يفرح الأطفال بشهر رمضان فرحة كبيرة، بسبب تغيير روتينهم اليومي، ومواعيد ذهابهم إلى المدرسة وقدومهم منها، والتي تصبح أكثر مرونة، هم يبتهجون، لم تخصه بهم الأمهات من عناية في جلوسهم على المائدة الرمضانية، و‘هدد الأطباق التي يفضلونها، والسماح لهم بمتابعة أحد البرامج التلفزيونية، إلا أن هناك بعض العادات والسلوكيات التي تقوم بها الأم في رمضان قد تمثل قدوة سيئة للأبناء.. وقد تؤثر على نفسية الأبناء خلال شهر رمضان الكريم، هي عادات محددة تعرفي عليها لتتجنبيها.
الانشغال طوال اليوم في إعداد الطعام
الانشغال طوال اليوم في إعداد الطعام الانشغال طوال اليوم في إعداد الطعام
كثير من الأمهات يقضين نهار رمضان في المطبخ، وفي أداء الأعمال المنزلية ولا يعتنين بأطفالهن بالقدر اللازم مما يكون له تأثير سيئ على الأطفال، الذين قد يتصرفون بشكل غير مناسب في ظل انشغال الأم.
لا تفعلي ذلك، يجب أن توازني بين أعمالك النهارية الرمضانية واهتمامك بأبنائك، ومن الممكن أن تشركيهم في بعض الأعمال البسيطة مما يرسخ لديهم خلق التعاون ويشعرون بالاهتمام والحميمية أكثر في رمضان.
فعندما يتعلم الأطفال أن ينظروا إلى الطعام على أنه أكثر من مجرد شيء يأكلونه. يجعلهم أكثر احترامًا للطعام الذي يتم إعداده في المنزل ويشعرون بأنهم متصلون به، ويمكن أن يكون الطبخ أداة تعليمية رائعة عندما تشرحين لأطفالك من أين يأتي الطعام أو تاريخ أو أصل الوصفة. نظرًا لمدى فضول الأطفال، فإن الطهي قد يجعله يتحمس للنشاط الجماعي الممتع.
هل تعرفين أن هناك تصرفات سيئة للطفل سببها الأم والأب؟
كثرة الغضب والعصبية بسبب الصوم والعزومات
نتيجةً الجوع والعطش خلال الصيام ونقص الماء والجلوكوز خاصةً، ينشأ التوتر وتزداد العصبية وترتفع وتيرتها مع مرور اليوم كلما ازدادنا اقترابا من الإفطار. كثير من الأمهات يثرن سريعاً ويتعاملن بعصبية مع الأطفال، سواء كان ذلك بسبب الصوم أو بسبب الانشغال في تحضير الموائد العامرة للعزومات الرمضانية، كما أن بعض الشخصيات يعتمد مزاجها على تناول أشياء معينة، منها الشاي والقهوة والنسكافيه، وعدم تناولهم لهذه المشروبات يجعلهم أكثر عصبية في الصباح.
لا تفعلي ذلك، وتعاملي مع الصيام كحالة روحانية فريدة تُعزز قربك من الله وتسمو بسلوكك الشخصي وترفعك عن العصبية والانفعال، واحصلي على قسط كاف من النوم، فعند الإجهاد يحتاج جسمك إلى مزيد من النوم والراحة، وحافظي دائما على موقف إيجابي وابذل جهدًا لاستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، فالصوم علمياً لا يسبب العصبية بل يعمل على تعزيز صحة الدماغ وشحذ القوى الذهنية.
التباهي أمام الناس بملبس أو مأكل
التباهي أمام الناس بملبس أو مأكل التباهي أمام الناس بملبس أو مأكل
كثير من الأمهات خلال الاجتماعات الرمضانية والجلسات العائلية أو خلال خروجات الخيم الرمضانية يتباهين أو يتفاخرن بما أعددنه من طعام، أو قد يرتدين عباءات رمضانية فاخرة؛ مباهاة وتفاخراً مما يمثل قدوة سيئة للأبناء في المستقبل، ويجعلهم يرفضون التعامل أو التصادق مع من ليسوا بمثل مستواهم المعيشي، لنجد أحياناً في الطرف الآخر أطفالاً يتأثرون سلباً بهذه السلوكيات التي تجعلهم يخجلون من واقعهم لكونهم لا يمتلكون بيوتاً أو مقتنيات أو ملابس تشابه تلك الفئة المتعالية، ما يسبب لهم ألماً نفسياً وشعوراً بالدونية، فلا تفعلي ذلك، واضربي مثالاً طيباً لأبنائك وكوني بسيطة في تعاملاتك ومتواضعة في حديثك وملبسك، فشهر رمضان شهر الخير والإحسان والتواضع والمحبة وهذه التصرفات تتنافى تماماً مع أخلاق ديننا الكريم.
