يعرف المتخصصون «العناد» بأنه عدم طاعة الابن بالطريقة التي ترضي والديه، خاصة إذا كان الطفل يرفض الانصياع للأوامر استمتاعاً بالرفض في حد ذاته، موضحين أن ذلك أمر طبيعي يبدأ من عمر 3 سنوات وما فوق، وهو عمر التجريب واختبار الطفل لمن حوله، ورد فعلهم تجاه ما يقوم به لتأكيد استقلاليته، كما أنه قد يكون رد فعل لنقص في الرعاية والحنان والعطف، ومحاولة لفت الانتباه لما يعنيه من جروح داخلية، تحديد الهوية، وهذا ما يتحول إلى غضب، يتسبب بفقدان الطفل السيطرة على نفسه، لكن لا بد من وجود حلول جذرية وسريعة لهذه المشكلة، كما يقترحها الاطباء والمتخصصون.
أسباب عدم قدرة الطفل على التحكم بنفسه
رغم أن الطفل قد يبدأ في تطوير مهارة ضبط النفس والتحكم في الذات من عمر 3 إلى 4 سنوات، لكن هناك أسباباً قد تجعل بعض الأطفال يعانون عدم القدرة على ضبط النفس حتى عمر متقدم، منها:
مزاج الطفل الفطري، الذي يلعب دوراً في كيفية تطوير ضبط النفس، ويمكن أن يؤخره إذا كان الطفل عصبياً وفاقداً للقدرة على تهدئة نفسه.
الإحباط أو القلق، سواء كان سببه المدرسة أو غيرها، فإنه يؤدي إلى صعوبات في تنظيم عواطف الطفل وتطوير ضبط النفس.
الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهذا ما يؤخر تطوير مهارة التحكم في النفس.
استسلام الأم أحيانا لنوبات غضب الطفل أو التصرف حيالها بطريقة عصبية، وهنا يعجز الطفل عن تطوير مهارة التحكم في النفس.
علامات عدم قدرة الطفل على ضبط نفسه
هناك بعض العلامات التي يظهرها الأطفال الذين يعانون ضعف ضبط النفس والتحكم في الذات، ومن بينها:
نوبات غضب عشوائية ومتكررة.
الكلام من دون توقف.
النشاط المفرط.
الإحباط بسرعة والاستسلام.
صعوبة الانضباط والالتزام وصعوبة التعامل مع الزملاء والأصدقاء.
عدم القدرة على التعامل مع المضايقات أو الدعابة وينتهي الأمر بالبكاء.
عدم القدرة على تحمل النقد.
مشاكل في الروتين اليومي كالنوم والاستيقاظ والاستحمام.
طرق لتعليم الطفل الغاضب السيطرة على نفسه
افرضي العقوبات عند الضرورة
يعد تعلم ضبط النفس أحد أهم الأمور التي يمكن للأم مساعدة طفلها في اكتسابها، لأن هذه المهارة من أهم الضمانات للنجاح لاحقا في الحياة، وإليك أقصر الطرق لتعليمها لطفلك:
فرقي بين المشاعر والسلوك
علّمي أطفالك تسمية مشاعرهم، حتى يتمكنوا من التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط وخيبة الأمل. حاولي أن تقولي: “لا بأس أن تشعر بالغضب ولكن ليس من الجيد أن تضرب”. ساعديهم على رؤية أنهم يتحكمون في تصرفاتهم عندما يشعرون بالغضب. في بعض الأحيان، ينبع السلوك العدواني من مجموعة متنوعة من المشاعر غير المريحة، مثل الحزن أو الإحراج. لذا، ساعدي أطفالك على استكشاف سبب شعورهم بالغضب. ربما يشعرون بالحزن بسبب إلغاء موعد اللعب، لكنهم يستجيبون بغضب لأنه أسهل أو لأنه يخفي الأذى الذي يشعرون به، كما أن التحدث عن المشاعر بشكل متكرر وبمرور الوقت يساعد الأطفال على تعلم التعرف على مشاعرهم بشكل أفضل.
5 أسباب لنوبات الصراخ لدى الأطفال
امتلكي أنت أولاً مهارات إدارة الغضب المناسبة
أفضل طريقة لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الغضب هي أن توضحي لهم كيف تتعاملين مع مشاعرك عندما تشعرين بالغضب. وعندما يشاهد الأطفال أنك تفقدين أعصابك، فمن المرجح أن يفعلوا الشيء نفسه. ولكن، إذا رأوا أنك تتعاملين مع مشاعرك بطريقة أكثر لطفاً، فسوف يلاحظون ذلك أيضاً.
