وفقاً لمؤسسة الربو والحساسية الأمريكية، يحدث رد فعل تحسسي نتيجة تفاعلات غير مألوفة من الجهاز المناعي. ولكن إذا كنتِ تعانين من نوع الربو الناتج عن الحساسية، فقد تتفاقم الأمور بسرعة. عندما تكون مسببات الحساسية هي السبب الجذري لالتهاب الشعب الهوائية الذي يؤثر على تنفسك، مثل استنشاق العطور، أو وبر الحيوانات أو من خلال استخدام مكوّن مرطِّب لا يتوافق مع بشرتك، وتُعرف هذه الحالة باسم الربو التحسسي.
وتُظهر الأبحاث أن نسبة الإصابة بالربو التحسسي تكون أعلى في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنخفض تدريجياً مع التقدم في العمر. في حالة الربو التحسسي، يمكن أن تجتمع أعراض رد الفعل التحسسي والربو، وفقاً لاختصاصية الطب الداخلي وأمراض الرئة الدكتورة جوسلين ساسين التي تشرح لـ”سيّدتي” الفرق بين الربو والحساسية، وما هي العلاجات الجديدة المعتمدة.
لعل أبرز أعراض الربو التحسسي بحسب الدكتورة ساسين هي الآتي:
احتقان أو سيلان الأنف؛
السعال؛
صعوبة في أخذ نفس عميق؛
احتقان الأذن أو ضعف السمع؛
الصداع؛
الحكة والتهيج في الجيوب الأنفية والحلق؛
التصريف الخلفي للأنف، والذي يمكن أن يسبب سعالاً جافاً وحكة في الحلق؛
التنفس السريع أو ضيق التنفس؛
عيون حمراء وحكة ودموع؛
العطس؛
التعب؛
الصفير.
وهل ضيق التنفس مرتبط بعامل معيّن؟ تجيب الدكتورة ساسين أن “لضيق التنفس أسباب متعددة وهو عارض يتعلق بالجهاز التنفسي، حيث إن الحساسية والربو يؤديان إلى ضيق في التنفس”.
قد يعجبكِ أيضاً نوبات الربو: كيف تتصرفين لتهدئة الحالة بسرعة؟
وبرأيها، “ليس من الضروري أن ينتج ضيق التنفس عن الإصابة بالربو، بل يمكن أن يكون سببه حالة عصبية أو عارضاً آخر”. كما تشدّد على ضرورة إجراء الفحص اللازم لتحديد مدى خطورة الربو عند عدم الشعور بعدم القدرة على أنه التنفس وأن الأكسجين لا يمكنه الوصول إلى الرئتين”.
أسباب مرض الربو
البخاخات تساعد على التخفيف من نوبة الربو
وبالنسبة للربو، تلفت ساسين إلى أنّ “الربو مشكلة شائعة وترتفع نسبتها بسبب التلوث في العالم وهو ناتج عن حساسية معينة. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك أيضاً ربواً ناتجاً عن عوامل غير تحسسية. علماً أنه ليس من الضروري أن يرتبط الربو بالحساسية”، كما أنّ عوامل الربو وراثية وبيئية، والمصابات بحساسية الجلد والرشح هن أكثر عرضة من غيرهن بالإصابة بالربو، بحسب تعبيرها.
ما هي الفحوص المطلوبة التي تؤكد تشخيص الإصابة بالربو؟
تشير الدكتورة ساسين إلى أنّه من الممكن تأكيد الإصابة بالربو من خلال إجراء فحوص على الجلد لمعرفة نوع الربو التحسسي أو من خلال فحص الدم، ويمكن للصغار والكبار إجراء هذين النوعين من الفحوص.
ومن وجهة نظر ساسين، “لا يعتمد تشخيص حالة الربو على هذه الفحوص فقط، بل يتم الأخذ بعين الاعتبار بعض الأعراض الظاهرة مثل ضيق التنفس، والذي يتجاوب لاحقاً مع علاج البخاخات المخصصة للربو (الذي يخفف من تقلص عضلات القصبات الملساء في الشعب الهوائية). وتؤكد أن “الربو هو من الأمراض المزمنة التي تستمر مدى الحياة”. كما تشدّد على ضرورة ألا “تقع المصابات بمرض الربو في الفخ ويخضعن للعلاج فقط أثناء المعاناة مع الأعراض، بل يجب أن يعتمدن علاجاً يومياً وطويلاً”.
وبالنسبة للحساسية، تؤكد الدكتورة ساسين أن “تأثيرها مزعج على أسلوب الحياة اليومي”، كما تشدّد على أن “طرف الربو لا يختلف عن الربو فالأعراض متشابهة، وقد تصبح خطيرة في حال لم يتم علاجها منذ البداية والالتزام في مدة العلاج”.
العلاجات الجديدة المعتمدة لمكافحة الربو
اللقاحات التي تضمن حماية طويلة الأمد من نوبات الربو، وخصوصاً اللقاح الجديد المعتمد والذي يُؤخذ من خلال قطرات تحت اللسان.
مضادات الحساسية وعدم التعرّض للمحسسات، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الإكثار من تناول الأدوية التي تحتوي على كمية كبيرة من الكورتيزون نظراً لأعراضها الجانبية الكثيرة. هنا تنصح ساسين، باستعمال الكورتيزون من خلال أجهزة الاستنشاق فقط.
تناول الأدوية على المدى الطويل والتي تساعد على التخفيف من الربو التحسسي.
اعتماد الأدوية الجديدة التي تحتوي على مضادات الهيستامين التي لا تسبّب النعاس.
استعمال بخاخات الأنف التي تعمل على إرخاء العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، ما يؤدي إلى توسيعها.
نصائح لتخفيف أعراض الربو
إذا كنتِ تعانين من الربو، فأنت تعلمين مدى أهمية تناول الدواء الذي وصفه لكِ الطبيب. وهذا يعني في كثير من الأحيان استخدام دواء تحكم طويل الأمد كل يوم والحفاظ على جهاز الاستنشاق السريع في متناول اليد.
تفادي التعرّض للمحفزات خصوصاً دخان السجائر.
اللجوء إلى تمارين التنفس الخاصة التي يمكن أن تساعد رئتيك على العمل بشكل أفضل. يعد التنفس من خلال الشفاه أحد الخيارات: خذي شهيقاً من خلال أنفك، ثم قومي بالزفير ببطء مرتين على الأقل من خلال الشفاه المزمومة.
قد يؤدي الهواء البارد أو الجاف إلى تفاقم الأعراض. عندما ينخفض مستوى الزئبق، يمكنك لف وشاح حول فمك وأنفك لتسهيل التنفس. الهواء الداخلي الخاص بك مهم أيضاً. يمكن أن يساعد مزيل الرطوبة أو جهاز الترطيب في جعل الهواء ليس رطباً جداً أو جافاً جداً. وتذكري إبقاء النوافذ مغلقة وتشغيل مكيف الهواء خلال موسم الحساسية لإبعاد حبوب اللقاح.