هل السكر يغذّي مرض السرطان؟ يعدّ هذا السؤال من أكثر الأسئلة المطروحة لفهم العلاقة بين السكر في الطعام ومرض السرطان.
ويمكن أن نختصر الإجابة بالقول إن الخلايا السرطانية مثل كل الخلايا في الجسم؛ تستخدم السكر الموجود في الدم (الجلوكوز) كمصدر للطاقة لتقوم بوظائفها بشكلٍ طبيعي.
وهذا السكر الذي تحتاجه وتستخدمه خلايا الجسم يأتي من النظام الغذائي. ويأتي في أشكال مختلفة، كما تؤكد اختصاصية التغذية نور حرب في هذا الموضوع.
هذا السكر الذي تحتاجه وتستخدمه خلايا الجسم يأتي من النظام الغذائي. ويأتي في أشكال مختلفة، بما في ذلك:
الفركتوز (من الفاكهة).
الجلوكوز (من الخضروات).
اللاكتوز (من منتجات الألبان والحليب).
السكروز (من السكر الأبيض والسكر المضاف إلى المشروبات أو المخبوزات).
توجد بعض هذه الأشكال من السكر بشكل طبيعي في الأطعمة، بما في ذلك الفركتوز الموجود في الفاكهة. البعض الآخر عبارة عن سكريات مضافة، مثل ذلك الموجود في المشروبات الغازية أو مشروبات القهوة المحلاة أو البسكويت.
يؤكد العديد من المنظمات الصحية والتوصيات التوجيهية الغذائية واختصاصيو التغذية ضرورة التقليل من تناول السكريات المضافة الموجودة في الكثير من الأطعمة في نظامنا الغذائي، بما في ذلك الأطعمة المصنّعة الجاهزة، المشروبات والعصائر، الحلويات والمعجنات، وغيرها.
علماً بأن الخلايا السرطانية عادة ما تنمو بسرعة، وتتضاعف بمعدّل سريع، وهذا يتطلّب الكثير من الطاقة، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى الكثير من الجلوكوز.
هل السكر يغذّي مرض السرطان؟
ينصح الأطباء بالإكثار من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات
من هنا جاءت الشائعة بأن السكر يغذّي مرض السرطان:
إذا كانت الخلايا السرطانية تحتاج إلى الكثير من الجلوكوز، فإن استبعاد السكر من نظامنا الغذائي يجب أن يساعد على وقف نمو السرطان، بل ويمكن أن يوقف تطوّره في المقام الأول، أليس كذلك؟ لكن لسوء الحظ، الأمر ليس بهذه البساطة. تحتاج جميع خلايانا السليمة إلى الجلوكوز أيضاً، ولا توجد طريقة لإخبار أجسامنا بالسماح للخلايا السليمة بالحصول على الجلوكوز الذي تحتاجه دون إعطائه أيضاً للخلايا السرطانية. وتحتاج الخلايا السرطانية أيضاً إلى الكثير من العناصر الغذائية الأخرى، مثل الأحماض الأمينية والدهون؛ إذ لا يقتصر الأمر على السكر فقط.
ولا يوجد دليل علمي على أن اتباع نظام غذائي “خالٍ من السكر” يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، أو أنه يساعد على منع السرطان من تقدّمه أو تفاقم حالته.
أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين السكر وخطر الإصابة بالسرطان، لكنها علاقة غير مباشرة. فالعديد من الخبراء، بما في ذلك جمعية السرطان الأمريكية والمعهد الوطني للسرطان، يعتقدون أن تناول السكر بذاته لا يسبب السرطان بشكل مباشر، و إنما السمنة المفرطة هي التي تؤدي إلى ذلك.
إن تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بكميات كبيرة، قد يعني زيادة في السعرات الحرارية في النظام الغذائي لدرجة تفوق حاجة الجسم من السعرات الحرارية، بمعنى آخر تفوق الكمية التي يحرقها الجسم في اليوم، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن وزيادة الدهون في الجسم. وكلما ازدادت الخلايا الدهنية في الجسم، ازداد خطر الإصابة بالسرطان، وذلك لأن الخلايا الدهنية؛ تطلق بروتينات التهابية تسمى الأديبوكينات، والتي بدورها يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي وتسبب الأورام. وكلما زاد عدد الخلايا الدهنية؛ ازداد احتمال الحصول على هذه البروتينات، وبالتالي ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.
إضافةً إلى ذلك، إن السمنة المفرطة تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى؛ مثل داء السكري من النوع الثاني، أمراض القلب والشرايين، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وعسر شحميات الدم (Dyslipidemia)؛ مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض الكلى، وغيرها.
