قد يواجه كبار السن العديد من المشاكل الصحية والعقلية تتمثل في الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والذهان والخرف. وهنا تأتي الأدوية النفسية لتلعب دوراً بارزاً في علاج هذه الاضطرابات وتخفيف معاناة المرضى.
أبرز الأمراض النفسية لدى كبار السن
بدايةً يُشير د. نواف أن الأمراض النفسية التي يعاني منها كبار السن، هي أمراض نفسية مزمنة تبدأ في سن الصغر وتستمر حتى الكبر؛ هذه الأمراض كانت مرافقة للأشخاص منذ سن المراهقة وسن النضج، أي قبل بلوغ سن الـ25. ومن الأمراض الشائعة ما يلي:
الاكتئاب
يعتبر الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين كبار السن، يتميز بالشعور بالحزن المستمر، فقدان الاهتمام والمتعة في الأنشطة، الشعور بالتعب الشديد، صعوبة في النوم، التركيز الضعيف، الشعور بالذنب أو القلق، والتفكير في الانتحار في الحالات القصوى.
يتم استخدام مضادات الاكتئاب مثل المثبطات الانتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs) والمثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين (SNRIs) لعلاج الاكتئاب.
القلق
يعاني الكبار في السن في بعض الأحيان من اضطراب القلق العام أو الهلع أو الرهاب الاجتماعي. يتميز القلق بالقلق المفرط والتوتر والرعب غير المبرر، والتوتر العضلي والتعرق الزائد وصعوبة التركيز. تستخدم مضادات القلق مثل البنزوديازيبينات والمواد الأخرى لتخفيف الأعراض.
الوسواس القهري
يعاني بعض كبار السن من اضطراب الوسواس القهري، وهو حالة تتسم بالأفكار والتصرفات المتكررة وغير المرغوب فيها، قد تشمل هذه الأفكار الخوف من التلوث أو الشك في الأمور الروتينية مثل قفل الباب، وإطفاء أزرار الكهرباء..
يتم استخدام مضادات الذهان أو مضادات الاكتئاب التراي سيكليك أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لعلاج الوسواس القهري.
الذهان
يمكن أن يعاني بعض كبار السن من حالات الذهان مثل الشيزوفرينيا. يتميز الذهان بالأفكار أو الأوهام غير الحقيقية والتصورات السمعية أو البصرية الزائفة.
يتم استخدام مضادات الذهان لعلاج الذهان.
اضطراب ثنائي القطب
يعاني بعض كبار السن من اضطراب ثنائي القطب، وهو حالة تتميز بالتغييرات المزاجية الشديدة بين فترات الاكتئاب وفترات الهوس.
يتم استخدام مثبطات المزاج لتنظيم المزاج والوقاية من الأعراض.
الخرف
يشير مصطلح الخرف إلى تدهور التفكير والذاكرة والقدرات العقلية الأخرى بشكل تدريجي، يعتبر مرض الزهايمر هو أكثر أنواع الخرف انتشاراً بين كبار السن. والزهايمر هو اضطراب تقدم العمر يتسم بتدهور التفكير والذاكرة، يتم الحد منه بوصف علاجات مختلفة. وفي المراحل الأولى يظهر الاكتئاب كأحد الأعراض الإصابة بالزهايمر، وفي المرحلة المتوسطة: قد يظهر القلق والعصبية والانفعالات.
أما في المرحلة النهائية فيحدث تدهور كبير ويتوقف التواصل مع الآخرين.
مدة علاج الأمراض النفسية
يقول الدكتور: “كونها أمراض نشأت منذ الصغر، فهي تعتبر أمراضاً مزمنة. وفي العديد من الحالات، قد يكون العلاج لمدى الحياة، حيث يتطلب الاستمرار في تناول الدواء والعلاج النفسي للحفاظ على استقرار الحالة النفسية.
في أغلب العلاجات يتم وصف الجرعات تدريجياً لتحقيق الاستجابة المثلى وتجنّب الآثار الجانبية، وأحياناً قد يتم البدء بالجرعة كاملة منذ أول استخدام.
ما هي إيجابيات وسلبيات الأدوية النفسية على الكبار؟
للأدوية النفسية أثر كبير على كبار السن
إن تأثير الأدوية النفسية على كبار السن بشكل عام ليس خطيراً، كما يعتقد البعض، بل على العكس إيجابياتها تفوق سلبياتها، والأدوية النفسية هي تماماً مثل باقي الأدوية التي توصف للأمراض العضوية والمزمنة.
السلبيات
تكمن السلبيات في الآثار الجانبية التي تسببها، على سبيل المثال النعاس، والدوخة، وجفاف الفم، والغثيان، والاضطرابات الهضمية. يمكن أن تؤثر هذه الآثار الجانبية على الراحة وجودة الحياة لدى كبار السن. وقد يكون هناك تأثير الأدوية النفسية بالتفاعل بينها وبين الأدوية الأخرى التي يتناولونها لعلاج حالات صحية أخرى. قد يتطلب ذلك إشرافاً طبياً دقيقاً لتجنّب التداخلات الدوائية الضارّة.
الإيجابيات
أبرز إيجابيات الأدوية النفسية هي تحسين الحالة النفسية، فهي تساعد على تخفيف الأعراض المزعجة للاكتئاب والقلق والذهان واضطرابات المزاج الأخرى، ويمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على العافية العامة لكبار السن.
وهي تعمل على تحسين الوظائف اليومية من خلال تقليل الأعراض المرتبطة بالاضطرابات النفسية، حيث يمكن أن تساعد العلاجات النفسية كبار السن على تحسين القدرة على أداء الأنشطة اليومية المعتادة والحفاظ على استقلاليتهم.
ويمكن أن يقدم العلاج النفسي فرصة لكبار السن للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم والعمل مع متخصصي الصحة النفسية في التعامل مع التحديات النفسية التي قد يواجهونها. يمكن أن يسهم هذا في تحسين الرفاهية العامة والتكيف مع التغييرات المرتبطة بالعمر.