غالبية الأطفال يشعرون بسعادة بالغة عندما تروي لهم أمهاتهم قصة أبطالها من الحيوانات، ومعها يذهب الطفل بخياله ليشعر وكأنه في الغابة وسطهم، ومعهم يعيش أحداث القصة، ومرات يسمعون القصة وهم يتخيلون أنفسهم أبطالها، فيظلون يقظين منتعشين من بداية كل قصة حتى النهاية.
واليوم اختارت “سيدتي” قصصاً من التراث العالمي، تحكي عن ذكاء الحيوانات، والقدرات الإدراكية التي تختلف من حيوان لآخر ومن قصة لأخرى، ومن أجمل تلك القصص التي اختارتها “سيدتي” هي: ذكاء الحصان، والثانية: خطة الأرنب الذكية، والثالثة: قصة الثعلب والغراب.
1-ذكاء الحصان
أجهش الحصان الكبير في البكاء ليسمعه الناس وينقذوه
من حكايات قبل النوم:
كان هناك حصان مملوك لمزارع، وذات يوم سقط هذا الحصان في بئر مياه عميقة ولكنّها جافة بدون ماء، وأجهش الحيوان في نوبة من البكاء، وهو يشعر بألم شديد من أثر السقوط، واستمر هكذا لعدة ساعات، كان المزارع خلالها يبحث في الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان وكيف ينقذه؟
لم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع المزارع نفسه؛ بأن الحصان قد أصبح عجوزًا، وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل، وتحتاج إلى ردم بأي شكل، وبذكاء وحيلة نادى المزارع جيرانه، وطلب منهم مساعدته في ردم البئر، وهو يعتقد أنه يحل مشكلتين في آن واحد؛ الأولي ان يتخلص من البئر الجاف، والثانية هي دفن الحصان!
وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر في بادئ الأمر، بينما كان الحصان يفكر في اتجاه آخر؛ وهي إعداد خطة للنجاة بنفسه، والخروج من هذا البئر الجاف العميق، مدركاً لحقيقة ما يجري في فكر صاحبه المزارع، وأخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة، بعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد مرور وقت قصير، نظر المزارع إلى داخل البئر وصعق لما رآه؛ فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره، كلما سقطت عليه الأتربة، فيرميها بدوره على الأرض ويقف عليها، ليرتفع بمقدار خطوة واحدة لأعلى.
وهكذا استمر الحال، الكل يلقي بالأتربة والنفايات إلى داخل البئر، وتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض، ليرتفع بذلك خطوة بخطوة إلى أعلى، وبعد الفترة اللازمة لملء البئر ، اقترب الحصان من سطح الأرض، وقفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام.
العبرة من القصة:
كن يا صغيري هذا الحصان، وتعلم منه كيف تتعامل بذكاء مع المشاكل، وفكر واعمل لمواجهة الصعاب، وارفض الانحناء أمام ما يقوله أو يفعله الآخرون ضدك.
2- خطة الأرنب الذكية والأسد
الأسد ملك الغابة وجدول طعام الحيوانات
ومن قصص الأطفال:
كانت هناك غابة تعيش فيها مجموعة من الحيوانات، وكان الأسد ملك الغابة هو حاكمها، ولما شعر أنه لم يعد يستطيع الصيد بعد أن كبر؛ أخبر الحيوانات بهذا، وأعطى لكل منهم رقمًا حتى يتمكن من أكله حين يحين دوره، وطلب الأسد من الحيوانات ألا تخدعه حتى لا يقتلهم، فهو أيضًا لا يزال قويًا بعض الشيء، ومع شروق نهار اليوم التالي، بدأ الأسد يأكل الحيوانات الواحدة تلو الأخرى حسب رقمهم، وكان الأسد سعيدًا بما يحدث، ويشعر باستعادة صحته.
وعندما جاء دور والدة الأرنب؛ أخبرت ابنها الأرنب الصغير، وطلبت منه أن يهدأ ويعتني بنفسه بعد رحيلها، لأن ميعادها اليوم، الأسد سيأكلها، ورغم ذلك طلب الابن الأرنب من الأم أن تذهب إلى الأسد، وسيذهب هو أيضا معها، وطوال الطريق أخذ يفكر في خطة ذكية؛ ليراوغ بها الأسد ويخدعه، وينقذ أمه في الأساس.
وفي طريقهما إلى الأسد، التقى الأرنب الصغير بالقرد وأخبره بخدعته التي سينفذها على الأسد، وطلب منه أن يراقب من البحيرة ما سيفعله به، وفي طريقه التقى أيضًا بالفيل، وذكّره أنه بالرغم من حجمه الضخم، إلا أنه كان جبانًا عندما رأى الأسد، وطلب من الفيل أن يراقب من البحيرة ما سيفعله – وهو الأرنب الصغير- بالأسد ويجعله يغير عادته.
