ينصح الأطباء بإجراء تخطيط للقلب للأطفال، ثم قبل سن الـ18 عاماً في حال لم يُظهر التخطيط أي مشكلة مرضية، ولا سيما قبل مزاولة التمارين الرياضية المكثفة؛ وذلك للكشف عن أي مشكلة أو مرض في القلب (خصوصاً كهربائية القلب) قد يتسبب بالوفاة المبكرة إذا لم يتم الكشف عنه وتلقي العلاج الملائم له. حيث يمكن للاكتشاف المبكر لأمراض القلب أن يُحدث فارقاً كبيراً في نوعية حياة المريض وفي إنقاذ حياته. هذا ويوفر تخطيط كهربائية القلب (ECG) المزود بتقنية الذكاء الاصطناعي (AI) طريقة لاكتشاف أمراض القلب مبكراً، وتتبُّع تطور المرض باستخدام فحص غير مكلف نسبياً ومتوافر بسهولة، وغالباً ما يكون في الأصل جزءاً من السجل الصحي الإلكتروني الخاص بالمريض.
قد تكون أول علامة دالة على وجود مرض قلبي هي جلطة
تكون أول علامة على وجود مرض في القلب والأوعية الدموية في غالبية الأحيان، هي حدوث جلطة قلبية أو سكتة دماغية أو قلبية. وفي الوقت الحالي، يستخدم الباحثون والأطباء في مايو كلينك تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) للتنبيه بوجود مشاكل قلبية في وقت مبكر، مما يعزز قدرات الفحص التشخيصي المعروف منذ أكثر من قرن، وهو جهاز تخطيط كهربائية القلب (ECG).
وفي أحدث ما تمَّ تطويره في هذا المجال، هو خوارزميات تخطيط كهربائية القلب (ECG-AI)، من قبل باحثي “مايو كلينك”، التي تُستخدم حالياً في الأبحاث للتنبؤ باحتمال إصابة المريض بأمراض قلبية مثل، الرجفان الأذيني والداء النشواني، وتضيّق الشريان الأورطي والكسر القذفي المنخفض، واعتلال عضلة القلب التضخمي (HCM)، وغيرها الكثير.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً التنبؤ بالعمر البيولوجي للمريض باستخدام أجهزة تخطيط القلب التقليدية ذات 12 إشارة وأحادية الإشارة من الساعات الذكية والأجهزة المحمولة.
وقد أجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الخوارزمية ذات 12 إشارة المخصصة للكشف عن هذه الحالة للاستخدام السريري.
تشخيص حالة ضخ ضعيف للقلب
اسألي الطبيب عن إجراء تخطيط للقلب
حالة الكسر القذفي المنخفض هي حالة يمكن علاجها، حيث يضعف القلب ويضخ كمية أقل من الدم إلى الجسم. غالباً ما تكون الأسباب والأعراض الكامنة قابلة للعلاج، ولكن قد لا يكون الأفراد على دراية بحالتهم إلا عندما تبدأ الأعراض مثل، ضيق التنفس والإعياء وتورم الساقين، في التدهور.
من الممكن أن يؤدي إهمال علاج الكسر القذفي المنخفض من دون علاج إلى تفاقم فشل القلب، مما يؤثر على نوعية الحياة، ومن المحتمل أن يصبح شديداً بما يكفي ليستدعي زراعة قلب، أو قد يؤدي إلى سكتة قلبية.
ربما يكون من الجيد لكل أم قراءة هذا الموضوع النوبة القلبية المفاجئة عند الشباب: لماذا تحصل؟ وما هي فحوص الكشف المبكر؟
التباس بين أعراض ضعف مضخة القلب وتلك التي تصاحب الحمل
اختصاصية أمراض القلب، د. ديميليد أديدينسيو
قد يحدث بعض الخلط بين أعراض ضعف مضخة القلب وتلك التي تصاحب الحمل الطبيعي. لذلك تستخدم اختصاصية أمراض القلب، د. ديميليد أديدينسيو، في مايو كلينيك فلوريدا، الذكاء الاصطناعي كأداة للكشف عن حالة لدى النساء تسمى اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة، وهو حالة ضعف في مضخة قلب يمكن أن تتطور أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة وجيزة.
يمكن التنبؤ بضعف عضلة القلب باستخدام الذكاء الاصطناعي المتوافر في جهاز تخطيط كهربية القلب التقليدي ذي 12 إشارة، ومن سماعة الطبيب الرقمية التي تدعم الذكاء الاصطناعي والتي تلتقط تخطيط القلب أحادي الإشارة والتسجيلات الصوتية للقلب.
وتقول الطبيبة أديدينسيو: “تشير أبحاثنا حول مرضى التوليد في نيجيريا إلى أن الأجهزة التقنية المحمولة مثل سماعة الطبيب الرقمية التي تدعم الذكاء الاصطناعي، لديها قدرة مضاعفة على تحديد عدد حالات اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة مقارنة بالرعاية الروتينية”.
وتتابع “قد تكون أداة قوية لإتاحة تشخيصات اعتلال عضلة القلب المحمولة للمزيد من النساء في المناطق الحضرية والريفية المحرومة في جميع أنحاء العالم.
