قد لا يفكر الكثير من الآباء بأهمية اللياقة البدنية عند الأطفال، فأغلبهم سيكونون سعداء إذا تعلم أبناؤهم التكنولوجيا، هو تفكير جيد، لكن على الآباء تحمل تبعاته؛ لأن الكثيرين منهم سيقضون أوقاتهم في عالم افتراضي، بدلاً من الاستمتاع بكل الأشياء العديدة الموجودة لدينا في العالم الحقيقي. مدربة اللياقة البدنية الإسبانية Yolanda Gonzalez، تدل الأمهات على أهم فوائد الرقص للأطفال.
عندما لا يتمكن الطفل من رؤية الإعجاب به في عيون والديه، فإنه يشعر بالخطر وأنه لا يثير إعجابهما. هذه المشاعر قد تقود الطفل إلى الشعور بأنه غير محبوب من والديه، فكيف سيحصل على قبول الغرباء؟ وبدلًا من مقارنة طفلك بشخص آخر، ربما يكون من الأجدى مقارنة الطفل بنفسه، وإذا لم يحرز الدرجة الجيدة التي توقعها في الاختبار الأكاديمي، ذكّريه بنتيجة الاختبار السابق، وأوضحي له نقاط تحسنه، وأكدي على ثقتك بأنه سيكون أفضل في الاختبار القادم. وهكذا في مواقف حياته المختلفة حتى تصلي بطفلك إلى أن يصبح أفضل نسخة من نفسه، إليك هذه النتائج، من الرقص، التي تصل بطفلك إلى أكبر قدر، قد لا تتوقعينه من ثبات ونمو الشخصية.
فوائد نفسية ينميها الرقص في الأطفال
1. يكتسبون ثقة أكبر بأنفسهم
إذا قلت لطفلك ستصبح مع الرقص أكثر ثقة بنفسك، قد يضحكه هذا، فرغم ما يزرعه في نفسه من الثقة، عرفيه أن الرقص أحد أنشطة الطفل الاجتماعية اليوم. وسيشعر بممارسته أنه يملك فضاء عالياً وفسيحاً، ولن يكترث لأي عثرة في طريقه، إذ يساعد الرقص الأطفال في تخطّي عامل الخجل ويفتح أمامهم أبواب الابداع وحبّ الفنون ويكسر حاجز الخوف بينهم وبين الآخرين. وتكمن أهمية هذا النشاط في اكتساب سرعة البديهة والتحلي بروحٍ ايجابيّة والابتعاد عن السلبية في تقويم مواقف الحياة.
2. تقوي روابطهم الاجتماعية
الرقص يتيح لطفلك أن يصبح أكثر راحة اجتماعيًا. قد يكون الأمر صعبًا في البداية يبدأ الأمر بإيجاد شريك أو شريكة في الرقص، فساعديه لتقبل الموقف الجديد. حيث يؤكد خبراء علم الاجتماع أن تنمية مهارات الطفل في التواصل مع الآخرين بروح إيجابية ورفع قدرتهم على التفاعل بشكل إيجابي تحميهم من الاضطرابات النفسية والعنف والانحراف والوحدة. ويشيرون إلى أن اكتساب الطفل المهارات يجعله معتمداً على نفسه وينشأ اجتماعيا متعاوناً وناضجاً يستطيع التعامل مع من حوله لحل المشكلات التي يواجهها.
3. تزيد لياقتهم البدنية
الرقص يحافظ على نشاطهم ومبادرتهم في أي مشاركة، وسيزدادون لباقة وسوف يشعرون بالتحسن الجسدي، فالرقص لا يقل أهمية عن اللياقة البدنية للأطفال. وهذا ما يزيد في تعزيز مناعة الطفل ومقاومة الأمراض المختلفة مثل أمراض القلب والسمنة. كما تعزز الرياضة نمو الطفل البدني وعظامه وأربطة عضلاته بشكل صحي سليم. تساهم الرياضة في اكساب الطفل شكل جسم صحي وتعزز توازن واتزان الطفل. ما يساهم في تقليل احتمالية تعرض الطفل لآلام الرقبة والعمود الفقري والرقبة، حيث يؤكد خبراء أن الرقص يساعد على حرق 7 سعرات حرارية في الدقيقة الوحيدة، وينصحون بممارسته يوميا لمدة 30 دقيقة للحفاظ على نشاط الجسم ولياقته.