التساهل في إفطار الصغار في نهار رمضان
من أهم الأمور التي يجب على الأم الاهتمام بها لتعويد طفلها على الصيام هي تقديم المكونات الغذائية الكاملة التي تمد الطفل بالطاقة اللازمة فترة صيامه حتى لا يشعر بالتعب والإرهاق، لأنه متى ما بدأ الطفل يشعر أن الأمر لا يكلفه جهدا أو تعبا، سيبدأ حتما بالاعتياد والمواظبة عليه، لذلك يتوجب على الأسر تعويد أبنائها على الصيام بشكل تدريجي، دون اتباع أساليب التهديد والعقاب، ويمكن للام البدء في تعويد الطفل على الصيام في يومي الاثنين والخميس في الفترة التي تسبق رمضان حتى تسهل على الطفل تحمل الجوع والعطش والصبر حتى يحين وقت الإفطار، وهناك عدة تدريبات من المفترض أن تنتهجها الأسر لتعويد أبنائها على الصيام، منها تحديد فترة معينة من النهار لصيام الطفل، على أن يؤذن له بالإفطار بعد انتهاء المدة المحددة.
حيث ينبغي الالتزام بذلك مع الطفل حتى يعتاد على الصيام من تلقاء نفسه، أما أساليب القسوة فلن تجدي نفعا، بل مراعاة الطفل واجبة، وتهيئته نفسيا تصب في صالحه، وتؤدي إلى اتباعه لسنة الصيام بالصورة الصحيحة والمطلوبة، وبالمقابل هناك الكثير من الأمهات يمنعن الأبناء الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو بحجة أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم.
لا تفعلي ذلك، فهذا إساءة للأبناء من حيث إرادة الإحسان إليهم، وأيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان الصحابيات رضوان الله عليهن يُصوِّمن أبناءهن ويمنعن عنهم الطعام، وفي المقابل كانوا يقدمن لهم اللعب والدمى حتى تلهيهم عن الجوع والعطش.
حث الأبناء على النوم طوال النهار هروباً من الشعور بالجوع والعطش
النوم الهروب من الشعور بالجوع والعطش
كثير من الأمهات يدفعن الأبناء خاصة لو كانوا من المراهقين أو الشباب للنوم حتى مدفع الإفطار.
الحل: لا تفعلي ذلك، فالصيام يقوي العزيمة، ويجب أن نعود الأبناء على الصبر والتحمل، ويجب أن نحثهم على عمل صالح نافع إذا كانوا كباراً، وإذا كانوا صغاراً يمكننا أن نشغل الأطفال في مساعدتنا بالأعمال المنزلية أو ابتكار ألعاب رمضانية نلهيهم فيها عن الجوع والعطش، كذلك يجب أن نحدثهم دائماً كون شهر رمضان شهر التحمل والصلابة وترويض النفس.
تأخير الصلوات بدعوى الانشغال في تحضير الإفطار
كثير من الأمهات يؤخرن الصلوات خلال نهار رمضان بسبب الانشغال بتحضير الإفطار، وهذا أمر ليس له مبرر، خصوصاً إذا كن في بيوتهن، حتى في العمل، هناك أماكن مخصصة للصلاة، ورؤية الابن لهذا التأجيل يمثل قدوة سيئة له، فلا ينبغي تأخير الصلاة خاصة في رمضان. فلا تفعلي ذلك يجب أن تكوني قدوة لأبنائك في المواظبة على الصلاة وحثهم عليها والالتزام بتأديتها في أوقاتها ومن المستحب أن تجمعيهم يصلون معك، وهذا من أكثر الأمور التي تعود الأبناء على الالتزام بالصلاة، كما يمكن اصطحاب الأبناء لصلاة التراويح. ومن خلال مشاركة الأبناء في صلاة الجماعة يتعودون تجمعات المسلمين، ويتعلمون أدب الإصغاء إلى مواعظهم وخطبهم، فيتزودون بالغذاء الروحي، إلى جانب تعودهم أداء الصلاة نفسها.
الانخراط في مشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية
الانخراط في مشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية الانخراط في مشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية
أمهات كثيرات ينخرطن في مشاهدة المسلسلات ويقضين وقت ما بعد الإفطار كله حتى السحور في مشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية، وهذا ينتقل بالعدوى إلى الأطفال، الذين يقلدون أمهاتهم،
ويعتقد علماء أن التلفاز يشكل خطورة على الطفل، لأن البرامج التي تعرض تشوبها العديد من التناقضات على مستوى الصور والأصوات، وقد يكون لهذه التغيرات السريعة في الصور تأثير سلبي على دماغ الطفل.
وبالنسبة لهؤلاء الباحثين يعتبر التلفاز من بين مسببات التأخر في النمو لدى الأطفال وبعض الاضطرابات في التركيز والانتباه، ويمكن أن تتسبب عادة الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة في إصابة الطفل بمشاكل في الوزن بسبب عدم ممارسته أي نشاط بدني، والحل الأمثل ألا تفعلي ذلك فشهر رمضان شهر العبادة والقرآن، وليس شهر المسلسلات ويفترض أن فترة بعد الإفطار تكون لصلاة التراويح والذكر وليس للمسلسلات.