الحالة النفسية تشير إلى الحالة العاطفية والعقلية الشاملة للشخص في وقت معين. ويمكن أن تكون الحالة النفسية إيجابية عندما يكون الشخص في حالة من الرضا والسعادة والهدوء النفسي، أو سلبية عندما يكون الشخص في حالة من الحزن والاكتئاب والتوتر.
في عالم مليء بالضغوطات والتحديات اليومية، يبحث الكثيرون عن طرق للتغلّب على التوتر والاكتئاب؛ ليحافظوا على حالتهم النفسية
الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان
ما هي العوامل التي تتأثر بها الحالة النفسية؟
تتأثّر الحالة النفسية بعدة عوامل، بما في ذلك البيئة المحيطة، والتجارب الشخصية، العوامل الوراثية، التغيّرات الهرمونية، الصحة الجسدية، وغيرها.
يمكن للأحداث الإيجابية أو السلبية في الحياة، مثل النجاح في العمل أو فقدان العزيز، أن تؤثر على الحالة النفسية بشكل كبير.
تعتبر الحالة النفسية الجيدة أساساً مهماً للصحة العامة والرفاهية الشخصية. ومع ذلك، قد يتعرّض الأفراد لتدهور في حالتهم النفسية نتيجة لعوامل مختلفة، ويمكن لذلك أن يؤثر سلباً على جودة حياتهم.
النظام الغذائي غير الصحي والمتوازن يمكن أيضاً أن يؤثر سلباً على الحالة النفسية، فيما النظام الصحي يحسّن حالتك المزاجية، وبالتالي صحتك النفسية. خصوصاً أن الغذاء ليس فقط وقوداً للجسم، بل يلعب دوراً مهماً في صحة العقل والرفاهية النفسية، حيث تؤثر الأطعمة التي نتناولها بشكل مباشر على توازن الكيمياء الدماغية والتوتر والمزاج.
علامات تشي بتدهور الحالة النفسية
فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية: عندما يشعر الشخص بتدهور في حالته النفسية، قد يفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.
الشعور بالتعب المستمر: قد يصاحب التدهور النفسي شعور مستمر بالتعب ونقص الطاقة، حتى بعد الراحة الكافية.
الاكتئاب والقلق المفرط: يمكن أن يظهر التدهور النفسي على شكل انخفاض في المزاج، وشعور مستمر بالحزن أو القلق الشديد.
التغييرات في الوزن والشهية: قد يلاحظ الشخص تغييرات ملحوظة في وزنه أو في شهيته نتيجة لتدهور حالته النفسية.
الانعزال الاجتماعي: يمكن أن يؤدي التدهور النفسي إلى انعزال الفرد عن الأصدقاء والعائلة وتجنّب الأنشطة الاجتماعية.
الإرهاق العاطفي: يمكن أن يتسبّب التدهور النفسي في شعور الفرد بالإرهاق العاطفي المستمر، حتى بعد النوم الكافي.
تغييرات في المزاج: شعور مستمر بالحزن، الاكتئاب، القلق، الغضب، أو الاكتئاب الشديد؛ يمكن أن تكون علامات على تدهور الحالة النفسية.
تغييرات في السلوك: تغييرات في السلوك اليومي مثل الانسحاب الاجتماعي، انخفاض في النشاط، أو الإدمان على سلوكيات محفوفة بالخطر.
التغييرات في النوم: صعوبة في النوم أو الإفراط في النوم أو الأرق.
تغييرات في التركيز والذاكرة: صعوبة في التركيز، نسيان الأشياء بسهولة، أو الصعوبة في اتخاذ القرارات.
مشاكل في الصحة الجسدية: آلام الجسم المستمرة؛ مثل الصداع، الألم في الصدر، وآلام المعدة دون سبب طبي واضح.
العلاقة بين التغذية والصحة النفسية
وجود علاقة قوية بين نوعية الغذاء الذي نتناوله وبين حالتنا النفسية
تشير الأبحاث العلمية إلى وجود علاقة قوية بين نوعية الغذاء الذي نتناوله وبين حالتنا النفسية، فالتغذية السليمة ليست فقط مهمة للحفاظ على الوزن الصحي والوقاية من الأمراض، بل إنها تلعب أيضاً دوراً كبيراً في دعم الصحة العقلية وتعزيز الرفاهية النفسية.
إن العقل والجسم يعملان معاً كنظام واحد، والغذاء هو الوقود الذي يحتاجه الجسم للعمل بكفاءة. فعندما نتناول أطعمة غنية بالمغذيات الصحية؛ مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية، يصبح لدينا مزيج مثالي من الطاقة والتركيز والمزاج الإيجابي.
نصائح لتحسين الصحة النفسية من خلال التغذية
تناول وجبات متوازنة: يجب أن تتضمن الوجبات مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية؛ لضمان تلبية جميع احتياجات الجسم.
الفواكه والخضروات الطازجة: تحتوي الفواكه والخضروات على فيتامينات ومعادن تساعد في تعزيز الصحة العقلية؛ مثل فيتامين سي C والمغنيسيوم.
المكسرات: تحتوي المكسرات على دهون صحية ومغذيات؛ مثل الأوميغا 3 والمغنيسيوم، التي تعتبر مفيدة لتحسين المزاج ودعم الصحة العقلية.
الحبوب الكاملة: تحتوي الحبوب الكاملة على الألياف والعناصر الغذائية التي يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
الأسماك الدهنية: تحتوي الأسماك، مثل السلمون والتونة، على أحماض دهنية أوميغا 3، التي تعتبر مفيدة لصحة الدماغ وتحسين المزاج.
الشاي الأخضر واليانسون: يحتوي الشاي الأخضر واليانسون على مركّبات تساعد في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
شاي الأعشاب: مثل اللافندر والبابونج، يعتبران من المشروبات الصحية المهدئة، والتي تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر.
القهوة منزوعة الكافيين: بشرط أن يتم شربها بكميات معتدلة، قد تساعد القهوة في رفع مستويات الانتباه وتحسين المزاج.
الزنجبيل: يمكن تحضير مشروب الزنجبيل الساخن كمساعد لتخفيف التوتر.
الليمون بالماء الدافئ: شرب كوب من الماء الدافئ مع عصير الليمون قد يكون مهدئاً للأعصاب.
الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مركّبات تساعد في إفراز السيروتونين، وهو مركّب كيميائي يعتبر مهماً لتحسين المزاج.
الغذاء وحده لا يكفي لكن يمكن أن يُسهم في رحلة شفاء الحالة النفسية إذا كانت في بداياتها. وإلى جانب الغذاء عليك بتطبيق الآتي:
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين المزاج والتخلص من التوتر والقلق.
الحفاظ على الهدوء النفسي: تعلم تقنيات التأمل والتنفس العميق يمكن أن يساعد في تهدئة العقل وتحسين الصحة النفسية.
استشارة اختصاصي نفسي لمعالجة المشكلة من جذورها.
فهم ومراقبة الحالة النفسية والعمل على تعزيزها من خلال ممارسة الرياضة، والاهتمام بالنظام الغذائي الصحي، وتطوير العلاقات الاجتماعية الداعمة، والبحث عن الهوايات التي تثير السعادة والراحة. وفي حال وجود مشاكل مستمرة في الحالة النفسية، يجب البحث عن المساعدة الطبية المناسبة للتقييم والعلاج.