السمنة عامل خطر الإصابة بالسرطان
من هنا، يمكن أن نستنتج أن السمنة بذاتها هي التي تعرّض الفرد لخطر الإصابة بالسرطان، وليس السكر. والسمنة المفرطة تأتي من فائض في السعرات الحرارية المزمن في النظام الغذائي. وليس من الضروري أن يكون هذا الفائض من السكر فقط، وإنما من كل المجموعات الغذائية الأخرى. إن زيادة الوزن أو السمنة تعرّض الفرد لخطر الإصابة بما لا يقلّ عن 13 نوعاً من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والكبد والقولون. لذلك، فإن الحفاظ على وزن صحي يعدّ شرطاً أساسياً للوقاية من خطر الإصابة بالسرطان.
للمزيد من المعلومات حول مرض السرطان، تابعي معنا: أعراض سرطان القولون.. يجب على الجيل الجديد الإطلاع عليها.
تجربتي مع مرض سرطان الثدي
حول تجربتها مع مرض سرطان الثدي وشفائها منه، تقول سناء دياب (46 عاماً) إنها اكتشفت إصابتها بالمرض بعد حدوث تغييرات بشكل الثدي الخارجي.
وتضيف: “منذ عامين، لاحظت وجود إفرازات شبيهة بالدم وعند اللمس ظهرت كتل داخل الصدر (3 كتل وواحدة كبيرة جداً). وعندها بدأت رحلة العلاج التي انطلقت من الخضوع لإجراء عدة فحوص طبية بطبيعة الحال، ثم تمّ إخباري بأنني مصابة بمرض سرطان الثدي. تأثرت وبكيت قليلاً، ولكنني قررت أن أكون قوية وأواجه المرض بكل عزيمة وإرادة لأنني شخص لا يستسلم للضعف.
أما الخطوة التالية، فكانت التواصل مع طبيب جرّاح للخضوع إلى عملية استئصال لكامل الثدي الأيمن وللغدد الليمفاوية، ثم بدأت رحلة العلاج الكيميائي (16 جلسة)، ومن بعدها العلاج الشعاعي؛ أي بالأشعة (25 جلسة)، وهذا الأمر ترافق مع تساقط شعري وآثاره النفسية الكبيرة عليَّ، فضلاً عن مشاكل في الأظافر أيضاً”.
وتؤكد سناء في حديثها أنه: “بفضل قوتي وإيماني وصبري، تمكّنت من تخطّي هذه المرحلة الصعبة بأقل خسائر نفسية ممكنة، وما زلت حتى يومنا هذا أتابع إجراء جميع الفحوص الطبية اللازمة، وقد خضعت مؤخراً إلى عملية لترميم الصدر.
الرسالة التي أحملها إلى كل سيدة مصابة بمرض السرطان هي ضرورة الاستفادة من هذه التجربة، حتى تحب ذاتها أكثر وتهتم بنفسها أكثر وتفكر بإيجابية أكثر وتحب الحياة أكثر”.
نوعية الطعام خلال تجربتي مع سرطان الثدي
وعن الطعام أو نوع الغذاء الذي كانت تعتمده سناء خلال رحلتها مع سرطان الثدي، وما رأيها بعلاقة تناول السكر بالإصابة بالسرطان، تشير سناء إلى أنها تهتم كثيراً وإلى أقصى الحدود بنوعية الطعام والغذاء. فتقول: “خلال أوقات العلاج، وحتى إلى يومنا هذا، ابتعدت عن تناول السمك، اللحوم النيئة، وركزت كثيراً على الخضروات، أما الفاكهة؛ فكنت أتناولها بكميات معتدلة، كما أنني توجهت نحو التمر والعسل الطبيعي باعتدال.
امتنعت عن تناول الملح؛ لأنه يسبب احتباساً للماء في الجسم، وكنت ولا أزال أركّز فقط على الطعام الصحي في المنزل، كما أنني أمارس رياضة المشي بانتظام في الطبيعة، مع شرب الماء بكميات مطلوبة.
برأيي من المفيد جداً أن يعتمد مريض السرطان نظاماً غذائياً خالياً من السكر المضاف؛ كونه يحفّز الخلايا السرطانية، ويلعب دوراً سلبياً في هذا الموضوع. أخشى تناول السكر لأنني على علم ومعرفة أنه صديق للسرطان، وهو السمّ الأول في العالم جرّاء عدة دراسات وأبحاث قرأتها.