أشيري إلى الأوقات التي تشعرين فيها بالإحباط حتى يفهم طفلك أن البالغين يشعرون بالغضب أحيانًا أيضًا. لا بأس أن تقولي: “أنا غاضب لأن السيارة التي أمامنا لم تتوقف للسماح لهؤلاء الأطفال بعبور الشارع. لكنني سأتوقف حتى يتمكنوا من العبور بأمان”. إن التعبير عن مشاعرك سيعلم الأطفال التحدث عن مشاعرهم. وتحملي أيضًا مسؤولية سلوكك فعندما تفقدين أعصابك أمام أطفالك، اعتذري وناقشي ما كان يجب عليك فعله وبدلاً من ذلك. قولي: “أنا آسفة لأنك رأيتني أصرخ اليوم عندما كنت غاضبة. كان يجب أن أذهب في نزهة على الأقدام لأهدأ عندما أكون غاضبة بدلاً من رفع صوتي”.
ضعي قواعد لمنع الغضب
لدى معظم العائلات قواعد عائلية واضحة حول السلوك المقبول والسلوك غير المقبول عندما يتعلق الأمر بالغضب. حيث لا تمانع بعض العائلات في إغلاق الأبواب ورفع الأصوات، بينما تكون عائلات أخرى أقل تسامحًا مع مثل هذه السلوكيات، قومي بتحديد قواعد منزلية مكتوبة تعلن توقعاتك، حيث يجب أن تتمحور قواعد الغضب حول التصرف باحترام تجاه الآخرين، حاسبي أطفالك على تصرفات مثل الاعتداء الجسدي، والشتائم، وتدمير الممتلكات حتى يفهم أطفالك أنهم لا يستطيعون رمي الأشياء، أو كسرها، أو الهجوم اللفظي أو الجسدي عندما يكونون غاضبين.
علّمي أطفالك مهارات التكيف الصحية
يحتاج الأطفال إلى معرفة الطرق المناسبة للتعامل مع غضبهم. بدلاً من أن يقال لهم: “لا تضرب أخاك”، اشرحي لهم ما يمكنهم فعله عندما يشعرون بالإحباط. قولي مثلاً: “في المرة القادمة، استخدم كلماتك” أو “ابتعد عنه عندما تشعر بالغضب”.
يمكنك أيضًا أن تسألي طفلك: “ما الذي يمكنك فعله بدلاً من الضرب؟” لمساعدته على تحديد الاستراتيجيات التي قد تكون مفيدة. يمكنك أيضًا تقديم صندوق لطفلك عندما يشعر بالانزعاج، املأي الصندوق بالأشياء التي يمكن أن تساعده على الهدوء، مثل كتاب التلوين وأقلام التلوين، أو اللوشن ذي الرائحة الطيبة، أو الموسيقى الهادئة.، فإشراك حواسه يجعله أكثر قدرة على تهدئة نفسه.
اعطي طفلك مهلة
علميه أنه يمكنه أخذ مهلة قبل أن يقع في مشكلة، وخصصي له بضع دقائق للتهدئة، ليتمكن من سحب نفسه من الموقف، فهذا يفيده في حالة الغضب، قومي أيضًا بتعليم مهارات حل المشكلات حتى يتعلم الأطفال إدراك أنهم يستطيعون حل المشكلات من دون اللجوء إلى العدوان. وتحدثي عن طرق حل النزاع سلمياً.
افرضي العقوبات عند الضرورة
أعطي أطفالك عواقب إيجابية عندما يتبعون قواعد الغضب وعواقب سلبية عندما يخالفون القواعد. يمكن للعواقب الإيجابية، مثل نظام المكافآت أو نظام الاقتصاد الرمزي، أن تحفز الطفل على استخدام مهارات إدارة الغضب عندما يكون منزعجًا .. اتبعي العواقب الفورية إذا أصبح طفلك عدوانيًا. قد تشمل فقدان الامتيازات، أو دفع تعويضات عن طريق القيام بأعمال إضافية أو إعارة لعبة ما لطفل آخر، من الطبيعي أن يواجه الأطفال صعوبة في إدارة غضبهم في بعض الأحيان. ولكن بتوجيهك، يجب أن تتحسن مهارات طفلك. وعندما يكافح الأطفال للسيطرة على غضبهم، أو عندما تزداد مشاكل غضبهم سوءًا، فمن المهم طلب المساعدة المتخصصة. لاستبعاد أي مشاكل صحية عقلية كامنة.