ثم التقى بالنمر والثعلب أيضًا، وأخبرهما عن جبنهما عندما رأوا الأسد، وطلب منهم نفس الطلب؛ أن يظلوا بالقرب من البحيرة ليروا ماذا سيفعل بالأسد ملك الغابة، ولما وصل الأرنب وأمه إلى الأسد، سبقها بخطوات ليخبر الأسد أنه جاء بدلاً من والدته، ويعتذر عن تأخيره لأن هناك أسدأً يقول عن نفسه أنه ملك للغابة، و هو من أوقفه.
وأضاف أيضًا: أن هذا الملك سيأكل حيوانًا كل يوم مثلك، فغضب الأسد وطلب من الأرنب التعرف على مكان هذا الملك، ولما وصل مع الأسد إلى البحيرة، كانت كل الحيوانات تنتظرهم خلف الأشجار، وهنا أخبر الأرنب الأسد أن الملك الآخر كان مختبئًا في البحيرة، وعندما نظر الأسد إلى الماء، وجد صورته، واعتقد أن تلك الصورة تخص الملك الآخر، وعندما زأر وجد أن الصورة التي في البحيرة كانت أيضًا تزأر، واعتقد أن الأسد الآخر يستعرض قوته هو أيضاً.
اشتد غضب الأسد فقفز داخل البحيرة، لكنه أدرك أنها فارغة، ولا وجود لأسد غيره، فصرخ وطلب من الأرنب مساعدته حتى لا يغرق، لكن الأرنب رفض مساعدته؛ لأنه سيأكله بالتأكيد عند خروجه من البحيرة، لذلك ترك الأسد يغرق، وفرحت بقية الحيوانات ؛ لأنهم تخلصوا من الأسد المخادع.
العبرة من القصة
الأرنب الصغير بذكائه كسب ملك الغابة بقوته
اعرف يا صغيري ان الذكاء ومواجهة المشكلة بشكل جاد، أفضل ممن يتعامل بالقوة والعضلات، وأن الدفاع عن الحق بثقة وإيمان سيصل بك إلى تحقيق ما تريده.
قد يعجبك أيضاً قصص للأطفال: “حسناء الأولمبياد” تتبرع بميداليتها لطفل رضيع
3-قصة الثعلب والغراب
الثعلب المكار خدع الغراب الطيب
قراءة جديدة لقصة جميلة:
كانت هناك غابة، تعيش فيها مجموعة من الغربان منتشرة على أغصان وفروع أشجارها المختلفة، وكان بينهم غراب يختلف عنهم في بعض الصفات؛ فهو كريم عطوف ولكن له صوت قبيح، وبسبب قبح صوته وشعوره بأن بقية الغربان لا يرغبون في حضوره، وتواجده بينهم؛ قرر أن يعيش بمعزل عنهم في مكان بعيد.
وفي الغابة ذاتها كان هناك ثعلب معروف بكسله، وبذكائه في جمع الطعام في نفس الوقت، وبينما كان الثعلب يسير في الغابة بحثًا عن الطعام بعد أن شعر بالجوع الشديد؛ نظر إلى الشجرة التي كان الغراب يقف عليها، فرأى الغراب يقف على غصن شجرة، ويحمل قطعة كبيرة من الجبن في فمه ليأكل.
بسرعة فكر الثعلب في خدعة ذكية تمكنه من إخراج الجبن من فم الغراب، دون إخافته وجعله يطير من الشجرة، بدأها الثعلب بتحية الغراب، ورد عليه الغراب بتحية مماثلة، وأخبره الثعلب أنه سمع عنه أنه يتمتع بصوت جميل، و أن كل من في الغابة قالوا إن لديه صوتًا رائعًا، وبطبيعة الحال كان الغراب سعيدًا جدًا بما قاله له الثعلب.
لذلك طلب الثعلب من الغراب أن يغني له؛ حتى يسمع صوته الجميل، وعلى الفور- وقع الغراب وصدق الحيلة- وقرر تلبية طلب الثعلب، وعندما بدأ الغراب يفتح فمه ليغني، سرعان ما سقطت قطعة الجبن فتلقاها الثعلب وهرب، بعدها شعر الغراب بحزن شديد؛ لأن ثقته الزائدة في الغرباء، ولطف قلبه وطيبته سيجعله يفقد الكثير.
العبرة من القصة
على الرغم من مكر الثعلب وذكائه؛ وذكاء الناس من حولنا كذلك، عليك أيها الصغير أن تتعلم ألا تعطي ثقتك لأي شخص غريب حتى تظهر نيته لك، ولا تغرك كلمات المدح والإعجاب غير الصادقة.