حالياً عندما أشعر أنني أريد تناول السكر، ألجأ إلى 3 حبّات من التمر يومياً، بالإضافة إلى الفاكهة بأنواعها المختلفة، ولكن بكميات مدروسة جداً، حتى إن المشروبات الساخنة أشربها دون إضافة السكر إليها، والبسكويت على سبيل المثال أتناوله خالياً من السكر والدهون، مع التركيز كذلك على كمية محددة من الكربوهيدرات، سواء كانت من الأرز، المعكرونة، أو البطاطس.
وبعد شفائي من مرض سرطان الثدي، زاد اهتمامي بموضوع تجنّب تناول السكر، وزاد التركيز على تناول المكسرات النيئة، الخضروات، خاصة السلطات يومياً، المأكولات المشوية، واستخدام زيت الزيتون النيء في المطبخ، الحبوب الكاملة والسمك بأنواعه. أما الدجاج واللحوم؛ فأتناولها بكميات معتدلة جداً، إلى جانب الخبز الأسمر أو قطع من التوست الخالي من السكر، مع الابتعاد تماماً عن تناول المعجنات على مختلف أنواعها وأشكالها”.
التغذية السليمة أثناء علاج السرطان
أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين السكر وخطر الإصابة بالسرطان لكنها علاقة غير مباشرة
يعتبر النظام الغذائي المتوازن أفضل ضمانة للتمتع بصحة جيدة، خصوصاً إذا ما عرفنا أن هناك بعض الأطعمة التي تمنع الإصابة بأمراض كثيرة وتكافح مضاعفاتها، لا سيما الأمراض التي باتت شائعة مؤخراً، مثل السرطان. وينصح الأطباء بالإكثار من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف، والتي تساعد الجسم على محاربة نمو الخلايا السرطانية، نذكر منها:
البروكلي: تمنحكِ حفنة من البروكلي المسلوق مجموعة من العناصر المغذية التي يمكن أن تعمل مع الإنزيمات في جسمكِ على مكافحة السرطان، هذا إلى جانب كون البروكلي مصدراً ممتازاً لبعض الفيتامينات؛ مثل C و K.
الطماطم: تشير بعض الدراسات إلى أن مادة الليكوبين الموجودة في الطماطم لديها خصائص مضادة للسرطان، كما أن الطماطم مصدر جيّد لفيتامين C.
الثوم: يحتوي الثوم على مركّبات الكبريت التي يمكن أن تساعد في الحدّ من مخاطر تطوّر أنواع مختلفة من أمراض السرطان. ويعتبر الثوم أيضاً مصدراً جيداً لفيتامين B6 والمنغنيز.
الذرة: تحتوي الذرة على بيتا – كريبتوكسانثين وحمض الفيروليك، وكلاهما قد يثبط نمو السرطان. ويمكنكِ استخدام الذرة بأي شكل من الأشكال، سواء كانت مسلوقة أو مشوية، أو الفشار.
الشمندر: يعتقد أن المادة الغذائية التي تعطي الشمندر لونه الأحمر المميّز، هي المادة ذاتها التي لديها خصائص مضادة للسرطان.
الجزر: يختزن الجزر العناصر الغذائية في المواد التي تمنحه اللون البرتقالي، وتسمى بيتا كاروتين التي تعدّ مضادة للسرطان. والجزر من الخضروات التي يمكن عصرها أو أكلها نيئة أو مطبوخة.
الشاي الأخضر: يعدّ الشاي الأخضر غنياً بمادة البوليفينول، التي يعتقد أنها تساعد على منع نمو الخلايا السرطانية. ويعتقد أيضاً أن الأوراق المجفّفة من هذا النبات تعزّز نظام المناعة وتزيل السموم وتحسن الصحة العامة.
الكركم: يعتبر الكركم أحد التوابل التي تشتمل على خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. ويحتوي الكركم على مادة الكركمين، التي تمنحه اللون الأصفر البرتقالي، ويعتقد أن لها تأثيراً إيجابياً في القضاء على الخلايا السرطانية.
الفراولة: تضم الفراولة عناصر غذائية مضادة للالتهابات، وهي أيضاً مصدر مهم لفيتامين C والمنغنيز، وكلاهما لهما دور فعّال في مكافحة السرطان.
السبانخ: غنية بالمغذّيات الكاملة، فهي تجمع فوائد أطعمة عدة، ومن هنا تكمن أهميتها في مكافحة السرطان. ويمكن الحصول على أفضل الفوائد من السبانخ عند تناولها في السلطة، لكن يمكنكِ طبخها أو إضافتها للحساء.