ولعل إمكانية الوصول هي أحد الاعتبارات المهمة في التعامل مع الفوارق الصحية في الولايات المتحدة، لأن النساء داكنات البشرة أكثر عرضة للإصابة باعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة بستة عشر ضعفاً، مقارنةً بالنساء الأخريات”.
تراكم الأميلويد في القلب
الداء النشواني، هو مرض نادر يصيب البروتينات المشوهة التي تنحرف لتشكل رواسب الأميلويد في الأعضاء والأعصاب والأنسجة. هناك عدة أنواع مختلفة، ولكن عندما يتراكم ما يكفي من الأميلويد في القلب، فإنه يسبب فشل القلب وظهور أعراض مثل، ضيق التنفس وتراكم السوائل والإغماء.
قد تظهر لدى المرضى أيضاً مشاكل في ضربات القلب، وقد يحتاجون إلى جهاز تنظيم ضربات القلب.
لكن التشخيص المبكر هو أمر بالغ الأهمية لأنه على الرغم من أن الداء النشواني غير قابل للشفاء، إلا أنه يمكن علاجه باستخدام العلاجات الطبية الجديدة التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من كمية الأميلويد المنتجة وتوقف تطور المرض.
باستخدام جهاز التخطيط الحديث (ECG-AI)، يمكن للأطباء تنبيه المرضى ممن هم في مراحل مبكرة من الداء النشواني القلبي. تُستخدم هذه التقنية في الأبحاث وتمتاز بتصنيف جهاز مبتكر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
“لقد أجرينا بعض الأبحاث التي تشير إلى أنه إذا قمنا بتطبيق الذكاء الاصطناعي على جهاز تخطيط كهربائية القلب فقط، فيمكننا أن نبيّن تشخيص الحالة، غالباً قبل حتى أن يشتبه الاختصاصي في ذلك”، تقول د. مارثا جروجان، اختصاصية أمراض القلب في مايو كلينك في روتشستر، مينيسوتا.
وتتابع “وهكذا، نحن نعتقد أن هذه إحدى الطرق لإجراء تشخيص مبكر. والآن، يجب وضع ذلك في السياق السريري. جهاز تخطيط كهربائية القلب ليس مجرد جهاز فريد من نوعه يحتوي على تقنية الذكاء الاصطناعي، وإنما يمكنه بالفعل أن يساعدنا في الاشتباه بالإصابة بالداء النشواني”.
“إنه أداة فعّالة جداً لأنها غير مكلفة. ومتوافرة في كل مكان”، وقد “أظهرت أبحاثنا أنه حتى الفحص أحادي الإشارة الذي يمكنك إجراؤه على ساعة أو جهاز محمول بسيط، يمكن أن يعطينا دلالات على وجود الداء النشواني. لذلك، يمكن للمرء أن يتخيل أن وجود جهاز تخطيط كهربائية القلب بسيط في المناطق المحرومة في جميع أنحاء العالم، قد يساعد في تحديد ما إذا كان المريض مصاباً بالداء النشواني، لاسيما لدى تلك المجموعات المعرّضة للخطر”.
اعتلال عضلة القلب التضخمي
يحدث مرض اعتلال عضلة القلب التضخمي عندما تصبح جدران القلب أكثر سمكاً مع مرور الوقت، مما قد يعطل الإشارات الكهربائية للقلب، مما يزيد من خطر الموت القلبي المفاجئ.
ومع الأسف، لا يلاحظ الأشخاص غالباً أي أعراض إلا عندما يتطور المرض.
اعتلال عضلة القلب التضخمي هو أحد أكثر أمراض القلب الوراثية شيوعاً، حيث يصيب 1 من بين 200 إلى 500 شخص.
والاكتشاف المبكر أمر بالغ الأهمية ولكنه يمثل تحدياً. لا يتم اكتشاف اعتلال عضلة القلب التضخمي دائماً في الفحوصات الأساسية، مثل جهاز تخطيط كهربائية القلب التقليدي ذي 12 إشارة. ولن تتم إحالة معظم المرضى إلى إجراء مزيد من الفحوصات الدقيقة، مثل مخطط صدى القلب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ما لم يتم الاشتباه في وجود مشكلة.
لكن يمكن لأجهزة ECG-AI اكتشاف اعتلال عضلة القلب التضخمي من خلال التعرّف إلى الأنماط الدقيقة التي قد لا يلحظها حتى الأطباء الخبراء.
يقول الدكتور كونستانتينوس سيونتيس في روتشستر: “إن تطبيق خوارزمية الذكاء الاصطناعي هذه على أجهزة تخطيط كهربائية القلب الروتينية يبشر بالخير، كوسيلة لجعل الاكتشاف المبكر لمرض اعتلال عضلة القلب التضخمي أكثر عملية ودقة، وإمكانية إجرائه كجزء من فحص صحة القلب الدوري”. “الرياضيون الذين لم يتم تشخيصهم بعد بمرض اعتلال عضلة القلب التضخمي، والذين قد يكونون أكثر عرضة لحدوث حالة عدم انتظام في ضربات القلب الخطيرة أثناء أداء التمارين، يمكنهم الاستفادة من الاكتشاف المبكر”.
ونظراً إلى أن مرض اعتلال عضلة القلب التضخمي غالباً ما يتم توارثه بين العائلات، فإن اكتشافه مبكراً لدى شخص واحد يمكن أن يؤدي إلى تحديد أفراد الأسرة الآخرين المعرّضين للخطر”.