غالبية الأمهات بل معظمهن يتمنين أن يتمتع أطفالهن بسمات الطفل المهذب، المتحضر، الذي يحمل مهارات وأخلاقيات تؤهله ليكون هذا الطفل داخل البيت والمدرسة وحتى وسط الشارع، الطفل الذي يلتزم بالواجبات واحترام الحقوق، من يمارس حريته في إطار المسؤولية، من يحترم المبادئ والقيم وحقوق من حوله.
وهذا ليس بصعب أو بعيد المنال؛ فالفضل يرجع أولاً وأخيراً إلى التنشئة الخاصة بالطفل، أو مجموعة الأنشطة والتصرفات التي يكتسبها من الوالدين والأهل المقربين، وتتسم بالصدق والأخلاق، والتحضر. والآن اللقاء والمرشدة الاجتماعية الدكتورة وهدان معتصم للشرح والتفسير.
تأثير القواعد والقيم المنزلية على الطفل
الطفل المهذب من يحترم الآخرين ويقدم لهم المساعدة
تنعكس حالة تعليم و تربية الطفل بطريقة سليمة وغرس القيم الدينية والأخلاقية على الطفل، فيخرج إلى المجتمع بطريقة إيجابية سليمة، ويقبل الطرف الآخر.
يقوم الطفل باحترام الآخرين ويقدم لهم المساعدة، ويراعيهم، ويعرف كيفية اختيار ما يناسبه عند خروجه من البيت، ملتزماً بقوانين المجتمع.
بهذه السلوكيات يختفي إلى حدّ ما التنمر، ويندمج الأطفال والمراهقون مع من حولهم، ويشاركونهم ما اكتسبوه من البيت.
تعليم الطفل السلوكيات الإيجابية
خطوات تطبيق السلوك المهذب في الشارع
الالتزام بقوانين الشارع من سمات الطفل المهذب
تطبيق السلوك المهذب في الشارع يعتمد على التزام الأطفال بقواعد السلوك الاجتماعي والاحترام المتبادل.
احترام قوانين المرور، والإشارات المرورية، واحترام حقوق المشاة وقائدي الدراجات العادية والأخرى النارية.
أن يكون الطفل متعاوناً ومتسامحاً مع الآخرين، ويحترم حقوق الآخرين، ولا يتدخل في مساحاتهم الشخصية.
الاهتمام بالنظافة؛ بتجنب إلقاء النفايات في الشارع و الحفاظ على النظافة العامة، واستخدام صناديق القمامة المخصصة لذلك.
أن يكون ودوداً ومساعداً مع الآخرين، الذين يحتاجون إلى المساعدة، كحمل الأمتعة عنهم أو فتح الأبواب.
الانضباط والانتباه عند استخدام الهاتف الذكي في الشارع، وأن يتأكد من عدم التشتت والتركيز على ما يحدث من حوله.
أن يكون مهذباً في التعامل مع الآخرين، وتجنب اللغة الجارحة أو العنف اللفظي، أن يعتاد على تقديم التحية والابتسام للأشخاص الذين يلتقي بهم.
احترام المناطق المخصصة، مثل الأماكن المخصصة للعب الأطفال ومواقف السيارات.
أن يكون رقيقاً وحساساً تجاه الحيوانات، وتجنب إيذائها أو التسبب في إزعاجها.
التبليغ إلى الجهات المعنية، في حالة مشاهدة مخالفات أو تصرفات غير لائقة.
أن يمارس الطفل السلوك المهذب في حياته اليومية، وأن يكون مثالاً حياً للآخرين.
السلوك المهذّب في البيت
درّبي طفلتك على المشاركة والتعاون في أعمال المنزل
وهو السلوك الذي يتبعه أفراد الأسرة داخل المنزل، والذي يتوافق مع القيم والمبادئ الاجتماعية، إنها الطريقة التي يتصرف بها أفراد الأسرة تجاه بعضهم البعض وتجاه المحيط الخارجي من حولهم، السلوك المهذب في البيت يمكن أن يشمل العديد من الجوانب، بما في ذلك:
الاحترام والتعاون:
يشمل التصرف باحترام بعضهم البعض داخل الأسرة، والتعاون مع بعضهم البعض لتحقيق أهداف مشتركة وحل المشاكل بشكل بناء.
التعاطف والرعاية:
يتضمن أفراد الأسرة أن يكونوا متعاطفين ورعاةً تجاه بعضهم البعض، ودعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة.
المشاركة والمساهمة:
يعني المشاركة الفعالة في الأنشطة الأسرية، والمساهمة في أعمال المنزل وتحمل المسؤوليات.
