التدخين بكافة أشكاله، يشكل خطراً بالغاً على الصحة، فدخان التبغ هو عبارة عن خليط من الغازات والجزيئيات الكيميائية ومعظمها سامّ.
نجد دائماً النيكوتين والقطران والمواد المنكهة، ولكن هناك العديد من المواد الأخرى مثل الغازات السامّة (أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وحمض الهيدروسيانيك والأمونيا) والمعادن الثقيلة (الكادميوم والرصاص والكروم والزئبق) النيكوتين هو المادة التي تسبب التعوّد.
للاطلاع على أبرز مخاطر التدخين، التقت الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والربو الدكتور زياد شيري في بيروت، وعادت بالآتي:
يستهل الدكتور شيري حديثه عن أضرار التدخين بالقول: “لا يخفى على أحد ما للتدخين من أضرار بالغة على الصحة، لكن من المفيد دائماً إعادة التذكير بها.
فأضرار التدخين تطال كافة أعضاء الجسم، حيث أن كل عضو تصل إليه الشرايين التي تغذيه بالدم، وسوف يلحقه الضرر جراء التدخين نتيجة وصول الدم الملوث بالدخان، ولا سيما القلب، الدماغ، الرئتين، الكلى والأطراف.إذ أن النيكوتين الموجود في التبغ، هو الذي يؤدي إلى ترسبات داخل الشرايين، والتي بدورها تشكل خطراً على الأعضاء يهدد الحياة، حيث يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية وغير ذلك من الحالات الخطيرة”.
ربما يهمك الإطلاع إلى أعراض السكتة الدماغية.
أضرار التدخين على الجهاز التنفسي
ويتابع الدكتور زياد شيري متحدثاً عن أضرار التدخين على الجهاز التنفسي فيقول: “الضرر كبير على الجهاز التنفسي، لأنَّ التدخين على أنواعه من السجائر إلى النرجيلة والفيب Vape، والسيجار، والغليون جميعها مضرّة، لكن بنسب متفاوتة؛ وجميعها تحتوي على مواد مسرطنة، لا تؤدي فقط إلى مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، إنما أيضاً بأنواع عديدة أخرى من السرطانات مثل سرطان المعدة، سرطان المثانة، سرطانات الجهاز الهضمي المختلفة وسرطانات الدم، والتي يعتبر التدخين أحد المسببات الرئيسية”.
أما بالنسبة لسرطان الرئة، فإن “95 بالمئة من المرضى هم من المدخنين، فيما النسبة المتبقية قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو لأسباب ناتجة عن التلوث غير التدخين”.
ويشير د. شيري إلى أن هناك أمراضاً أخرى خطيرة في الجهاز التنفسي يسببها التدخين، مثل: الانسداد الرئوي المزمن COPD، التليف الرئوي، الالتهابات المزمنة في القصبة الهوائية وغيرها؛ جميع هذه الأمراض لها علاقة مباشرة بالتدخين. “لذلك أول سؤال نطرحه كأطباء على مرضانا هو (هل أنت مدخن ومنذ متى؟)، فهذا السؤال والإجابة عليه يلعب دوراً في الإحصائيات العلمية التي نقوم بها. وفي مجمل الأحوال يعتبر التدخين ضاراً جداً لكافة أعضاء الجسم بنسب متفاوتة، ويسبب الأمراض المزمنة في القلب، وفي الجهاز التنفسي والأمراض السرطانية على أنواعها”.
التدخين سبب رئيس للعديد من الأمراض
التدخين يطال ضرره الدماغ والذاكرة أيضاً
تشير الوكالة الوطنية للصحة العامة الفرنسية Santé Publique – France أن “التدخين هو سبب رئيسي للأمراض، ويرتبط بتأثير صحي قوي جدًا على صحة السكان، وهو السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن الوقاية منها، وفي المتوسط، يموت واحد من كل اثنين من المدخنين المنتظمين بسبب عواقب تدخينهم.”
ويتابع: واحد من كل ثلاثة أنواع من السرطان سببه التدخين وأشهرها هو سرطان الرئة، حيث ترتبط 80 إلى 90% من حالاته بالتدخين النشط.، لكن هناك أنواع أخرى من السرطان يسببها التبغ أيضاً، مثل: سرطان الحلق والفم والشفاه والبنكرياس والكلى والمثانة والرحم.
يمكن أن يكون التدخين النشط أيضاً سببًا لأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعد التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية لاحتشاء عضلة القلب.
وترتبط أيضاً السكتات الدماغية والتهاب الشرايين في الأطراف السفلية وتمدد الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم جزئياً بدخان التبغ.
يمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدموية أيضاً إلى ضعف القدرة على أداء العلاقة الزوجية لدى الرجال.
كما أن مرض الانسداد الرئوي المزمن، هو مرض تنفسي مزمن ينتج بشكل رئيسي عن التدخين، يمكن أن يتطور هذا المرض إلى فشل الجهاز التنفسي المزمن، في أي مرحلة من مراحل المرض، ويعد التدخين عاملاً يؤدي إلى تفاقم المرض.
أمراض أخرى ترتبط أو تتفاقم بسبب التدخين
إن الأمراض التالية على صلة بالتدخين، حيث ترتبط أو تتفاقم بنتيجة التدخين، ومنها الآتي:
التهاب المعدة؛
القرحة الهضمية؛
مرض السكري من النوع الثاني؛
فرط كولسترول الدم؛
فرط الدهون الثلاثية (تريجليسيريد) في الدم؛
الأكزيما؛
الصدفية؛
الذئبة؛
التهابات الأنف والأذن والحنجرة؛
التهاب اللثة وإضعافها وارتخائها، مما يؤدي إلى تساقط الأسنان؛
إعتام عدسة العين؛
الضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD، مما قد يؤدي إلى العمى.
التدخين يسرّع الشيخوخة
يؤدي التدخين إلى تسريع الشيخوخة، حيث تطال آثاره الآتي:
انخفاض الخصوبة.
تضرر الصحة الجلدية (ظهور التجاعيد، بهتان البشرة، اصفرار الأصابع)، لأن التبغ يقلل من أكسجة الجلد ويجعله باهتاً وأقل ليونة، وبالتالي تظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة مبكراً.
تغييرات في الغشاء المخاطي للفم والأنف والشفتين واللسان وبراعم التذوق والأعضاء الصوتية والغدد اللعابية.
نقص فيتامين بي B وسي C.
تغيير في الشرايين الدماغية (التأثيرات على الذاكرة والرؤية والسمع).
إلحاق الضرر بالمريء والمعدة.
يتضاعف خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار 20 ضعفاً عندما يرتبط التبغ بالتعرّض لفترة طويلة لغاز الرادون، الرادون هو غاز مشع طبيعي ينطلق من الأرض، وفي المناطق التي يتواجد فيها يتراكم في المباني سيئة التهوية.
إذ لا توجد عتبة لا يشكل التدخين تحتها خطراً، على سبيل المثال، يعتمد خطر الإصابة بسرطان الرئة على عدد السجائر التي تدخنها كل يوم، ولكن أيضًا على مدة تدخينك، الطريقة الفعّالة الوحيدة لتقليل هذا الخطر، هي الإقلاع عن التدخين، إذا لم يتم التمكن من ذلك بمفردك، فيمكن الاستعانة بالعيادات المتخصصة.