أكثر ما يتمناه الآباء أن يشاهدوا أبناءهم في أحسن حال؛ صحة وعافية وسلوكاً طيباً وقيماً خلقية يتحلون بها ويتعاملون على هديها، لتمثل الحصيلة في النهاية قيماً أسرية أساسها الصدق، والحفاظ على الأمانة، والصبر والعطاء، وحسن المعاشرة، وتحمل المسؤولية، وبر الوالدين وطاعتهما.
ولأن ما يزرعه الآباء في الصغر هو ما سيحصدونه في الكبر؛ فإن هذا التقرير يحوي بعضاً من هذه القيم التي ينبغي تعليمها للأطفال بعامة، والتركيز عليها في الصغر ليشبوا عليها وتصبح الدليل والمنهج والقاموس الذي يسيرون عليه في المستقبل. اللقاء والدكتورة سامية العجاتي أستاذة التربية وتعديل السلوك للشرح والتوضيح.
حُسن تربية الأطفال غاية الآباء
التربية من أكثر المهام مشقة وصعوبة
تربية الطفل من أكثر المهام مشقة وصعوبة على الإطلاق، وهي أيضاً أكثر الوظائف متعة وإثارة.
كلنا نريد لأطفالنا السعادة والنجاح في الحياة والدراسة أو في مسيرتهم المهنية بعد التخرج.
الحلم لا يرتبط بك وحدك، فبعد عقود من البحث العلمي توصل المهتمون إلى أفضل الطرق لبث القيم الأسرية.
وقاموا بتوجيه عدد من النصائح للأمهات والآباء؛ لتهيئة الظروف الملائمة لأطفالهم للنجاح في الحياة.
من أجل تربية أطفال ناجحين مفعمين بالحيوية والنشاط والإقبال على الحياة، كن أنت والداً دافئاً وعطوفاً، وكذلك الأم.
كما توصّل الباحثون إلى أن العلاقة الجيدة بين الطفل وأبويه هي سرُّ الحياة السعيدة والناجحة.
وأن التمتع بطفولة يشعر فيها الطفل بالقبول والرعاية والحنان، من أفضل المؤشرات التي تنبئ بثبات القيم الأسرية.
الطفل الذي يتلقى عناية ورعاية دافئة في طفولته، يُمكنه تطوير ارتباط آمن، ونتائج جيدة في المستقبل.
أساسيات تربية الطفل وطرق لتخفيف التوتر
أصول التربية للأطفال
علّمي طفلك الصدق والعدالة والمساعدة وتحمل المسؤولية
الصّدق
الصدق هو أحد أهم القيم الأسرية على الإطلاق، فالقدرة على قول الحقيقة في أي موقفٍ كان هو مبدأ وشجاعة مكتسبة، و إن تعلّمها لطفلك في سنّ مبكرة سترافقه مدى الحياة.
العدالة
من الضروري أن تشجّعي طفلكِ على القيام بتحرّكٍ من أجل إصلاح خطأ ارتكبه وعدم الاكتفاء بالاعتذار، وأن يعطي كل أخ أو صديق أو زميل حقه.
المساعدة
شجّعي طفلكِ على تذليل التحديات التي تواجه العائلة، وأن تدعميه وتُعطيه رأيك بصراحة ووضوح، حتى يتعلّم القيام ببعض الأمور لما فيه خير الأسرة ككل.
التفهّم
التفهّم عنصر أساسي من عناصر القيم الأسرية، وعلى طفلكِ أن يتعلّم كيف يحترم ويقدّر مشاعر الآخرين وأحاسيسهم.
المشاركة
من المهم أن تعلّمي طفلكِ المشاركة، باعتباره جزءاً من عائلة مكوّنة من عدّة أشخاص، يتعاونون على حلو الحياة ومرّها.
الاحترام
من الضروري أن تعلّمي طفلكِ احترام إخوانه والأكبر سنّاً. وليكن ذلك من خلال حسن معاملتك له، واحترامك لمشاعره ورغباته.
أن يكون لطيفاً
وأن يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من التربية الأسرية، كونها تمنح طفلك مشاعر الحب والحنان طوال معاملته مع الآخرين.
