هناك العديد من الأشغال الفنية والحرفية التي يمكن أن تشاركي بها الأطفال في العيد، فهي تغذي إبداعهم، وتساعدهم في نمو قدراتهم الاجتماعية، كما تدرب أصابع أيديهم، عدا عن أنها في العيد تحديداً، تشغلهم عن الرغبة في تناول الحلوى، التي توضع أمامهم، وبما أننا مقبلون على عيد الأضحى المبارك، إليك بعض فوائد الفنون والحرف اليدوية للأطفال، كما جمعتها لكم “سيدتي”.
تطور المهارات الحركية الدقيقة
تعتبر مرحلة الروضة فترة حساسة في تطور الأطفال، حيث يكتسبون العديد من المهارات الحركية الكبرى التي تؤثر في حياتهم المستقبلية. من خلال تطوير هذه المهارات، يمكن للأطفال أن يكتسبوا الثقة في أنفسهم ويتمتعوا بالتناغم والتوازن الجسدي. كما تسهم هذه المهارات الحركية للأطفال في تعزيز قدراتهم العقلية وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية والاجتماعية.
ثم إن المهارات الحركية الدقيقة (مثل القدرة على التحكم في الأصابع) تعتمد على المهارات الحركية الكبرى، فمن خصائص نمو الطفل أنه ينمو من الداخل إلى الخارج، هذا يعني أنهم بحاجة إلى القوة في التحكم بجسمهم قبل تطويرها في أيديهم وأرجلهم. وتتضمن معظم الفنون والأشغال تحريك اليدين والأصابع، وهي تمنح الأطفال مهارات حركية دقيقة، وتحسن قوة عضلاتهم بحيث يتحكمون في الحركات. عندما يقوم طفلك بالتلوين أو القيام بالأشغال اليدوية، تزداد مهاراته الحركية تدريجياً.
تنمي مخيلة الاطفال
تزيد الأشغال اليدوية من خفة الحركة لدى الأطفال، وتحسن براعتهم اليدوية بمرور الوقت مع الممارسة المنتظمة، سوف يكتسب الطفل السرعة وكلما تحسن مهاراته الدقيقة ستزداد مهاراته الفنية أيضاً. يقول الخبراء أنه من الأفضل أن ندع الطفل ينطلق بخياله، ونسمح له بالقيام بصنع أشياء من المواد الأولية لتنتج عملاً جميلاً في النهاية، ولهذا للأشغال اليدوية فوائد عديدة للأطفال منها ما يأتي:
تجعل الطفل يستخدم مخيلته، وذلك يساعده على إيجاد عدة حلول وطرق لابتكار عمل فني.
تساعد الطفل على التركيز في القيام بعمله، وتجعله يكسب صفة التأني في العمل.
تساعد الطفل على التفاعل مع أقرانه عند القيام بعمل جماعي.
تساعد الطفل على إعطائه دافعاً في المحاولة إذا لم يستطع القيام بالعمل بالبداية، وتكسبه الثقة بالنفس.
تحسن التنسيق بين اليد والعين
يكن لهذه الأشغال أن تساعد الأطفال الذين يعانون من الغمش (العين الكسولة) على استخدام عينهم الكسولة بشكل فعال، وتحسين التنسيق بين اليد والعين، وتعزيز مهارات الإدراك البصري. من خلال اللعب المتكرر، يمكن للأطفال التدرب على استخدام أعينهم الأضعف، ما يساعد على تحسين حدة البصر وتقوية اتصالاتها، وغالباً ما تتطلب الأشغال اليدوية تنسيقاً شديداً بين اليد والعين. والبدء في سن مبكرة سيجعلها أفضل بكثير. وهذا سيساعدهم في جميع مناحي الحياة تقريباً، بما في ذلك رغبتهم في التفوق في الرياضة.
تعزيز احترام الطفل لذاته
احترام الذات مفتاح أساسي من مفاتيح النجاح في الحياة. وتطوير صورة إيجابية للذات على جانب كبير من الأهمية لتحقيق النجاح والسعادة في حياتنا وحياة أطفالنا، واحترام الذات هو شعور يضبط السلوك ويحدده. والطفل الذي يتمتع بمستوى عال من احترام الذات يستطيع أن:
يتصرف باستقلالية
يتحمل المسؤولية
يفتخر بإنجازاته
يحاول مواجهة تحديات جديدة
يتعامل بنجاح مع العواطف الإيجابية والسلبية
يقدم المساعدة للآخرين
أما الطفل الذي يتمتع بمستوى متدن من احترام الذات فإنه:
يتجنب التجديد والتجريب.