التعلم والتطور:
يشمل الاستمرار في التعلم والتطور الشخصي والمشاركة في مناقشات وأنشطة تعزز هذا.
الانضباط والمسؤولية:
يتضمن التصرف بانضباط وتحمل الأطفال المسؤولية عن أفعالهم وقراراتهم.
السلوك في البيت:
يساعد على بناء بيئة صحية ومحببة في المنزل، ويسهم في تعزيز العلاقات العائلية الإيجابية؛ حيث يلعب الأهل دوراً حاسماً في تعليم وتشجيع الطفل السلوك المهذب لدى أفراد الأسرة، وتحفيزهم على تبني القيم والمشاركة الإيجابية.
تعريف السلوك المهذّب في المدرسة
مهارات الاتصال الفعال والاحترام من سمات الطفل المهذّب بالمدرسة
يتمثل في مهارات الاتصال المهذّب والفعال، والتعاون واحترام الآخرين والنزاهة، وكذلك التقيد بالمواعيد والاستقلالية، التي يظهرها الطفل.
وقد عرف السلوك المدني أيضاً باستخدام لغة الاحترام والتشجيع في شتى المواضيع والأمور، وإظهار الانفتاح على أفكار الآخرين، وتبادل المعلومات والتعامل، ومعالجة المشكلة عوضاً عن الشجار.
طرق لتعليم السلوك المهذّب للأطفال في المدرسة
من المهم إكساب الأطفال في المدرسة السلوك – المهذّب- لتعليمهم وإكسابهم الصفات الحسنة ومنها ما يأتي:
تعليم الطفل اتباع الأخلاق يساعده على التكلم في الحديث العام مع الآخرين بشكل مهذّب، كما يعتبر الأدب جزءاً كبيراً من تعلم الأخلاق، فحين يتعلم الطفل الأدب سوف يتحدث مع الآخرين بآداب الحوار والنقاش المتحضر، وذلك باستخدام الطفل كلمة “من فضلك” أو “شكراً لك”.
تعليم الأطفال إظهار الاحترام للآخرين، تعليمه إظهار التسامح والقبول يعد أمراً ضرورياً لإنسانية الفرد، وذلك من خلال إظهار الاحترام للآخرين وللثقافات الأخرى، ومع مناقشة هذا الأمر يمكن أن تناقش مع الطفل المواضيع المتعلقة بالتنمر؛ وذلك لتشجيع الطفل على عدم التنمر، والدفاع ومساعدة الأطفال الآخرين المعرضين للتنمر.
تعليم الأطفال الإنصات الجيد للآخرين؛ لسماع أفكارهم وآرائهم، وذلك لعدم مقاطعتهم، ولعدم الحكم عليهم بشكل سريع.
تعليم الأطفال الاعتذار للآخرين عند اقتراف خطأ وأهميته، وذلك من أجل إظهار العطف على الآخرين، ولعدم جعل الآخرين يتألمون.
تعليم الأطفال الشعور بالعطف على الآخرين والتعاطف معهم، وذلك لتشجيع التعاطف وجعل الطفل يفكر في شعور الآخرين والإحساس بهم، تطبيق الأمور التي تقدم فيها النصيحة للأطفال للاقتداء بك.
تعليم الطفل التحلي بالأخلاق، ويكون من خلال التصرف أمامهم بالنصائح التي قدمتها، وذلك للاقتداء بتصرفاتك وأفعالك وحديثك الحسن، أي كن نموذجاً جيداً للطفل.
خطط لتحسين وتطوير السلوك المهذّب للطلاب في المدرسة
الاعتراف أمام الطالب بالجهود التي يبذلها والافتخار به، مع إظهار المدح للطالب ليحظى بالاهتمام الذي يسعى له.
استخدام لغة الجسد الصحيحة والإيجابية لإظهار القبول الإيجابي والواثق لسلوك الطالب، وذلك من خلال إبداء ابتسامة أو المصافحة أو رفع الإبهام.
استخدام الحس الفكاهي مع الطالب، بقول دعابة فكاهية أو الضحك، مع إظهار مشاعر الفرح والسرور عند رؤية طلابك.
تذكير الطلاب بأن يفخروا بأنفسهم وبإنجازاتهم.
إثارة الاهتمام بالأمور التي تحظى بأهمية بالنسبة للطالب.
تفهم وتحمل مشاعر الطالب بأخذ الأمور بالعطف.
كن ذا عقل متفتح عند التحدث والاستماع للطالب.
كن نموذجاً يحتذى به، أي قدوة للخيارات الإيجابية الصحيحة.
الوفاء بالوعود، مع الابتعاد عن التهديدات الفارغة.