4. يكتسبون روح الفريق
حركات الطفل الذي يرقص، تتطلب منه فهم حركات شريكه، وتتبعها، وهذا هو أهم فوائد العمل الجماعي عند الأطفال، الذي سيزرع في نفسه الحيوية لإنجاح أي مشروع مستقبلاً، فدروس الرقص المبكرة، سوف تفيده على المدى البعيد. لذلك فإن تدريب الأطفال على العمل الجماعي بروح الفريق واحد من القيم الهامة، التي لها العديد من الآثار الإيجابية التي تنعكس على سلوك وشخصية الطفل، فهي تخلصه من النزعة الفردية والتمركز حول الذات. إذا كنت معلمة صف فيمكنك الاعتماد على هذه الوسيلة لتحفيز الطلاب على أهمية العمل الجماعي والعمل كفريق.
5. يضبط تصرفاتهم، ويجعلهم مطيعين لتوجيهاتك
التزامه بمواعيد دروس الرقص، بعد الدوام المدرسي، يعني الانضباط، والاستماع للتعليمات الشيقة، وثقي تماماً أنه سيكون مهذباً في البيت وخارجه، ربما تلاحظين كيف أن تعامل الطفل مع الآخرين بأسلوب مهذب دوماً، يشكر الجميع ويمتن لما يقدمونه له؛ لكن مع أسرته تختلف الأمور تماماً، ربما يحدث ذلك أحياناً من دون قصد، أو قد يشعر باستحقاقه الدائم لعطايا ومنح والديه، ومن ثم لا يرى دافعاً لتقديم الشكر، لا تستغربي أن الحركات البدنية ستغير من موقفه تجاه عائلته ايضاً، وستجعله ذلك الطفل المهذب الذي تتمنينه.
6. يمنحهم اللباقة في التصرف
مع الرقص سيتمكن من مواجهة المواقف التي تعترضه يومياً، أنت لا تريدين راقصاً محترفاً، بل طفلًا كله حيوية ولباقة، فالرقص سيعلمه كيفية المشي والجري والجلوس والحركة بشكل عام. ولاتنسي أن تافئي طفلكِ متى أحسن التصرف، بمعنى آخر، أثني على تصرفاته الصائبة وأعيري اهتماماً خاصاً لكل ما يقوم به. كوني المثل الصالح لطفلكِ واحرصي على التصرّف والتحدث أمامه بالطريقة التي ترينها مناسبة، لأنها ستنعكس فيه وتترك أثراً كبيراً في تصرفاته على المدى الطويل. كوني لطيفة وصارمة في الوقت نفسه.
7. الرقص يعزز النمو
تعزز التمارين والحركة المنتظمة بشكل إيجابي سرعة النمو في جسم الطفل، فينعم بجسم طبيعي وصحي، وهذا طبعاً سينتقل بالتأكيد إلى النمو العقلي للطفل وسيرفع من ذكائه. ذلك أن الرقص يترافق مع الموسيقى، وهذا ما يطور النمو الحسي للطفل، ويساعد في تطوير المسارات العصبية في الدماغ. والموسيقى تدعم صحة الطفل، وتعنى برفاهيتهم، وتساعد في تحسين القدرات المعرفية لديهم، وهذا يقوي وظائف الذاكرة، التي تساعدهم في دراستهم.
8. سيقوي مهاراته التعليمية
الرقص بالتأكيد سيتطلب الكثير من العمل، سواء كان على موسيقى “البوب” أو أي موسيقى كلاسيكية أخرى، هذا الالتزام بالعمل سيعلم طفلك الديناميكية والحيوية للمثابرة حتى ينجح فيما بدأ به، ويتمكن من التعبير عن نفسه بوضوح والاستماع بنشاط والتعبير عن احتياجاته ومشاعرهم بشكل فعال، وهذا ينمي التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات لديه، ويصبح أكثر قدرة على التعافي من خيبات الأمل والتعلم من الأخطاء.
9. قد يحدد مستقبله الوظيفي
إذا كان طفلك جاداً في ممارسة الرقص كمشاركة في الفعاليات في وقت لاحق من حياته، فإن البدء مبكراً سيكون مفيداً. يمكن أن تغرس السنوات الأولى من دروس الرقص إحساسًا بالأداء والرغبة في القيام به بشكل صحيح، حيث يزداد وعيه بحركات جسمه، من خلال الرقص، يطور طفلك نطاقًا أكبر من الحركة بينما يطور القدرة على العمل في أماكن مختلفة.
10. زيادة المتعة والمرح!
سيشعر بسعادة لا مثيل لها فهو يتعلم ويمرح في الوقت نفسه، بحيث ينتظر دروس الرقص الأسبوعية التي سيواجه فيها أكبر تحد. يمكن أن يجعل الرقص طفلك يشعر بالانتعاش الجسدي ويحسن مزاجه، ما يساعد على معالجة القضايا الخطيرة مثل القلق والاكتئاب. إنها طريقة رائعة للتخلص من التوتر اليومي والتخلص من المخاوف اليومية.