يشعر بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه.
يلوم الآخرين ويحملهم مسؤولية أخطائه.
يشعر أو يتظاهر بأنه يشعر بعدم الاهتمام وعدم المبالاة.
لا يستطيع تحمل قدر معقول من الإحباطات.
يستخف بمهاراته وقدراته.
يتأثر بعمق بكل ما يقال له وعنه.
وبما أن الأنشطة الفنية والحرفية، تخلق إحساساً بالإنجاز داخل الأطفال وتعزز احترامهم لذاتهم. فإن تعليم الطفل أن يبدع شيئاً يمنحه القدرة على التحكم بنفسه، سوف يبني ثقة كبيرة في المستقبل.
تشجع الطفل على التعبير عن الذات
إن لمساعدة الطفل على التعبير عن ذاته إيجابيات من أهمها، فهم الذات، فعندما يفهم الأطفال أنفسهم بشكل أفضل، فإنهم يتعلمون كيفية التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها بطريقة صحية، فإن ذلك يساهم بتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وقد يحتاج الأطفال للمساعدة في التعبير عن مشاعرهم، لذا يمكن استخدام الأدوات التعبيرية مثل الرسم أو اللعب بالدمى والصور والرسومات، لتشجيعهم على وصف مشاعرهم والتعبير عنها.
ولتشجيعهم على التعبير عن الذات، لا بد من التواصل مع الآخرين فهذا يساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل. حيث يتعلمون كيفية التعبير عن احتياجاتهم واهتماماتهم. ومع الأشغال اليدوية الجماعية، يكونون صداقات قوية ويتمتعون بالقوة والثبات. فتشجيع الطفل على وضع نفسه مكان الآخرين يعلّمه كيف يتعاطف معهم، وهي مهارة مهمة للحفاظ على علاقات إيجابية مع الآخرين.
وتعتبر الفنون والحرف طريقة رائعة للسماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم. لأنها تبرز المشاعر والعواطف الخفية لدى الأطفال الانطوائيين. أيضاً، حيث يمكن توجيه كل الطاقة إلى مسارات إيجابية وإعطاء شعور بالإنجاز للأطفال.
تساعد في التنشئة الاجتماعية
التفاعل مع الآخرين، مثل الأقارب والجيران، يعد مصدراً مهما لتنمية مهارات الطفل وتقوية قدرته على التفاعل الاجتماعي، وخاصة في المواقف الاجتماعية الجماعية كالحفلات والأعياد والأفراح واجتماعات الأشغال اليدوية، وغيرها من اللحظات التي يلتقي فيها أفراد العائلة والأصدقاء مع بعضهم بعضاً، لذلك، ينبغي الحرص على انخراط الطفل مع الآخرين ومساعدته في تكوين الصداقات في المدرسة وخارجها وتسجيله في نوادي رياضية، وهذا ما تفعله الأشغال اليدوية إذ تمنح الطفل التفاعل مع الأطفال الآخرين الذين لديهم نفس الاهتمامات فرصة للتواصل الاجتماعي وبناء الصداقات. وعندما ينضم الآباء إلى الأطفال في مشاريعهم الفنية والحرفية، فإن ذلك يساعد في تقوية روابطهم.
تعزز الابتكار والإبداع
لا يمكن أن يختلف اثنان على أهمية التفكير الإبداعي للطفل، فالإبداع من المهارات المساعدة في بناء شخصيات قوية للأطفال، والتي تساعدهم بالتبعية في إدارة حياتهم ومواجهة المواقف المختلفة بعقلية فطنة ومبتكرة؛ لذلك دعونا نستعرض مدى أهمية مهارة الإبداع للطفل من خلال النقاط التالية:
يُطلق عنان التفكير لدى الأطفال، حيث يساعدهم في الإبحار بعيدًا بمخيلتهم وعقولهم بغرض التوصل إلى أي فكرة جديدة أو حل مبتكر.