الشجاعة
لا تترددي بتشجيع طفلكِ على التصرف بشجاعة ومواجهة الظروف الصعبة مهما كانت.
الكرم
الكرم هو إحدى القيم الأسرية الأساسية في حياة الطفل، معه سيتمكن من تحديد أوجاع الناس من حوله وتقديم المساعدة إليهم تبعاً لذلك، فالكرم ليس بالمال وحده.
المسؤوليّة
من المفترض أن تعلّمي طفلكِ كيف يكون مسؤولاً عن أي مشكلة تطرأ عليه، وإن امتلك وتعلم حس المسؤولية، سيُساعده على مواجهة تحديات الحياة بكل عزمٍ وثقة.
علّمي طفلك حب الناس واحترام الأجداد
علّمي طفلك كيف ينظم عواطفه؟
القدرة على تنظيم المشاعر تعني التحكم وضبط مشاعرنا، وهي ليست مهارة يولد بها الإنسان إنما تكتسب.
وليست أيضاً تمارين أو ألعاباً أو تعليمات تمنح للطفل لتطبيقها، بل يتعلمها الأطفال من خلال مراقبة الوالدين، ورؤيتهم.
وإذا ما شعرنا بالضيق وقمنا بالصراخ على أطفالنا في كل مرة يسيئون فيها التصرف، فلا يمكننا توقع أن يظل أطفالنا هادئين.
زوّدي طفلك بالمهارات الاجتماعية
هناك ارتباط بين المهارات الاجتماعية التي تعلمها الطفل في رياض الأطفال، ونجاحهم كبالغين بعد عقدين من الزمن. في
الأطفال الأذكياء اجتماعياً والقادرين على التعاون مع أقرانهم ومساعدة الآخرين، وفهم مشاعرهم، ، كانوا أكثر نجاحاً.
ومساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية، هو أحد أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها .
عزّز احترام طفلك لذاته
الأطفال يرون أنفسهم من خلال عيون الآباء، فالطفل دقيق الملاحظة؛ و من نبرة صوت الوالد وكلماته وأفعاله، ولغة جسد الأم وتعبيراتها، يتم تنمية احترامه لذاته.
عليك بمدح الإنجازات مهما كانت صغيرة، والسماح للأطفال بفعل الأشياء بشكل مستقل؛ ما يجعلهم يشعرون بالقدرة والقوة، وعلى النقيض، فإن التقليل من إنجازاتهم أو مقارنة طفل بآخر بشكل سلبي، سيجعل الأطفال يشعرون بأنهم دون قيمة.
خصّص وقتاً لأطفالك
خصّص وقتاً لأطفالك ليسعد قلبهم بصحبتك
تذكر أيها الأب أنه لا يوجد شيء في الحياة قد يرغب طفلك في الحصول عليه أكثر من التواجد معاً حول المائدة؛ لتناول وجبة الغداء أو العشاء، أو قضاء وقت ممتع معاً خارج المنزل.
لهذا يغدو من المهم جداً أن تخصص وقتاً كافياً للتواجد معهم، ولن يكلفك سوى الاستيقاظ مبكراً 10 دقائق في الصباح، حتى تتمكن من تناول وجبة الإفطار معه، أو العودة مبكراً للمنزل لتناول وجبة العشاء مع العائلة.
لا تستخدم أسلوب المكافأة والعقاب
بمعنى تقديم المكافآت إذا ما أحسن الطفل في مجالٍ ما، أو العقاب إذا ما فشل أو أخطأ.
قد نكون قادرين على إجبار أطفالنا وهم صغار على المذاكرة بأسلوب المكافأة والعقاب.
علّمهم الاستمتاع بالتعلم واكتساب معارف وعلوم جديدة، ليكون لديهم دافع جوهري للنجاح والاستمتاع بالقيام بذلك.
وهذا لا يمنع من منح طفلك هدية خاصة لتميزه في المدرسة أو قيامه بعمل نبيل، فالأطفال يزدهرون بالعطف والتشجيع.