ينتظر محبو الصيف قدومه بفارغ الصبر، من أجل الاستمتاع بحمامات الشمس والسباحة والرحلات البحرية، والحصول على سِحنة برونزية جذّابة. لكن بعض المخاطر قد تكون متربّصة لهم، فيما لا يعلمونها، ولعل أبرزها: التعرُّض لشيخوخة الجلد المبكرة، ولسرطان الجلد.
للاطلاع أكثر حول الموضوع وطرق الوقاية اللازمة لتجنُّب مخاطر أشعة الشمس وسرطان الجلد، كان لقاء مع الدكتور حسين ياسين الاختصاصي في الأمراض الجلدية والتجميل، في بيروت.
الدكتور حسين ياسين
سرطان الجلد في ازدياد: ما هي الأسباب؟
ويعود هذا الارتفاع في الإصابات لعدة أسباب، منها:
التعرُّض لمقصورات التسمير “سولاريوم” Solarium، من دون التنبُّه إلى المخاطر (علماً بأنه في عدد من دول العالم المتقدمة، قد يتمّ إيقاف هذه المقصورات بأمرٍ من السلطات الصحية في البلاد)؛ فهذه المقصورات تَزيد من نسبة التسمير بما يقارب 10 مرات إضافية عن التعرُّض لأشعة الشمس العادية؛ مما يَزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد بنِسب مرتفعة.
التعرُّض لأشعة الشمس العادية؛ فالأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس العادية من خلال أخذ حمامات شمس من دون وقاية (تطبيق كريم الحماية الجيد)، معرَّضون أيضاً للإصابة بسرطان الجلد؛ خصوصاً إذا ما كانوا قد تعرّضوا للحروق في سن الطفولة؛ كوْن للجلد ذاكرة. وإذا كانت لديهم حالات من سرطان الجلد في العائلة (عامل وراثي)، وإذا كانوا من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء الذين يحترقون بسرعة (أيْ لديهم بشرة حساسة لا يمكنها تحمُّل أشعة الشمس).
ويتابع الدكتور ياسين مشيراً إلى أنه عند التعرُّض بشكل متكرر لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية UV، يصبح الأشخاص أكثر عُرضة، ليس فقط لسرطان الجلد، إنما لأمراض أخرى أيضاً، مثل: شيخوخة البشرة، التجاعيد، الكلف والتصبُّغات الجلدية التي تجعل البشرة غير موحّدة اللون. من دون أن ننسى الترهُّل في الجلد، الذي يزداد أكثر عند التعرُّض للشمس من دون تطبيق كريم الحماية، وفي سن مبكر.
قد يكون من المفيد جداً الإطلاع على هذا الموضوع حماية العينين في فصل الصيف.. ضرورية لتجنّب الحروق والعمى
نصائح لتجنُّب الحروق وسرطان الجلد
ويقدّم طبيب الجلد والتجميل حسين ياسين نصائحه لجميع الأشخاص الذين يودّون الاستمتاع بالشمس، في الآتي:
تجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة من بعد الظهر؛ لأن أشعة الشمس في هذه الفترة من النهار، تكون في أوجِها، وخطرها كبير على الصحة الجلدية.
ضرورة ارتداء قبعة كبيرة مع حواف عريضة، وارتداء نظارات شمسية من النوع الجيد.
تطبيق كريم الحماية من أشعة الشمس، وتجديد تطبيقه كل ساعة وليس كل ساعتين؛ لمزيد من الحماية؛ خصوصاً إذا ما كان الشخص يتعرّض لأشعة الشمس المباشرة.
يُفضل البقاء في الظل تحت الشمسية خلال الاسترخاء على الشاطئ.
اختيار كريم الحماية الواقي من أشعة الشمس من النوع المقاوم للماء Water resistant؛ لكيلا يذوب بسهولة عند السباحة.
التفكير الدائم بأن كريم الحماية لا يحمي الجلد مئة بالمئة، إنما بين 95-97% بحسب درجة حمايته SPF، والكمية التي يتم تطبيقها في كل مرة على الجلد (بشرة الوجه والجسم معاً). ولحماية بشرة الوجه جيداً، يجب تطبيق 2 غرام لكل 2 سم من البشرة (أيْ مقدار أصبعين من أصابع اليد)، والذي عادة ما يتم إغفاله.
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل: الكلف والتجاعيد وعدم توحُّد لون البشرة، يجب عليهم الالتزام بتطبيق شروط كريم الوقاية، التي تمَّ ذكرها آنفاً، أكثر من سواهم؛ لمنع تفاقم المشاكل الجلدية التي يعانون منها.
الأشخاص الذين يعانون من مرض الوردية في الوجه، أو الذين يعانون من حساسية جلدية معينة تجاه الشمس والحرارة، عليهم التنبُّه لبشرتهم وحمايتها على نحو جيد جداً؛ لأنها قد تصبح حمراء واضحة وتظهر فيها الشرايين الزرقاء الرفيعة؛ فيتحول لون البشرة إلى لون غير مرغوب فيه.
يجب تطبيق كريم الحماية في جميع الأماكن التي تكون عُرضة لأشعة الشمس؛ حيث يُهمل كثيرون منطقة الأذنين، أو الشفاه (التي قد تكون عُرضة أيضاً لتطوير سرطان الجلد) أو الرأس (لدى الأشخاص حليقي الرأس أو الصُلع). من دون أن ننسى تطبيق الكريم في منطقة الرقبة والصدر (الديكولتيه) والقدمين من الخلف لحمايتها من مخاطر الشمس أيضاً.
يُنصح بالتعرُّض لأشعة الشمس على فترة زمنية قليلة جداً (10-15 دقيقة كحدٍّ أقصى) مع تطبيق كريم الحماية؛ لمنع خطر الاحتراق.
لا نشجع كأطباء جلد، الحصول على السُمرة Bronzage، رغم وجود منتجات من زيوت التسمير في الأسواق التي تدّعي وجود عامل حماية 15 SPF؛ فهذه الزيوت لا تحمي الجلد على الإطلاق. من هنا، القرار يعود للشخص “اللون البرونزي أو حماية صحته الجلدية”!
ربما يكون من الجيد متابعة أهمية الواقي الشمسي في روتين العناية بالبشرة: درع الحماية الأقوى
هل الجيليش يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد؟
مخاطر الجيليش عالية
وبما أن الإناث في فصل الصيف يرغبن بتطبيق طلاء الجيليش Gelish الذي يبقى لفترة طويلة، وردّاً على سؤال حول إمكانية تسبب هذا النوع من الطلاء، الذي يتم فيه استخدام الأشعة فوق البنفسجية لتجفيف الطلاء، بسرطان الجلد، يجيب الدكتور ياسين قائلاً: “أثبتت الدراسات أن التعرُّض لأشعة الـ UV Light، في هذه المنطقة، مثله مثل تعريض الجسم لأشعة الشمس أو لمقصورات التسمير، قد يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد، إذا لم تتم حماية اليدين والأصابع بالكريم الواقي من أشعة الشمس”.
ويؤكد الدكتور ياسين في ختام حديثه، على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متكامل، سليم ومتوازن، يتضمن كافة العناصر الغذائية التي تؤمّن للجسم حاجته من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها. وفي الوقت نفسه غني بالماء من أجل ترطيب الجلد في فصل الصيف خصوصاً، وتجنُّب الجفاف الذي يؤدي إلى تسريع شيخوخة الجلد.