شهر رمضان الفضيل الذي ينتظره المسلمون حول العالم بشغف وحماس، ليس مجرد شهر للامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، إنما هو فترة خاصة تحمل في طياتها تحديات وتأثيرات عميقة على الصحة النفسية للصائم.
ولمعرفة حقيقة هذه التحديات التقت المستشارة في جودة الحياة والعلاقات، آناء أبو الفرج، فأجابت على سؤال “هل الصيام يؤثر على الحالة النفسية؟” على النحو الآتي:
آناء أبو الفرج
تستهل آناء حديثها بداية مشيرة إلى أن تجربة الصيام والانتقال إلى نمط حياة جديد خلال شهر رمضان، تمتاز بتحديات فريدة تؤثر على الصحة النفسية للأفراد بطرق متعددة، يترتب على هذا الصيام تأثير كبير على الصحة النفسية، حيث يساهم في تحقيق الانضباط والتوازن في حياة الشخص، ولعل أبرز هذه التأثيرات ما يلي:
1. التواصل مع الله: يعتبر شهر رمضان فرصة للتواصل المكثف مع الله من خلال أداء العبادات المختلفة مثل الصيام وقراءة القرآن وأداء السنن والرواتب، هذا التواصل الروحي يساهم في زيادة الراحة النفسية والسكينة الداخلية.
2. الانضباط الذاتي: يساعد شهر الصيام في تحقيق الانضباط الذاتي عن طريق امتناع الفرد عن الأكل والشراب من الفجر حتى المغرب، وتجنّب العادات السلبية والتحكم في الردود العاطفية والسلوكية، وهذا يعزز القدرة على التحكم في النفس والتصرف بحكمة، ويعطي شعوراً بالانتصار على الرغبات الفورية.
3. الانضباط العائلي: يجتمع أفراد العائلة في وقت الإفطار لتناول الطعام معاً، مما يعزز الروابط العائلية والتواصل الاجتماعي، ويُعتبر هذا الجانب المجتمعي من رمضان محفزاً للسعادة والمشاركة الاجتماعية، ويعزز الشعور بالانتماء والدعم العائلي.
4. التسامح والتواصل: يعتبر شهر رمضان فرصة لتعزيز التسامح والتواصل الإيجابي مع الآخرين، حيث يتبادل الناس التهاني والمباركات ويقومون بزيارة الأقارب والأصدقاء، هذه الأعمال الخيرية والتواصل الإيجابي يعزز العلاقات الاجتماعية ويساعد على تحسين الصحة النفسية.
5. الرياضة والحيوية: ارتفاع وعي الأشخاص تجاه الرياضة والاهتمام بها رغم تحديات الصيام والشعور بالجوع والعطش. فالأطباء والاختصاصيون يحفزون الآخرين على ممارسة النشاط البدني لتعزيز الصحة والحيوية، مما يعزز أيضاً الشعور بالإنجاز والسعادة النفسية.
وقالت إنه من المفضل أن يتم تحديد الأهداف من الانضباط والتغييرات الإيجابية على النفس، حتى لا يشعر الشخص بالضياع.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية في شهر رمضان
أداء العبادات المختلفة يجعلك تشعرين بالراحة النفسية
وأضافت آناء، أنه وعلى الرغم من الفوائد النفسية لشهر رمضان، فقد يواجه البعض تحديات نفسية أثناء هذا الشهر؛ إذ قد يشعرون بالإرهاق والجوع والعطش خلال فترات الصيام الطويلة، مما قد يؤثر على مزاجهم وطاقتهم العامة. هذا وقد يعاني البعض أيضاً من القلق والاكتئاب بسبب التغييرات في الروتين اليومي ونقص النوم في بعض الأحيان. لذا، يُنصح باتباع بعض الإرشادات للحفاظ على الصحة النفسية خلال رمضان، وتشمل:
1. تنظيم النوم: تأكدي من الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم في الليل، ومحاولة أخذ قيلولة قصيرة إذا كنت تشعرين بالتعب. تذكري أن النوم الجيد يساعد في تجديد الطاقة وتعزيز المزاج الإيجابي.
2. العناية بالتغذية: الحفاظ على تناول وجبات متوازنة ومغذية خلال السحور والإفطار، والتأكد من شرب كمية كافية من الماء لتجنّب الجفاف والعطش والذي يؤثر سلباً على الصحة النفسية.
3. التخفيف من الضغوط: حاولي تقليل الأعمال الزائدة والإلتزامات خلال شهر رمضان، قومي بتحديد أولوياتك وتنظيم وقتك بشكل مناسب لتقليل الضغط النفسي.
4. الاسترخاء والتأمل: قومي بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا، يمكن أن يساعد هذا في تهدئة العقل وتخفيف التوتر والقلق.
5. الدعم الاجتماعي: تواصلي مع أفراد العائلة والأصدقاء وشاركيهم تجاربك ومشاعرك.، يمكن أن يوفر الدعم الاجتماعي المساعدة والتعاطف خلال هذا الشهر.