فوائد الخلايا الجذعية باتت مثبتة، لكن طريقة استعمالها هي التي تتجدد كل فترة. من هنا جاءت تسمية الطب التجددي الذي هو استراتيجية علاجية جديدة تستخدم الخلايا الجذعية أو إفرازاتها في الطب التجميلي وفي علاج الأمراض المختلفة.
ما هو الطب التجددي؟
الطب التجددي موجود منذ اكتشاف الخلايا الجذعية، أو منذ أن تمَّ اكتشاف الخلايا الجذعية من نخاع العظم Bone Marrow، عام 1970، ليس فقط لأن لها القدرة على التمايز، إنما لأن لها مفعول Paracrine effect، أي بامكانها أن تفرز مواد نمو وبروتينات والإكسوسومات Exosomes عبارة عن حويصلات يتراوح طولها بين 30 و90 نانومتراً والتي تنتقل من خلية إلى أخرى وتقوم بدور الناقل للرسائل والمعلومات.
باختصار كل خلية تطلق مواد، وهذه المواد تذهب إلى خلية أخرى لتعطيها أوامر بالنمو، وبالتوازن الداخلي، والتجدد.
هل من عقبات واجهت العلاج بالخلايا الجذعية منذ اكتشافه؟ وكيف تمَّ تخطيها؟
طبيبة تعمل على الخلايا الجذعية تحت المجهر
حصل بالطبع، إذا كان الشخص مريضاً بالسرطان على سبيل المثال، فإن المواد الناقلة، التي تحدثنا عنها آنفاً، سوف تنقل الأوامر للخلايا الأخرى بالتحول إلى خلايا سرطانية، وكذلك يحصل مع مرضى السكري وسواهم.
لكن عند اكتشاف هذا الأمر، صار الباحثون يعملون على إفرازات الخلايا الجذعية Secretion، وهذا ما فعلته شخصياً في عيادتي المتخصصة ونلت براءة اختراع لها، لكي نتمكن كفريق طبي من استعمالها في مجال التجميل وعلاج الأمراض.
ربما تودين الإطلاع على طرق طبيعية فعّالة لعلاج الصدفية.. وفق طبيبة
هل حصل العلاج بإفرازات الخلايا الجذعية على موافقة الـFDA؟
العلاج بإفرازات الخلايا الجذعية لم ينل بعد موافقة الـ FDA، رغم أنه أثبت فعاليته في علاج عدد كبير من الأمراض، وذلك لأنَّ أي موافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية يحتاج إلى سنوات من الأبحاث العلمية.
ولأنَّ أياً من شركات الأدوية العالمية لم تقم بأبحاثها حول الموضوع، كون هذه الإفرازات لن تُنتَج بعبوات للبيع مثل الأدوية، بل الأطباء الباحثون هم الذين سيعملون على الخلية واستخراج إفرازاتها، لاستخدامها في العلاجات، لذلك قد تتأخر موافقة الـ FDA.
ما مجالات استخدام الخلايا الجذعية وإفرازاتها؟
الخلايا الجذعية وإفرازاتها بإمكانها علاج عدد كبير من الحالات المرضية والمشاكل التجميلية، لذلك تمّت تسميتها في جامعة هارفارد بـ Fountain of use، أي “شلال من الاستعمالات”، نذكر أبرزها في الآتي:
– علاج أمراض الجهاز العصبي، والتخفيف من تقدم مرض التصلب المتعدد MS؛
– إيقاف تساقط الشعر وإعادة إنباته؛
– إخفاء علامات الشيخوخة (التجاعيد) وترهّل الجلد؛
– علاج الأكزيما؛
– إزالة التشققات الجلدية Stretch Marks؛
– علاج المشاكل الجلدية المختلفة مثل الحروق، والجروح والندوب والكلف؛
– علاج هشاشة العظام وداء المفاصل Osteoarthritis؛
– العمى، حيث إن بعض المرضى تمكنوا من استعادة بصرهم؛
– علاج داء كرون بفعالية.
هل يمكن اعتبار أن الخلايا الجذعية باتت آمنة للمرضى؟
أبحاث عديدة حول الخلايا الجذعية وإفرازاتها قد أُجريت، كما بات العديد من العيادات يقوم بالتجارب العلمية باستخدام هذه المواد، وقد أثبتت فعاليتها ونتائجها ممتازة.
العلاج بالخلايا الجذعية طبيعي وآمن، ويطلق عليها لقب “مركز الدواء في الجسم”؛ لقدرتها على خلق أوعية دموية جديدة، وإفراز البروتينات وتجديد الخلايا والأنسجة المصابة والمتضرّرة وإصلاحها. وبالتالي، المساعدة في الحدّ من تفاقم الأمراض، وربما الشفاء النهائي منه.
هل يتطلب الحصول على إفرازات الخلايا الجذعية وإعادة استعمالها أي نوع من التخدير؟
سحب وإعادة حقن الخلايا الجذعية لا يتطلب أي نوع من التخدير سواء العام أو الموضعي، ويمكن للمريض بعد حقنه بالخلايا الجذعية العودة إلى حياته الطبيعية.
وقد يحتاج المريض إلى تكرار الحقن بالخلايا الجذعية بحسب حالته وحاجته إليها.
علماً أن قدرة الخلايا الجذعية على علاج الأمراض تختلف وفقاً لكل مرض، وخبرة الفريق الطبي المعالج، وطريقة الحصول عليها وكذلك طريقة العلاج بها، كون الطرق العلاجية مختلفة.
العلاج بالخلايا الجذعية بديل لزراعة الأعضاء
العلاج بالخلايا الجذعية يعزز الاستجابة الإصلاحية للأنسجة المريضة أو المختلة أو المصابة باستخدام الخلايا الجذعية أو مشتقاتها. إنه الفصل التالي في زراعة الأعضاء ويستخدم الخلايا بدلاً من الأعضاء المانحة، والتي تكون محدودة العرض، وفق ما ذكر باحثو “مايو كلينك”.
يقوم الباحثون بتنمية الخلايا الجذعية في المختبر. يتم التلاعب بهذه الخلايا الجذعية لتتخصص في أنواع معينة من الخلايا، مثل خلايا عضلة القلب، أو خلايا الدم، أو الخلايا العصبية.
ويمكن بعد ذلك زرع الخلايا المتخصصة لدى الشخص. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مرض في القلب، فيمكن حقن الخلايا في عضلة القلب. يمكن لخلايا عضلة القلب السليمة المزروعة أن تساهم بعد ذلك في إصلاح عضلة القلب المصابة.
لقد أظهر الباحثون بالفعل أن خلايا نخاع العظم البالغة الموجهة لتصبح خلايا شبيهة بالقلب يمكنها إصلاح أنسجة القلب لدى البشر.
هذا ويشير القسم الطبي في جامعة نيبراسكا إلى أن الدراسات المخبرية للخلايا الجذعية، تُمكِّن العلماء من التعرّف على الخصائص الأساسية للخلايا وما يجعلها مختلفة عن أنواع الخلايا المتخصصة. ويستخدم العلماء بالفعل الخلايا الجذعية في المختبر لفحص الأدوية الجديدة وتطوير أنظمة نموذجية لدراسة النمو الطبيعي وتحديد أسباب العيوب الخلقية. ولا يزال المزيد من الأبحاث مستمراً.