يعزز الروح القيادية لديه، فالإبداع يمكّنهم من إنتاج أفكار خارجة عن إطار المألوف؛ مما يجذب نحوهم الأنظار وأقوال الثناء والمدح من قِبل المعلمين أو الدوائر الاجتماعية الأخرى، وبالتالي ينعكس ذلك على تقديرهم لذواتهم ومهارتهم في قيادة إحدى الأمور أو المجالات.
الإبداع هو سر الإنتاجية، فالتفكير من منظور غير تقليدي يوسع من مدارك العقل؛ مما يزيد من إنتاجه للأفكار التي يمكن تطبيقها، والقرارات التي يمكن تنفيذها وكذلك حلول سريعة وفعالة لبعض المشكلات التي يواجهها الأطفال في الجوانب الحياتية المختلفة.
وهذا ما توفره الفنون والحرف التي تعد منصة للأطفال لخلق أشياء جديدة. ويجعلهم يفكرون بشكل مختلف ويبتكرون. إن القدرة على حل المشكلات التي يواجهها الطفل أثناء توليه عمل مشروع تعزز الإبداع. باختصار، ستجعل الفنون والحرف اليدوية أطفالك أكثر حيلة وتنوعاً.
تعزز مهارات اتخاذ القرار
إن مهارة اتخاذ القرار من المهارات المهملة، ظناً من الأهل أنهم أدرى بمصلحة الطفل، أو أن الأهل قد أنجبوا عدد كبير من الأطفال في فترة متقاربة، ما يجعلهم قليلي الصبر في ما يتعلق بتربية الأطفال بالطريقة الصحيحة، كما أن المجمتع العربي يقدس فكرة طواعية الطفل للأهل، ويستنكر مفهوم خلق مساحة شخصية للطفل كي يعبر فيها عن رأيه، وإن كنت تطمحين لاستخدام نصائح تربية الأطفال التي تنشئ طفلاً سوي نفسياً، ويتحلى بالثقة وقوة الشخصية، فلا بد أن تولي اهتماماً على موضوع تنمية مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك. حيث تشتمل أهمية مشاركة الأطفال في اتخاذ القرار على الأمور الآتية:
تعزيز ثقة الطفل بنفسه
تنشئة طفل قادر على تحمل المسؤولية
قدرة الطفل على اتخاذ القرارات الصائبة بسهولة
لن يكون الطفل اتكالياً
لن يشعر الطفل بالظلم أو الفشل، وهذا الشعور يخلق طفل محبط وعدائي
سيساعد حل التحديات الفنية الطفل في اتخاذ قرارات صحيحة وفعالة. ما يجعله قادراً على اتخاذ القرار ومواجهة المشاكل الأخرى واتخاذ قرارات سريعة.
تحسن الذاكرة لدى الطفل
إن التكرار الشيء المراد تذكره يفيد فى عدم نسيانه، فممارسة الرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ما يساعد على تحسين وتنشيط الذاكرة، كما أن النوم الكافي لطفلك يقيه من ضعف الذاكرة، ويساعده على استيعاب الحقائق المستفادة خلال النهار، وتجنب النوم الزائد لطفلك فيمكن أن يسبب خمول الذاكرة، فلا تستغربي أنه بصرف النظر عن تعلم الأشكال والألوان الجديدة، يتعلم الأطفال أيضاً أنماطاً وأرقاماً مختلفة. حيث تتطلب بعض الحرف تصور التصاميم المعقدة وستساعد في تحسين ذاكرته.
الحرف تعلم الطفل المرونة
يمكن إنجاز معظم الأعمال اليدوية بأكثر من طريقة. لذلك، على عكس الرياضيات التي قد لا تمتلك فيها المرونة، يمكنهم تحقيق نفس النتيجة من خلال طريقة مختلفة. وهذا يجعل الطفل قادراً على مواجهة مواقف ذات احتمالات متعددة. تمتد فوائد الفن والحرف إلى جميع مجالات الحياة وتجعل الأطفال مجهزين بشكل أفضل لمواجهة التحديات التي يواجهونها.
تعرّفي إلى المزيد: مظاهر العيد عند الأطفال