عبارات تهدئ الطفل الغاضب
“لا بأس أن تغضب”
تذكري أن كسب محبة طفل غاضب أمر صعب. بل هو أمر مرهق لك ولطفلك. إنها نتيجة لا يمكن حلها أو الوصول إليها في يوم واحد. لكن تأكدي أنك لست وحدك عندما تحتاجين النصيحة. إليك بعض العبارات بالبسيطة، التي جمعتها لك “سيدتي وطفلك” فاستخدميها كأسلوب راق لتهدئة طفلك الغاضب.
“أحبك”
من المهم للغاية تذكير طفلك الغاضب أنك ما زلت تحبينه. بغض النظر عن غضبه، وما تسمعين حوله من تصرفاته، يجب تكرار هذه الكلمة بطريقة هادئة؛ حتى يسمعك طفلك تماماً.
“أرى أنك مستاء”
إن السماح للطفل بمعرفة أنه يمكنك رؤية غضبه جسديًا يساعده على إدراك ما يحدث لجسمه عندما يكون غاضبًا. فهذا يتيح لك فرصة التحدث إليه حول الموقف الذي يغضبه من دون محاولة حل المشكلة على الفور.
“لا بأس أن تغضب”
طفلك في هذه الحالة بحاجة إلى رؤية الشخص البالغ العقلاني الذي يدرك مشاعره، ويجد أن غضبه ليس غريباً. فهذا يجعله يهدئ من روعه ليفكر في الأسباب التي جعلته يغضب.
“أنا ذاهبة إلى الحديقة”
عندما يصرخ طفلك في وجهك أو يدوس بقدميه بقوة، فإنه غالبًا ما ينتظر رد فعلك. هنا عليك الحفاظ على هدوئك، الذي ستخبرينه من خلاله ما سيحدث لاحقاً، قولي له: “سأنتظر هنا حتى تكون جاهزًا. سأنتظر في القاعة حتى تنتهي من الصراخ”.
“هل تريد مساعدتي”؟
أفضل طريقة لوقف غضب الطفل هو عناقه. ومع ذلك فإن بعض الأطفال يرفضون أي لمسة أو المساعدة في احتضان مشاعرهم، ويعتبرون هذا التصرف هو خيارك أنت بينما هم يرفضونه!
“أتساءل إذا كنت بحاجة لتناول شيء”؟
ليس لدى الأطفال دائمًا القدرة على معرفة سبب انزعاجهم، وما هو السبب الكامن وراء إحباطهم. هنا اطرحي فكرة تبعدين بها الطفل عن مشاعر الغضب: مثل “أتساءل عما إذا كنت بحاجة لتناول شيء ما، أو أتساءل عما إذا كان يمكنك أخذ قيلولة. أتساءل عما إذا كنت بحاجة إلى عناق أو احتضان”.
“أنا متأكدة أنه يمكننا إيجاد حل لاحقًا”
دقائق غضبه ليست الوقت المناسب لإيجاد الحل الذي يرضيه، والذي يبحث هو عنه، كما أنه قد يرغب بالمجادلة في تلك اللحظات. لا تعطيه هذه الفرصة؛ حتى لا يعتقد أنه بمجرد غضبه سينفذ طلبه، بل أخبريه أنك الآن مستاءة، وستحاولين إيجاد حل لاحقاً.
“ليس من المقبول أن تغضب بهذه الطريقة”
أي ضعي حدوداً لغضبه، ودعيه يعرف أنه من العادي أن يشعر بالغضب، لكن عليه ألا يحوله إلى انفجارات، فليس من المقبول أبدًا ضرب أو إيذاء الآخرين.
“أنت بأمان”
أحد الأشياء التي تجعل الأطفال يتصرفون بغضب هو الخوف. قد يكونون خائفين مما سيحدث عند انتهاء النوبة، أو قد يشعرون بالقلق من أنك ستغضبين منهم، أو الأسوأ من ذلك أنهم قد يخشون بالفعل على سلامتهم. ذكريهم بصوت هادئ بأنهم بأمان.
“سأكون هنا عندما تنتهي من غضبك”
قبل كل شيء، ذكّري طفلك أنك لن تتركيه. ابتعدي فقط عن الموقف، اذهبي إلى غرفة نومك أو المطبخ مثلاً، بكل الأحوال دعي طفلك يعرف أنك موجودة من أجله. فالسماح له بمعرفة إلى أين أنت ذاهبة بالضبط وكيف يمكنه العثور عليك عندما يزول غضبه، هو طريقة رائعة لمنحه الطمأنينة.