قد يبدو التوتر طبيعياً تقريباً في الحياة اليومية، إلا أنه قد يكون له في الواقع العديد من العواقب الصحية؛ خصوصاً إذا كان مستمراً.
فعلى المدى الطويل، يؤدي التوتر المزمن إلى تعزيز أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز الهضمي مثل: قرحة المعدة، والاضطرابات الجلدية، والسلوكيات الإدمانية، والاكتئاب. ويمكن أن يُضعف جهاز المناعة في الجسم.
اكتشفي في الآتي، أربع تقنيات يمكن أن تمنع الشعور بالقلق والتوتر، من طبيب الأعصاب أوليفييه سيلام، المعروف باسم drolivier_sillam@ على شبكاته الاجتماعية:
قد يكون من غير الممكن منع التوتر الذي يحصل من خلال البيئة المهنية والعائلية والصحية. ولكن ما هو مؤكد، أنه بالإضافة إلى النوم الجيد، وممارسة بعض الأنشطة التي تساهم في الاسترخاء مثل: معينة اليوغا والتأمل والتدليك، هناك نصائح أخرى يمكن أن تساعدكِ في محاربة الشعور بالقلق عندما يكون مثبتاً.
تماسك القلب عبر التنفس
حرري أنفاسك
يتحدث الدكتور أوليفييه عن إمكانات تماسك القلب لتخفيف التوتر بسهولة وفعالية؛ فيقول: “المبدأ بسيط للغاية، سنستخدم التنفس لمحاولة مزامَنة تنفسنا وقلبنا وعقلنا”.
ولكن مم تتكوّن هذه التقنية؟
يوضح طبيب الأعصاب: “من الناحية العملية، عليكِ أن تتنفسي لمدة 5 ثوانٍ، ثم تزفرين لمدة 5 ثوانٍ. قومي بذلك لـ3 دقائق تقريباً على الأقل”. ولتحقيق أقصى استفادة من فوائد تماسك القلب، يوصي بممارستها من 2 إلى 3 مرات يومياً، في الصباح، وفي المساء، وربما في فترة ما بعد الظهر؛ لرؤية انخفاض مستويات التوتر لديكِ.
ووفقاً للطبيب؛ فإنَّ “التأثير المحسوس يكاد يكون فورياً، وسوف يتراكم على مَرّ الأيام؛ ليصل إلى حدٍ أقصى حوالي 15 يوماً”. بالنسبة للدكتور أوليفييه، هذه التقنية تعمل في جميع الحالات، واختبارها بسيط؛ لأنكِ تحتاجين فقط إلى متابعة تنفسك. ولتحقيق ذلك بشكل أفضل، يوصي باستخدام دليل مرئي، متاح على الشبكات الاجتماعية.
ممارسة الرياضة بانتظام
يوصي الدكتور أوليفييه سيلام بممارسة نشاط بدني منتظم. في الواقع: تتيح لكِ ممارسة الرياضة وتصفية ذهنك، مع الحفاظ على لياقتك البدنية، خفضَ مستويات التوتر.
ويوضح الطبيب: “أوصي المرضى بممارسة نشاط بدني منتظم؛ فهو أمرٌ مهم جداً؛ لأنَّ الرياضة، ولأسباب مختلفة، ستقلل بالفعل من مستويات التوتر”.
ويوصي بممارسة الرياضة من 2 إلى 3 مرات في الأسبوع، مع التركيز على الأنشطة التي تنشّط القلب. ويضيف أنه: “علاوة على ذلك، يمكنكِ إضافة بعض أنشطة الاسترخاء، واليوغا، والتاي تشي، والأنشطة التي نسميها نفسية جسدية”.
نظام غذائي متوازن وصحي
النظام الغذائي هو عامل حاسم للبقاء في صحة بدنية وعقلية جيدة، ولهذا ينصح الدكتور سيلام بعدم إهماله؛ خصوصاً عندما نشعر بالتوتر. ويقول: “إن اتباع نظام غذائي متنوّع أمرٌ ضروري، ويجب علينا التأكد من حصولنا على كميات جيدة من الفواكه والخضروات والفيتامينات والمغنيسيوم على وجه الخصوص”.
وللحد من التوتر، من الضروري اعتماد نظام غذائي متوازن؛ للاستفادة من كافة العناصر الغذائية الضرورية لصحة جيدة.
قد يهمك الإطلاع على فوائد الاسترخاء في الساونا لا تُصدق
مساعدة اختصاصي
إذا لم تنجح تقنيات الاسترخاء ونمط الحياة الصحي في السيطرة على التوتر، ينصح الدكتور أوليفييه سيلام بالتوجه إلى اختصاصي للحصول على المساعدة. فيقول: “عندما تكون مستويات التوتر مرتفعة للغاية، أوصي بالحصول على المساعدة من معالج نفسي، وقد يعتمد ذلك على علاقتنا، أو طبيب نفساني، أو اختصاصي الوخز بالإبر، أو شخص يمارس التنويم المغناطيسي”. بِغض النظر عن المهنة التي تمَّ اختيارها، يصرُّ الدكتور أوليفييه على أهمية ألّا يكون الشخص وحيداً مع التوتر الذي يواجهه.
ويختم الدكتور أوليفييه سيلام مشيراً إلى أن: التأمل هو وسيلة استرخاء معروفة لإدارة التوتر، إلا أنه لا يُنصح به تلقائياً لكل شخص يعاني من القلق. “حتى لو أشيد بمزايا التأمل؛ فهو ليس الأسلوب الذي أقدّمه لأول مرة لمرضاي الذين يعانون من التوتر؛ لأنه ليس من السهل البدء به؛ فهو يتطلب حسن النية، وإيجاد بيئة مناسبة وغير ذلك”. ويوضح قائلاً: “لأنه غالباً ما يكون لدى المريض انطباع بعدم النجاح في البداية، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم التوتر بشكل متناقض”.