أيام قليلة وينتهي شهر رمضان الكريم، ويأتي عيد الفطر الذي ينتظره الكبار والصغار للاحتفال به؛ حيث يقوم الأطفال بارتداء ألبستهم الجديدة والمشاركة في إهداء الحلوى للأقارب والجيران والخروج للتنزه، بعدها يهيئ الطفل نفسه لأخذ “العيدية”، والتي تعد واحدة من أجمل طقوس الاحتفال بالعيد في نظره؛ حيث إنها تدخل الفرحة على القلوب، و فرحة الطفل بها تكون مضاعفة؛ حيث يشعر بقيمه امتلاك المال وحرية التصرف في العيدية.
ولكن ما إن تصل العيدية إلى أيديهم، حتى تبادر بعض الأمهات بأخذها من طفلها؛ لادخارها له، أو لشراء اللعبة التي أعجبته من قبل، وهنا يعترض بعض التربويين، خاصة إذا كان عمر الطفل أكبر من 10سنوات، إضافة إلى أن إعطاء العيدية للطفل أولى خطواته لتعلم الادخار.
اللقاء ومدربة التنمية البشرية هبة ناصر لشرح معنى العيدية، ومتى يحتفظ بها الطفل، وما هو تأثيرها عليه من الناحية النفسية.
العيدية هي العطاء والعطف
العيدية مادية أم مجرد هدية تعني الترابط والدفء الأسري
العيدية عادة ارتبطت برمضان والأعياد، وامتدت على مدى القرون، ولم تفقد بريقها بعد، إذ تمكن الطفل من شراء الحاجات التي يصعب عليه الحصول عليها من مصروفه اليومي، لذا يجب توجيهه لإنفاقها في كل ما هو مفيد لضبط أولوياته.
وكلمة “عيدية” مشتقة من كلمة “عيد” ومعناها العطاء والعطف، ولأن الطفل قبل العاشرة، قد ينقصه أحيانًا القدرة على التخطيط للمستقبل أو استثمار المال بذكاء، وهو الأمر الذي قد تحاول بعض الأمهات تداركه؛ بأن تأخذ من الطفل العيدية، بينما بعض التربويين لا يفضلون أن تلجأ الأمهات لهذه الطريقة، كي لا تكسر فرحة الطفل، وفي المقابل يعرضون بعض الطرق التي تساعد الطفل على استثمار العيدية بطريقة إيجابية.
الحصول على مبالغ كبيرة من المال يعتبر فرصة لتعليم الأطفال الادخار، حيث يدخرون جزءاً من أموالهم لشراء متطلباتهم ذات القيمة المرتفعة، بجانب تدريب الطفل على تحمل المسؤولية واكتساب بعض الحرية في التصرف فيها كيفما يشاء.
تعليم الطفل أن حصوله على عيدية من كبار العائلة، يدل على الترابط والدفء الأسري، ويحمل معنى وجداني يتمثل في إظهار الحب والود من الكبير للصغير، ولهذا على الطفل أن يقتطع جزءاً من العيدية لطفل يتيم أو فقير.
شخصية طفلك
كيف يستثمر الطفل العيدية؟
الادخار مطلوب لشراء جهاز لاب توب أو ملابس جديدة
كلّ على حسب احتياجاته وهواياته، إذ تختلف طريقة استثمار “العيدية” من طفل إلى آخر، وأحيانًا كل أم تضع “عيدية” كل طفل من أطفالها في حصّالته الخاصة؛ ليشتري ما يحتاجه.
على الأم استغلال موضوع “العيدية” لتشرح لطفلها الصغير، من أين تأتي النقود؟، ومن المهم أن يعلم أن والديه يعملان ويبذلان الجهد للحصول عليها، ويمكنه أن ينفقها بطريقة صحيحة وأن يقتدي بوالديه.
على الأم أن تنفق النقود أمام أطفالها بطريقة مسؤولة، وأن تشرح لهم دائماً لماذا اختارت شراء سلعة معيّنة دون الأخرى؛ حتى يتعلّم الأطفال أن النقود يجب أن تنفق بحرص.
على الأم تعويد طفلها ادّخار “عيديته” وإنفاقها بطريقة صحيحة، تعلّمه حسن التصرّف بالمال، حتى لو كان صغيراً، وتوقّعي في البداية أن يشتري طفلك بعض الأشياء غير اللازمة، وتذكّري أهمية مناقشته في اختياراته الخاطئة لكن دون انتقاده.
تأثير امتلاك العيدية على الطفل
امتلاك العيدية تمد الطفل بالثقة بالنفس
العيدية شيء خاص بالطفل، من ممتلكاته الخاصة، وامتلاك حق التصرف في العيدية يساعده على تكوين شخصيته، وتجعله واثقًا من نفسه.
امتلاك العيدية بين يدي الطفل تمده بالقدرة على اتخاذ القرارات، عندما يختار لعبة دون الأخرى، كما تزرع بداخله العطاء على إنفاق جزء من المال في أوجه الخير.
احترام الأم لحقوق طفلها وملكيته سيعلمه احترام حقوق وملكيات الغير، مع توضيح أن العيدية في المناسبات الخاصة فقط، حتى لا يعتادها الطفل.
العيدية للطفل تشعره بالثقة، وبقدرته على تولي مسؤولية النقود، ويمكن أيضاً أن تطلبي منه أن يدخر معه بعض النقود الخاصة بك لحين التخطيط – معاً- لإنفاقها.
اجعلي طفلك يدخر عيديته ويحتفظ بها بنفسه، وخططا للقيام برحلة معًا، ويمكن شراء مستلزمات الرحلة من النقود، أو أن يحتفظ بها لإنفاقها خلال الرحلة.
ان تستثمري العيدية في الإشراك بدرس تعليمي أو ترفيهي للطفل في الإجازة، أو الاشتراك في معسكر ورحلات الكشافة.
التخطيط لشراء بعض المستلزمات من الملابس المحببة للطفل، أو التي تنقص الطفل ويرغب في شراء أزياء معينة.
شراء جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول أو تحديثه، وفي حالة إذا كانت طفلتك تمتلك عيدية ذات قيمة فقومي بإضافة بعض من المال عليها وقومي بشراء حلية من الذهب لها.
أصول تقديم العيدية
العيدية أوراقها جديدة ومعدنها لامع وجديد
يجب أن تكون النقود جديدة؛ حيث يقوم بعض الآباء باستبدال النقود القديمة بالجديدة لتوزيع العيدية، لذلك احرص على أن تكون نقود العيدية جديدة
يفضل أن تكون العيدية في صورة نقود، و لا تستبدليها بهدية؛ حتى لا تشعري الطفل أنك فرضت هدية عليه، وإنما الأفضل أن تتركي له الحرية ليتصرف في النقود، ويشتري ما يريده من ألعاب، وحلوى، أو يدخر أمواله لشراء لعبة ثمينة يريدها على سبيل المثال.
ويفضل أن تكون العيدية على شكل نقود حتى تكون شيئاً خاصاً بالعيد، يختلف عن الهدايا التي يمكن أن تقدم في مناسبات أخرى، كأعياد الميلاد واحتفال النجاح.