عن الطريقة التي اعتمدتها، معتبرةّ أنّ “أوزمبيك كانت الأفضل في إدارة الوزن. وبعد تناول الدواء لمدة ستة أسابيع، فقدت 6 كيلوغرامات من وزني”.
إبر أوزمبك للتنحيف من وجهة نظر طبيب سكري
الدكتور عباس ناصر، اختصاصي غدد صماء وسكري، يشرح لـ”سيدتي” الآثار الجانبية لهذا الدواء، مؤكداً على أنه “معتمد لمعالجة مرضى السكري، وتبين لاحقاّ أنه يساعد على خسارة الوزن. من هنا بدأ استعماله من قبل كثيرين بشكل خاطئ، وبهدف إنقاص الوزن فقط، علماً أنه دواء لعلاج السكري نمط ثاني”.
ويلفت الدكتور ناصر إلى أنّ ” الأكثرية التي تستعمل هذا الدواء للتخسيس لا تعلم دواعي استعماله ولا تملك معلومات كافية عن آثاره السلبية”، موضحاً أنه “مصنوع في الدنمارك ويأتي على شكل حبوب دواء، أو إبر. تُستخدم الحقن مرة واحدة في الأسبوع في الجزء الامامي من الخصر مع طعام أو بدونه، لمدة أربعة أسابيع ويتم استعمال الجرعات تدريجياً، بدءاً من 0.5 ملغ”.
وحول الآثار الجانبية عند المرضى، يذكر الدكتور ناصر “تقتصر على الشعور بالغثيان وآلام في البطن”، مؤكداً على “زوال العارضين المذكوين بعد شهر من استعمال الدواء”.
كما يؤكد على أن “أوزمبك مصرّح كدواء لعلاج سكر الدم ويتم بيعه بأرقام كبيرة في العالم، رغم ذلك يُستعمل في بعض الدول بطريقة عشوائية. مع العلم أنّ هناك دولاً عديدة لا تسمح ببيعه من دون وصفة طبية من الطبيب المتخصص”.
ورداً على سؤال “هل يحسّن دواء أوزمبك فرضية الإنجاب والحمل كما هو شائع؟ يجيب د. ناصر أن “أي دواء تكون وظيفته تنظيم السكر وخفض الوزن يحسّن من فرضية الإنجاب والحمل، لكنّه لا يزيد من فرص الحمل”.
هذا ويحذّر الدكتور ناصر من الاستعمال الخاطئ للدواء لتخفيض الوزن، مشيراً إلى أن “استخدام الدواء لثلاثة أشهر ومن ثم التوقف عن تناوله قد يؤدي إلى زيادة الوزن من جديد”، ما يؤكد أن “هذا الدواء هو مخصّص فقط لمعالجة السكري وتحفيز الأنسولين وليس لخسارة الوزن”.